أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – خلافاً لما تسعى إليه تركيا في إقامة “منطقة آمنة” في شمال وشرق سوريا، وجعلها على مايبدو خالية من المكون الكردي الذي قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يجب على “الأكراد التوجه صوب الحقول النفطية”، الأمر الذي رآه محللون، “أنه تغيير ديمغرافي، وتطهير عرقي بحق أحد المكونات الرئيسية للشعب السوري”، وكذلك ما يشكله خرقاً للقوانين والأعراف الدولية، خرجت ألمانيا بمقترح إقامة “منطقة آمنة دولية” تحت إشراف الأمم المتحدة.
ألمانيا تسعى لعدم استفراد روسيا وتركيا بالشمال السوري
وأشار محللون إلى ان ألمانيا تسعى في خضم التحرك التركي الروسي المنفرد لحلحلة الوضع في شمال سوريا عبر مايخدم مصالحهم وليس مصالح الشعب السوري، إلى الحصول على دعم دولي لإنشاء هذه المنطقة، التي حصلت على موافقة وترحيب من قبل قوات سوريا الديمقراطية، التي رأت في المقترح الألماني الحل الأنسب لوقف “العدوان التركي” على شمال سوريا.
وجددت ألمانيا دعوتها مساء الخميس، على إقامة “منطقة آمنة دولية” في شمال سوريا، تكون تحت حماية دولية وبإشراف الأمم المتحدة، ومشاركة كل الأطراف الدولية الفاعلة في تلك المناطق، الأمر الذي اعتبرته ألمانيا أيضاً أنه يصب في مصلحة سلامة المدنيين في تلك المناطق، ولكي لا نشهد أكير عملية تغيير ديمغرافي في التاريخ الحديث.
إقامة منطقة آمنة دولية.. ورفض حصر مهمة مراقبة حدود شمال سوريا بين روسيا وتركيا
وفي السياق وخلال اجتماع لوزراء دول حلف شمال الأطلسي، قالت وزيرة الدفاع الألمانية، “أطلعت الحلفاء في الناتو خلال اجتماع وزراء الدفاع لدول الحلف على تفاصيل خطتنا”، مشيرة إلى أن “إقامة منطقة آمنة برعاية دولية” بشمال سوريا ستحتاج أيضا إلى الدور الروسي، مؤكدة على ضرورة حماية النازحين ومواصلة محاربة تنظيم “داعش”.
وفي أعقاب الاجتماع أعربت الوزيرة الألمانية عن معارضتها لحصر مهمة مراقبة الحدود السورية – التركية بيد روسيا وتركيا فقط، وقالت للصحفيين إن “الوضع الراهن لا يعتبر حلاً مرضياً”، وذلك في إشارة على مايبدو للاتفاق الروسي التركي حول شمال سوريا، والتي أبدت قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية تحفظاً على بعض بنودها الـ13.
اتفاق سوتشي لم يجلب السلام
واعتبرت الوزيرة الألمانية، “ان اتفاق سوتشي لم يجلب السلام وهو لايوفر أساساً لتسوية سياسية طويلة الأمد”، مشيرة إلى أنه يجب أن يكون للمجتمع الدولي دوراً مهماً في إنشاء هذه المنطقة.
وبحسب مراقبين فإن المعارضة الدولية للعملية العسكرية التركية في شمال سوريا، أدى إلى اقتراح هذه المنطقة، وذلك خشية من المجتمع الدولي أن تؤدي هذه العملية إلى موجة تهجير وتطهير عرقي بحق سكان شمال سوريا، وإمكانية توجه هؤلاء المهجرين إلى أوروبا، مما سيؤدي إلى أثقال العبء على القارة العجوز أكثر، وخاصة ألمانيا التي تشهد أكبر عدد من النازحين السوريين إليها وخاصة الكرد.
تأييد تركي وأمريكي.. وأمين عام الناتو “يتبرأ”
وحسب المعلومات الواردة، فإن المقترح الألماني حظي بتأييد تركيا والولايات المتحدة، فيما تبرأ منه الأمين العام للناتو، وقال مصدر دبلوماسي في الناتو، إن “هناك حاجة للمزيد من المناقشات، لكن الوزير التركي (خلوصي أكار) قال إنه منفتح على هذا المقترح”، وذلك في أعقاب لقاء كرامب كارينباوير بنظيرها التركي على هامش الاجتماع الوزاري.
وأشار مصدر دبلوماسي آخر، إلى أن “المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قد تناقش هذا الموضوع مع زعماء تركيا وبريطانيا وفرنسا خلال قمة الناتو في لندن يوم 4 كانون الأول/ديسمبر المقبل، ولكن لم يتقرر عقد أي لقاء من هذا القبيل بعد”.
بدوره، أعرب وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر قبل انطلاق الاجتماع عن موقف إيجابي تجاه المقترح، مرحباً برغبة دول أخرى في “المساهمة في تعزيز الأمن في تلك المنطقة”، وأضاف، “هذا ما كنا ندعو إليه شركاءنا الأوروبيين منذ فترة، أي التقدم (بمقترحات) وبذل المزيد من الجهود”.
من جهته، رحب الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ بالمقترح الألماني، لكنه أشار إلى أنه “لم تكن هناك أي دعوة لإنشاء بعثة للناتو بشمال سوريا، وأن ذلك قد يتطلب دورا أمميا”، حسب تصوره.
إعداد: ربى نجار