أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يواصل تنظيم داعش الإرهابي نشاطه وهجماته الدموية في منطقة البادية السورية، وخاصة تلك التي تطال نقاط ومقرات عسكرية لقوات الحكومة السورية، وذلك على الرغم من وصول تعزيزات عسكرية إلى البادية قبل أيام تضم أسلحة ثقيلة ومدرعات وجنود للبدء بحملة عسكرية ضد التنظيم في ظل تصاعد نشاطه الملحوظ خلال عام 2024.
أكثر من 400 قتيل منذ مطلع 2024 جراء هجمات داعش
وقتل أكثر من 400 شخص وأصيب آخرون خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024، جراء هجمات لتنظيم داعش الإرهابي وعمليات استهداف تقوم بها خلايا التنظيم في مختلف مناطق البادية السورية، وهو ما أطلق إنذاراً وتحذيرات جدية من أن التنظيم الإرهابي عاد وبقوة في ظل ما تعيشه المنطقة من أزمات ونزاعات وحروب وفوضى، وهو ما استغله التنظيم، لتنظيم نفسه بشكل أكبر وشنه لهجمات دموية.
نشاط التنظيم الإرهابي لا يقتصر فقط على مناطق سيطرة الحكومة السورية، بل في أغلب جغرافية البلاد، منها المناطق التي طرد منها بعد عمليات عسكرية لقوات التحالف الدولي وسوريا الديمقراطية “قسد”، التي أعلنت عن القضاء الجغرافي على التنظيم في عام 2019، إلا أن مناطق سيطرة الحكومة السورية هي الأكثر نشاطاً للتنظيم وشنه لهجمات دموية وبأسلحة متطورة رغم حملات التمشيط السابقة والغارات التي نفذتها طائرات حربية روسية على مواقع داعش في البادية خلال الفترة الأخيرة.
تعزيزات عسكرية ضخمة تصل البادية بعد هجوم عنيف لداعش
وفي هذا الإطار، وصلت تعزيزات عسكرية ضخمة من تشكيلات قوات الحكومة السورية والفرقة 25 مهام خاصة، إلى مواقع عسكرية في البادية السورية، وتضم التعزيزات دبابات ومدرعات ومدفعية ثقيلة وراجمات الصواريخ، بالتوازي مع نشاط خلايا التنظيم.
وأشار المرصد السوري، الثلاثاء، إلى أن عناصر من خلايا تنظيم داعش الإرهابي شنوا هجوماً على موقع يتمركز فيه عناصر من الفرقة “25 مهام خاصة” التابعة لقوات الحكومة السورية في بادية السخنة بريف حمص الشرقي استخدم فيه الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، حيث أسفر الهجوم عن مقتل ضابط برتبة مقدم وعنصرين آخرين من الفرقة.
لماذا تأخرت العملية العسكرية ضد داعش في البادية ؟
جاء ذلك بعد أيام من وصول تعزيزات عسكرية لقوات الحكومة السورية والمسلحين الموالين لها إلى البادية، تحضيراً لعملية عسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي وخلاياه النائمة على عدة محاور.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها بأن العملية العسكرية ستشمل أقسام واسعة في بوادي حمص وحماة والرقة وصولا إلى بادية دير الزور.
وتتألف التعزيزات من دبابات وسيارات دفع رباعي مزودة برشاشات ثقيلة، إضافة إلى ذخائر متنوعة ومئات الجنود من مختلف التشكيلات العسكرية.
وسبق أن أشار المرصد السوري إلى أن الطيران الحربي الروسي شن غارات على مواقع في البادية ليومين متتالين تحضيراً للعملية العسكرية التي لا يعرف لماذا تأخرت عن الإطلاق حتى الآن في ظل هذا النشاط المتصاعد للتنظيم الإرهابي في البادية.
وصعد تنظيم داعش الإرهابي من تنفيذ هجماته الدموية على مواقع لقوات الحكومة السورية والمسلحين الموالين لها في البادية السورية، وكذلك في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، مخلفاً العشرات من القتلى والمصابين، في مشهد يدل على رغبة التنظيم إيصال رسالة إلى الجميع بأنه عاد للساحة من جديد وبات قادراً على شن الهجمات منذ إعلان هزيمته العسكرية بعد طرده من منطقة الباغوز بريف دير الزور في آذار/مارس 2019.
“127 عملية نفذها داعش في البادية.. نفسها في بادية حمص”
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان إحصائية للهجمات والعمليات التي نفذها التنظيم وخلاياه النائمة، حيث أحصى منذ مطلع العام الجاري 2024 تنفيذ خلايا التنظيم لـ 127 عملية في مناطق متفرقة من البادية السورية، أسفرت عن مقتل 372 بينهم 27 من عناصر “التنظيم” قتلوا بهجمات وعمليات عسكرية وغارات جوية روسية.
ومن بين القتلى 308 من قوات الحكومة السورية والمسلحين الموالين لها، من ضمنهم 25 من المسلحين الموالين لإيران من الجنسية السورية، إضافة إلى 37 مدنياً بينهم طفل وسيدة بهجمات للتنظيم في البادية.
وتصدرت بادية حمص عدد هجمات التنظيم بـ56 عملية، أسفرت عن مقتل 139 من العسكريين، و 16 من التنظيم الإرهابي وفقدان 10 مدنيين حياتهم بينهم اثنين من العاملين بجمع الكمأة.
وفي المرتبة الثانية، بادية دير الزور، بـ44 عملية للتنظيم، أسفرت عن مقتل 92 من العسكريين بينهم 7 من المسلحين الإيرانيين، و8 من التنظيم، و18 مدنيين بينهم 17 من العاملين في جمع الكمأة من ضمنهم سيدة.
“118 عملية في مناطق قسد.. أغلبها في دير الزور”
وفي مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية أحصى المرصد السوري 118 عملية قامت بها خلايا التنظيم أسفرت عن مقتل 63، بينهم 6 من التنظيم قتلوا خلال التصدي للهجمات.
وتصدرت دير الزور حصيلة عمليات التنظيم في مناطق قسد، بـ99 عملية أسفرت عن مقتل 30 من العسكريين و10 مدنيين بينهم طفل ومشعوذة و4 من التنظيم.
يأتي ذلك في وقت بات من الملاحظ تراجع التحالف الدولي وغيره من الأطراف التي تحارب تنظيم داعش، كروسيا والحكومة السورية، بعد الحرب في غزة، وعمليات الاستهداف المتبادلة التي تحصل بين التحالف والمسلحين الموالين لإيران.
إعداد: علي إبراهيم