أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لم تنفع التظاهرات والغضب والرفض الشعبي لإعادة فتح معبر أبو الزندين الفاصل بين مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة في “الجيش الوطني” الموالي لتركيا، حيث تم افتتاح المعبر بتفاهمات روسية تركية، والتي يقال إنها “لتنشيط الحركة التجارية في مناطق الحكومة” بعد الأزمة الاقتصادية الخانفة، فيما يتم التجهيز لافتتاح طريق آخر يصل تركيا بالخليج عبر سوريا.
وتزامنت عملية فتح معبر “أبو الزندين” بالقرب من مدينة الباب الفاصل بين مناطق سيطرة الفصائل بمناطق نفوذ قوات الحكومة السورية، مع تزايد لحدة التصعيد العسكري في منطقة “خفض التصعيد”، حيث جاء افتتاح المعبر بتفاهمات روسية تركية، وبعد اجتماع لضباط عسكريين للطرفين في أحد المواقع بالقرب من المعبر، وهو ما أدى لإشعال غضب كبير في تلك المناطق وخروج تظاهرات تطالب بعدم التعاون مع روسيا ودمشق، إلا أن الدعوات الشعبية لم تلقى آذاناً صاغية، حيث تم افتتاح المعبر.
“والي تركي فرض على الفصائل القبول بالتفاهمات وحماية أمن المعبر”
وكشفت مصادر خاصة لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، إن الوالي التركي أمر فصائل المعارضة الموالية لتركيا بالانصياع وقبول التفاهمات التركية الروسية حول المعبر، ليس ذلك فحسب بل وحماية الشاحنات التجارية وتأمين حماية للمعبر أيضاً.
وأشارت المصادر إلى أن الهدف من فتح المعبر، هو “لإعادة تنشيط الحركة التجارية” في مناطق سيطرة الحكومة السورية في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها وانهيار الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، ولفتت المصادر الخاصة إلى أن فتح المعبر هو في إطار خطة أكبر لإعادة فتح الطريق الدولي m4.
“تجهيزات لافتتاح طريق الشط” لإنعاش الحركة التجارية
وبينما كانت المصادر الخاصة لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية تتحدث عن أن هناك أنباء بمساعي لإعادة فتح “طريق الشط” في مدينة إعزاز، والذي يربط تركيا بالخليج العربي عبر سوريا والأردن، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن إجراءات لفتح الطريق المذكور.
ووفق ما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن آليات هندسية عملت على توسيع طريق حاجز الشط في إعزاز، تمهيدا لافتتاح الطريق الدولي حلب-غازي عنتاب المعروف بـ”طريق الشط” عبر بوابة باب السلامة بريف حلب الحدودي مع تركيا، بعد إعادة افتتاح معبر أبو الزندين-بشكل تجريبي” الذي يصل مناطق النظام السوري مع المناطق التي تسيطر عليها فصائل “الجيش الوطني السوري” التي توجهها أنقرة.
ووفقا للمصادر، فإن تفاهمات روسية تركية تقضي بافتتاح “طريق الشط” لمرور الشاحنات التجارية كخطوة أولى بعد افتتاح معبر أبو الزندين، تطبيقا لاتفاقية فتح طريق نقل بالعبور من تركيا إلى الخليج العربي مرورا بسورية والأردن.
وسبق أن اتفقت سوريا وتركيا في أيلول/سبتمبر 2009، على تأسيس “مجلس التعاون الاستراتيجي التركي السوري” الذي أبرم ما يزيد على 30 اتفاقية و10 بروتوكولات ومذكرات تفاهم، تشمل مجالات حيوية من بينها الدفاع والأمن والاقتصاد والصحة والنقل، كما وقعتا اتفاقية قضت بإلغاء تأشيرات الدخول لرعايا الدولتين.
بينما لفت المرصد السوري إلى أنه سبق أن اتفق الطرفان الروسي والتركي على افتتاح المعبر الذي سيمكن المدنيين والتجار من السفر بين المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية ومناطق سيطرة الفصائل.
موسكو ترغب بمساندة تركية لإنعاش اقتصاد الحكومة السورية
وتأتي هذه الاتفاقيات الجديدة بين روسيا وتركيا، في ظل رغبة موسكو بمساندة تركية لإنعاش الاقتصاد السوري المنهار وتنشيط الحركة التجارية، بينما تتوقع المصادر بأن تشهد أسعار المواد والسلع الغذائية في مناطق سيطرة فصائل المعارضة ارتفاعاً كبيراً نظراً على لزيادة الطلب على البضاعة.
كل هذه التطورات المتسارعة، جاءت بعد عودة الحديث عن التطبيع بين دمشق وأنقرة، واحتمال أن يشهد الملف السوري بعض التطورات من الجانب العسكري أو السياسي في الفترة المقبلة، وهو ما أثار قلقاً لدى السكان في مناطق سيطرة الفصائل وتلك الخاضعة لنفوذ “تحرير الشام”، من وجود تفاهمات بين موسكو وأنقرة قد تؤدي لتبادل السيطرة العسكرية بين هذه الأطراف، وهو ما حدث في السنوات الماضية في إطار “بمسار آستانا”.
إعداد: ربى نجار