أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في ظل الحديث عن ازدياد نشاط تنظيم داعش الإرهابي في سوريا وخاصة البادية والمناطق الشمالية الشرقية، إضافة إلى ما تشكله المخيمات التي تؤوي عوائل التنظيم ومراكز الاحتجاز التي تضم آلاف العناصر الإرهابية من جنسيات مختلفة، لا تزال الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا تواصل مساعي إفراغ المخيمات ومراكز الاحتجاز التي تؤكد إنها باتت تشكل خطراً على المنطقة وسوريا بشكل عام ودول الجوار أيضاً.
تسليم الآلاف أنفسهم لقسد بعد انتهاء المعارك
وخلال العمليات العسكرية التي قامت بها قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة الشمالية الشرقية السورية، استسلم الآلاف من عناصر التنظيم وعائلاتهم إلى القوات العسكرية؛ التي قامت بوضعهم ونشرهم على مراكز احتجاز ومخيمات في المنطقة الشمالية الشرقية، مع انتهاء المعارك في عام 2019.
ومنذ حينها تطالب الإدارة الذاتية من الدول التي لها مواطنين ورعايا قاتلوا في صفوف تنظيم داعش الإرهابي استعادتهم، والمساندة في تشكيل محكمة جنائية دولية مهمتها محاكمة عناصر التنظيم الذين ارتكبوا الجرائم بحق السوريين، إلا أن هذه الدول اكتفت باستعادة بعضاً من رعاياها، وأغلبهم نساء وأطفال.
داعش يسترجع قواه.. والمخيمات باتت مراكز تطرف
وتحذر الإدارة الذاتية من أن بقاء ملف عائلات تنظيم داعش الإرهابي مهمشاً من قبل المجتمع الدولي ودول التحالف وتلك التي لها رعايا قاتلوا مع التنظيم يجعل من المخيمات ومراكز الاحتجاز كقنابل موقوتة من الممكن أن تنفجر في أية لحظة، خصوصاً في حال تعرض المنطقة الشمالية الشرقية لأي هجوم وتوغل بري تركي قد يدفع بالقوات العسكرية والأمنية إلى التوجه صوب الحدود لمواجهته وترك فراغ أمني تستغله خلايا التنظيم ومهاجمة مراكز الاحتجاز والمخيمات، كما حصل سابقاً خلال الهجوم على سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة في 2021.
“563 عائلة جرى تسليمها لوفود عربية وأجنبية”
وخلال عام 2024، غادر المئات من عوائل التنظيم الإرهابي، المخيمات في مناطق الإدارة الذاتية، حيث أحصى المرصد السوري عدد العوائل التي غادرت خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2024، وذلك في استمرار مساعي القامشلي لإفراغ هذه المخيمات.
وفي حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قال أن مئات العائلات من “التنظيم” غادروا مخيمات “الإدارة الذاتية” المخصصة لإيوائهم في شمال وشرق سوريا، في إطار إفراغ المخيمات وترحيل الأجانب إلى بلدانهم، وفقاً لاتفاقيات سابقة بين دائرة العلاقات الخارجية التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في شمال شرق سوريا والدول التي لديها رعايا في هذه المخيمات.
ووفق المرصد فإن 2189 شخصا غادروا منهم 164 طفل ضمن 563 عائلة ينتمون إلى التنظيم، من جنسيات مختلفة، منذ مطلع العام الجاري.
نساء وأطفال يجري تسليمهم.. و”المقاتلين” لايزالون في السجون
وتنوعت الوفود العربية والأجنبية التي جاءت لمناطق الإدارة الذاتية وتسلمت رعاياها ما بين جمهورية قرغيزستان التي تسلمت في شباط/فبراير 27 عائلة ضمت 72 طفل و 27 امرأة.
كما رحلت الإدارة الذاتية عائلتين ضمتا سيدتين وطفلين من الجنسية الإسبانية من مخيم روج بريف المالكية شمال شرق الحسكة بالتنسيق مع الحكومة الإسبانية في آذار/مارس الماضي.
إضافة لمغادرة 150 عائلة عراقية من مخيم الهول بريف الحسكة للعراق تحت إشراف قوات التحالف وبالتنسيق ما بين القامشلي وبغداد في آذار/مارس الماضي، وضمت العائلات 620 فرداً، وتم نقلهم لمخيم في مدينة الموصل.
أما في نيسان/أبريل، غادرت191 عائلة عراقية من عوائل التنظيم وصل عدد أفرادها لـ 714 شخص، من مخيم الهول باتجاه الأراضي العراقية، بحماية أمنية من قوى الأمن الداخلي “الأسايش” و“التحالف”، بعد التنسيق القامشلي وبغداد.
وسلمت الإدارة الذاتية في نيسان/أبريل أيضاً، 50 شخصا من 17 عائلة، يحملون الجنسية الطاجكستانية، لوفد من جمهورية طاجيكستان، والرعايا الـ 50 هم: 17 امرأة و33 طفل من عوائل تنظيم داعش.
وفي أيار، سلمت الإدارة الذاتية 22 فرداً من جنسيات مختلفة في مخيمي الهول وروج وهم امرأة و 10 أطفال أمريكيين و3 أطفال هولنديين، و6 أطفال كنديين وطفل واحد فنلندي، وفي الشهر نفسه تم تسليم 3 أطفال وسيدة من عوائل داعش بريطانيا.
وفي حزيران/يونيو، خرجت 176 عائلة عراقية وصل عدد أفرادها 634 شخص، من عوائل التنظيم من مخيم الهول بريف الحسكة باتجاه العراق.
وفي تموز، سلمت “الإدارة الذاتية” 20 طفلاً من عوائل التنظيم من مخيمي الهول وروج، تتراوح أعمارهم بين 5 – 15 عاماً للجانب الروسي، حيث سيخضع الأطفال لبرنامج إعادة تأهيل في أحد المراكز بموسكو، قبل أن يلتقوا بأقاربهم.
وفي تموز/يوليو الجاري، غادر 22 شخصاً وهم: 8 سيدات و14 طفلاً من عوائل التنظيم من مخيمي الهول وروج بريف الحسكة، ضمن مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” باتجاه جمهورية قرغزستان.
ولاتزال الإدارة الذاتية تدعو المجتمع الدولي والتحالف إلى الالتزام بمسؤولياتهم والعمل على حل ملف عوائل تنظيم داعش الإرهابي والمساندة في إغلاق المخيمات وخاصة مخيمي الهول (الأخطر على وجه الأرض) وروج في الحسكة، وذلك قبل أن يواجه العالم جيلاً جديداً من أطفال داعش الذين تربوا في كنف أمهاتهم ضمن المخيمات التي تحولت لبيئة خصبة لتلقي الفكر المتطرف لتنظيم داعش الإرهابي، إضافة إلى أن تشمل عملية استعادة الرعايا العناصر المقاتلة التي قاتلت في صفوف التنظيم خلال السنوات الماضية.
إعداد: رشا إسماعيل