دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

يوسف عبد القادر لأوغاريت: الفكر المتطرف ينمو في الصراعات والحروب.. و”داعش” ورقة تستخدمها أطراف وجهات عدة 

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – منذ مطلع العام 2024، كثف تنظيم داعش الإرهابي من عملياته في مناطق متفرقة من سوريا، وخاصة في البادية وشرقي البلاد، حيث اتجه عناصر التنظيم نحو تصعيد الهجمات ضد أهداف عديدة على الأراضي السورية، الأمر الذي كان يوحي بالبدء بمرحلة جديدة قد يكون هدف “داعش” فيها إحداث تغيير في خارطة السيطرة أو إضعاف القوات العسكرية المسيطرة على المناطق المستهدفة.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، في وقت سابق عن شن عناصر وخلايا تنظيم “داعش” 318 هجوماً في سوريا، منذ مطلع العام الجاري تنوعت بين عمليات اغتيال وكمائن واستهدافات.

وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل 403 عناصر من القوات الحكومية، و29 عنصراً من “داعش”، و46 مدنياً بينهم امرأة وطفل.

ويوم الثلاثاء الماضي، قالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، في بيان، إنه “خلال الفترة الممتدة من كانون الثاني/ يناير وحزيران/ يونيو 2024، أعلن التنظيم مسؤوليته عن 153 هجوماً في سوريا والعراق”.

وحذرت أن تنظيم داعش الإرهابي “يتجه إلى مضاعفة إجمالي عدد الهجمات التي أعلن مسؤوليته عنها في عام 2023”.

كما أعلنت “سنتكوم”، تنفيذها إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية والقوات العراقية، في النصف الأول من العام الجاري، 196 عملية ضد التنظيم أسفرت عن مقتل 44 من عناصره واعتقال 166 آخرين.

 

وفي حوار خاص مع الخبير في شؤون الإرهاب، يوسف عبد القادر، طرحت شبكة “أوغاريت بوست” العديد من الأسئلة حول السبب وراء تصاعد نشاط تنظيم داعش الإرهابي في سوريا خلال الفترة الماضية، وهل غياب التوافق الإقليمي والدولي يعتبر عاملاً رئيسياً لزيادة عمليات “داعش”؟.

 

وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع الأستاذ يوسف عبد القادر:

 

هل تصاعد نشاط تنظيم داعش الارهابي في سوريا يثير المخاوف وينذر بمرحلة خطيرة قادمة؟

بالتأكيد هناك مخاوف من ارتفاع نشاط “داعش” خلال الأشهر الماضية في سوريا والعراق أيضاً وذلك لأن الفكر المتطرف بشكل خاص ينتشر وينمو وسط الصراعات والحروب الإقليمية وهو ما يحدث في سوريا منذ سنوات عديدة حيث تعتبر هذه المنطقة بيئة خصبة لتجنيد وغسل أدمغة الكثيرون تحت بند الصبغة الدينية أو الطابع العقائدي.

 

لماذا مازالت خلايا “داعش” تحديداً في البادية السورية، تتحرك بحرية وتشكل تهديداً يرتفع شيئاً فشيئاً؟

يعود تمركز خلايا “داعش” في البادية وسهولة التنقل بين سوريا والعراق إلى تضاريس المنطقة الصعبة للغاية حيث يعلم ويعرف عناصر التنظيم المتطرف كافة طرقها ويختبئ فيها القيادات من العناصر الإرهابية، هذا وقد كشفت الأبحاث والتقارير المحلية والعالمية الصادرة في الفترة القريبة أو البعيدة الماضية على تضاعف أعداد “داعش” وتنقل جزء منهم إلى عدة مناطق حول العالم بعد تلقيهم تدريبات في سوريا والعراق إلى افريقيا لينتشر “داعش” من جديد، حيث شاهدنا تنفيذ عمليات إرهابية جديدة في أماكن مختلفة ومتفرقة بالعالم.

 

هل غياب التوافق الإقليمي والدولي وتضارب المصالح للقوى الكبرى في سوريا عامل رئيسي لزيادة عمليات “داعش”؟

بالطبع، ويعود ذلك إلى عدم التعامل بصورة حاسمة ومخططة لها مع أخطر جماعة إرهابية متطرفة والسماح بتواجد مئات بل آلاف الإرهابيين وعوائلهم دون محاكمات مع عدم وجود محكمة دولية للبت في الـ 70 ألفاً من أطفال وعوائل الإرهابيين المتواجدين في مخيم الهول شرقي سوريا وإمكانية إعادتهم ودمجهم في مجتمعاتهم الأصلية كما فعلت العديد من الدول مع رعاياها لكن للأسف هناك تقصير دولي للتصدي لـ “داعش”.

 

ما السبب وراء عدم القضاء النهائي على تنظيم “داعش” الارهابي في سوريا والعراق؟

أحد الأسباب الرئيسية لعدم القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي بشكل نهائي يرجع إلى اعتبار التنظيم المتطرف أحد الأوراق و”الكروت” التي تستخدمها بعض الأطراف والجهات بهدف بث الفوضى وتحقيق مصالحها الشخصية على حساب أمن واستقرار بلدان أخرى في المنطقة وحول العالم.

 

كيف ترى مستقبل التنظيم الارهابي في سوريا والعراق بشكل خاص؟

أرى أنه وبحسب الأرقام والاحصائيات إلى جانب التقارير التي حذرت من إعادة تأهيل خلايا “داعش” وزيادة نفوذها وقوتها، أن التنظيم في تصاعد مستمر، لذلك من الضروري العمل على القضاء على “داعش” في منطقة البادية السورية بشكل خاص ومحاصرة خلاياه هناك والتعامل معها بطريقة حاسمة للقضاء على جذور “داعش” التي ما زالت متشابكة خاصة في سوريا والعراق.