أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقت تستمر السلطات اللبنانية على عمليات إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم تحت مسمى “العودة الطوعية” بات اللاجئ السوري يختار الموت على العودة قسراً لمناطق سيطرة الحكومة السورية، حيث بات اللاجئ السوري يعلم تماماً ما سيلاقيه حينما يعود وامكانيه تعرضه للاضطهاد والاعتقال وحتى الموت في أقبية السجون والمعتقلات.
إعادة دفعتين تضمان 460 سورياً تحت مسمى “الطوعية”
وأعادت السلطات اللبنانية خلال الأيام الماضية دفعتين من اللاجئين السوريين ضمتا نحو 460 لاجئاً سورياً إلى ريفي حمص ودمشق، وذلك بالتنسيق مع السلطات السورية وبحضور المفوضية السامية للاجئين وجهاز الأمن العام اللبناني، بينما جاءت عملية الإعادة التي قيل أنها “عودة طوعية” بعد أن نفذ الجيش اللبناني حملة مداهمة واعتقالات بحق لاجئين سوريين في إحدى المخيمات في البلاد.
وزادت العنصرية والكراهية في المجتمع اللبناني بحق اللاجئين السوريين، بسبب مواقف بعض السياسيين الذين يحملون مسؤولية ما تعيشه البلاد على عاتق اللاجئين السوريين، وحديثهم عن “خطورة” ما يشكله التواجد السوري في لبنان على ديمغرافية البلاد، إضافة إلى حادثة مقتل المسؤول في حزب “القوات اللبنانية” باسكال سليمان.
في ظل غياب المجتمع الدولي.. السوريون في خوف داخل لبنان
وتأتي هذه التطورات في وقت يغيب أي موقف أو أي ردة فعل من قبل المنظمات والجهات الدولية والأممية المعنية بحقوق اللاجئين وعمليات الإعادة القسرية التي تقوم بها السلطات اللبنانية وغيرها من دول الشتات بحق اللاجئين السوريين إلى مناطق ليست آمنة وتشهد حالة من التصعيد العسكري والفلتان الأمني والفوضى.
ويعيش اللاجئون السوريون في لبنان واقعاً مأساوياً وخوفاً شديداً من إعادتهم قسراً إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية، وباتوا يفضلون الموت ورحلات الهجرة المحفوفة بالمخاطر والتي تهدد حياتهم على العودة إلى سوريا، وهو ما تستغله شبكات التهريب بطلب مبالغ مالية طائلة تصل لأكثر من 10 آلاف دولار مقابل تهريب كل شخص.
أوضاع مزرية يعيشها السوريون في المخيمات اللبنانية
ويتحدث أحد اللاجئين السوريين في مخيم عرسال يدعى “م.ج” للمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عرسال تضم 70 ألف لاجئ سوري، 80 بالمئة يعيشون في المخيمات و 20 بالمئة في بيوت مؤجرة، مشيراً إلى عمليات دهم للسلطات اللبنانية قبل 9 أشهر للمخيمات ومصادرتها لمنظومات توليد الطاقة الكهربائية “الألواح الشمسية” وعلب الانترنت، وفرض السلطات اللبنانية ضريبة على كل من يضع منظومة الطاقة الشمسية بدفع 10 دولارات بالشهر، بينما لا يستطيع أي لاجئ دفع دولار واحد نظراً لحالتهم الاقتصادية المزرية، كما يقول اللاجئ.
ولفت اللاجئ من عرسال أنه تم تخفيض نسبة المياه بالمخيمات السورين من 20 لتراً إلى 12 لتر فقط، وناشد الجميع الترفع في عدد اللترات لكن دون جدوى، مؤكداً ان قلة المياه يخلق أوبئة نتيجة قلة النظافة، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة خفضت نسبة سحب المياه الملوثة من 70 بالمئة إلى 40 بالمئة، واصفاً الأوضاع بالمزرية، ودعا الجهات الدولية للتدخل.
لبنان يمنع السوريين بالعمل.. “والموت أفضل من العودة”
وكانت السلطات اللبنانية أصدرت قراراً مفاده عدم السماح للاجئين السوريين المسجلين بمفوضية الأمم المتحدة بالعمل أو فتح مصلحة، علما أن الهيئات الأممية لا تعطي لجميع اللاجئين المساعدات حيث تفصل كل فترة فوج وتعيد آخر لاعتبار العدد الكبير.
وعبر اللاجئ عن مخاوفه من تسليمهم للسلطات السورية دون وجود أي ضمانات ولا اتفاقات تضمن لهم العيش بسلام، لافتاً إلى أنتحار لاجئ منذ عشرين يوماً في مخيمات مجد العنجر بعد علمه بترحيل صديقه إلى سوريا، وقال “اختار الموت على العودة للموت بأبشع الطرق”، مع تذكيره بمحاولة انتحار لاجئين في أحد السجون اللبنانية حين سمعوا أنه سيتم ترحيلهم في إطار اتفاقات مع دمشق.
وأكد أن هناك معارضين للحكومة السورية في لبنان قاموا بمصالحات سرية في بيروت خوفت من الترحيل، وذلك كي لا يقتل لشكل دراماتيكي فهم مجبرون على الخضوع للمصالحات بعد أن نسي العالم قضية اللاجئين السوريين وباتت قضية ثانوية.
قرار بإلزام كل سوري بإيداع مبلغ 400 دولار يسترده عند المغادرة
وقبل يومين، أصدرت وزارة الداخلية اللبنانية قراراً يقضي بإلزام السوريين الداخلين إلى الأراضي اللبنانية سواء لموعد قنصلي أو طبي، بإيداع مبلغ 400 دولار في صندوق حساب الأمن العام.
وجاء القرار الذي تم تعميمه على البلديات والمعابر الحدودية والبرية والبحرية وكافة القنصليات والسفارات في الأراضي اللبنانية، تنفيذاً لسياسة رئاسة مجلس الوزراء بـ ”التشدد فيما يخص دخول الرعايا السوريين إلى الأراضي اللبنانية”.
ويحق للسوري استرداد مبلغ الـ 400 دولار، عند مغادرته الأراضي اللبنانية.
وأثار القرار جدلاً واسعاً بين السوريين، خصوصاً أنه تزامن مع عمل الحكومة اللبنانية بالتعاون مع دمشق على تسهيل عودة اللاجئين السوريين، ما دفع عدة مواقع لبنانية إلى نفيه جملةً وتفصيلاً، بحسب ما نقل موقع محلي عن مصدر مسؤول في الأمن العام اللبناني.
إعداد: علي إبراهيم