أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – شهد ملف تطبيع العلاقات بين الحكومة السورية وتركيا تطورات خلال الساعات الـ24 الماضية، بعد رد دمشق على دعوات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للرئيس السوري بشار الأسد بزيارة تركيا وفتح صفحة جديدة من العلاقات وإعادتها إلى سابق عهدها، حيث اعتبر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن التطبيع مع دمشق “يحتاج إلى وقت وزمن”.
فيدان: التطبيع مع دمشق ليس سهلاً ويحتاج لوقت
وبعد قطيعة دامت 13 عاماً، وتصريحات رسمية تركية متتالية حول عودة العلاقات مع سوريا، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” إنه كلف وزير الخارجية في حكومته، هاكان فيدان، الذي كان سابقاً (رجل الاستخبارات الأول في تركيا)، بالعمل وترتيب الأمور اللازمة لعقد اللقاء بينه وبين الأسد.
هاكان فيدان المكلف من قبل أردوغان، اعتبر في تصريحات له بعد حديث الرئيس التركي بـ48 ساعة، إن التطبيع مع دمشق ليس بالأمر السهل وأن الطريق طويل وصعب.
“مفاوضات سابقة ولا نتائج”.. “التطبيع في مصلحة الجميع”
ونقلت وسائل إعلامية تركية عن فيدان قوله، في مؤتمر صحفي عقده الأحد، إن التطبيع وإعادة العلاقات مع دمشق سيحتاج إلى وقت وزمن فهناك واقع معقد جداً على الأرض في سوريا، ولفتت المصادر إلى أن التصريحات الجديدة لفيدان جاءت خلال مؤتمر مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان في اسطنبول.
ولم يخفي فيدان وجود مفاوضات مع الجانب السوري لتطبيع العلاقات وإنها لم تحقق أي شيء، معتبراً أن موقف بلاده قوية فيما يخص الأزمة السورية، حيث قال “إن المفاوضات مع الجانب السوري مستمرة منذ وقت طويل ولم تصل إلى نتائج في السابق، مبيناً أن تركيا ليست في موقف ضعيف بشأن الأزمة السورية ولكنها ترغب في إيجاد حل.
وأكد فيدان وجود رغبة لبلاده في عودة العلاقات مع دمشق إلى سابق عهدها، معتبراً أن التطبيع يصب في مصلحة الجميع، وحول ذلك أكد “مساعي تركيا واضحة وصريحة حول الصلح”، مشدداً على أن “رغبة أنقرة في تطبيع العلاقات مع سوريا أمر طبيعي، وأن موقف أنقرة في تطبيع العلاقات مع سوريا يصب في مصلحة الجميع”.
“دعوة موسكو وطهران والرياض لدعم الصلح”
ودعا فيدان إلى دور من قبل الحلفاء الروس والإيرانيين في مسألة تطبيع العلاقات مع دمشق، مع الإشارة إلى دور السعودية الهام في تحقيق المصالحة، وقال “ننتظر من حلفائهم في روسيا وإيران للعب دورهم وممارسته من أجل الضغط على دمشق والوصول إلى حل.. كما أن للمملكة العربية السعودية دور مهم في الملف السوري”.
دمشق تؤكد على شروطها لعودة العلاقات
موقف فيدان هذا جاء بعد أقل من 24 ساعة من بيان لوزارة الخارجية في الحكومة السورية شددت على وجود شروط لدمشق يجب على أنقرة تطبيقها حتى عودة العلاقات بين الطرفين، وعلى رأس هذه الشروط “الانسحاب العسكري و مكافحة الإرهاب” و “عودة الأمور في الشمال على ما كانت عليه قبل عام 2011” أي تسليم الشمال السوري الذي تسيطر عليه تركيا والفصائل الموالية لها بالكامل للدولة السورية.
كما أكدت الخارجية السورية إن أي علاقة مع تركيا يجب أن تبنى على أساس احترام أنقرة للسيادة السورية ووحدة أراضي الدولة واستقلالها. وتسيطر تركيا على 7 مدن سورية وهي “إدلب وإعزاز وجرابلس والباب وعفرين ورأس العين (سري كانيه) و تل أبيض (كري سبي)”.
أردوغان يجدد تهديداته بشن عمليات عسكرية جديدة
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جدد تهديداته بعد بيان وزارة الخارجية السورية، بأنهم سيكملون عملياتهم العسكرية في الشمال السوري لاستكمال ما وصفه “بحلقة الحزام الأمني” على الحدود مع بلادهم.
وترغب تركيا منذ عام 2014، إنشاء ما تسميها “منطقة آمنة” على طول الحدود السورية وبعمق 30 إلى 40 كيلومتراً، تحذر أوساط سياسية سورية إن هذه المنطقة سيتم سلخها وضمها لتركيا فيما بعد، بينما تقول أنقرة إنها ستكون لإعادة اللاجئين السوريين في تركيا وتوطينهم فيها، في ظل تساؤلات عما سيحدث حيال مئات الآلاف الآخرين الذين سيتم تهجيرهم من منازلهم في حال قيام تركيا باستكمال هذا “الحزام”.
إعداد: رشا إسماعيل