أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع دخول الأزمة والصراع على السلطة في سوريا عامها الـ13، وفي غياب أية بوادر للحلول السياسية ووقف الحرب، تتزايد حصيلة الضحايا من المدنيين والقتلى من العسكريين من مختلف الأطراف، خاصة مع تزايد العنف في المناطق الشمالية، “خفض التصعيد” و الشمال الشرقي.
العنف يتزايد في الشمال.. وحصيلة الضحايا بالمئات
وخلال الأشهر الماضية، زادت حدة العنف بشكل ملحوظ في سوريا مع عودة عمليات القصف والاستهدافات المتبادلة بين أطراف الصراع، فمن جهة كثفت قوات الحكومة السورية بدعم روسي وإيراني الهجمات على منطقة “خفض التصعيد”، وعادت تركيا لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان في الشمال الشرقي.
إضافة إلى ذلك، تعيش البلاد حالة من الفوضى والفلتان الأمني الناجمة عن عمليات الاغتيال التي تقوم بها جماعات مسلحة ضد مدنيين وعناصر سابقين في فصائل المعارضة وشخصيات ومدنيين، خاصة في محافظة درعا، وسط تحذيرات من تصعيد في محافظة السويداء، التي تشهد حراكاً شعبياً سلمياً منذ أكثر من 8 أشهر.
كما أن تنظيم داعش الإرهابي زاد بدوره نشاطه في البلاد، وخاصة مناطق البادية والشرقية، حيث يقوم التنظيم بشن هجمات مباغتة ودموية تستهدف قوات الحكومة السورية والمجموعات الموالية لها ولإيران وعناصر لحزب الله اللبناني، إضافة لعملياته ضمن مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية.
المرصد: 376 شخصاً قتلوا في مختلف المناطق السورية خلال نيسان الماضي
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير له، بأن المئات قتلوا في مختلف المناطق السورية خلال شهر نيسان/أبريل الماضي، وفي حصيلته الشهرية قال المرصد، الأربعاء، بأن 376 شخصاً قتلوا في سوريا خلال الشهر الماضي، من بين القتلى 149 مدنياً، منهم 24 طفلاً و 15 سيدة.
وجاءت حصيلة المرصد السوري لحقوق الإنسان، لشهر نيسان الماضي، بعد نشره لخبر يفيد بمقتل 25 شخصاً في ظروف مختلفة في سوريا خلال الساعات 48 الماضية، وأوضح أن الحصيلة توزعت خلال يوم الأحد الماضي، حيث قتل 12 بينهم 5 مدنيين و3 عناصر من “داعش” وقيادي وعنصر من الفصائل الموالية لأنقرة وعنصر في “تحرير الشام” وصف ضابط في القوات الحكومية، إضافة لعناصر من قوات الدفاع الوطني وغيرهم من المدنيين في يوم الاثنين.
عمليات قصف متبادلة بين طرفي الصراع في “خفض التصعيد”
وتزايدت عمليات القصف بشكل ملحوظ في منطقة “خفض التصعيد” خلال الأشهر الماضية، تصاعدت بشكل كبير خلال شهري نيسان وآذار الماضيين، مع عودة عمليات القصف المكثفة لقوات الحكومة السورية على مواقع فصائل المعارضة بمختلف تشكيلاتها، وشن الأخيرة لهجمات مماثلة، إضافة إلى هجمات ومحاولات تسلل على النقاط العسكرية لقوات الحكومة السورية، وهو ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من طرفي الصراع.
وخلال الساعات الـ48 الماضية، استهدفت قوات الحكومة السورية من حواجزها المنتشرة حول منطقة “خفض التصعيد” بصواريخ شديدة الانفجار محيط بلدة آفس التي تتواجد فيها قواعد للقوات التركية، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
بدورها ردت القوات التركية بقصف من قاعدة “سان” العسكرية براجمات الصواريخ، على نقاط تمركز لقوات الحكومة السورية في مدينة سراقب، ولا معلومات عن خسائر بشرية أو إصابات.
اشتباكات وقصف متبادل في الشمال الشرقي
كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة بمختلف تشكيلاتها العسكرية على محاور إدلب وحماة وحلب، مع عملية انغماسية نفذتها “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” على محور الفوج 46 غرب حلب، وهو ما أدى لخسائر بشرية بين الطرفين.
أما في المنطقة الشمالية الشرقية السورية، ضمن مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية”، عادت تركيا مجدداً للتصعيد من حيث عمليات القصف البرية على قرى في أرياف الحسكة والرقة وحلب، وتتركز بشكل كبير على قرى شمال حلب، ضمن مناطق نفوذ قوات تحرير عفرين، ومنبج.
واندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الحكومة السورية والكردية “تحرير عفرين” مع القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها من جهة أخرى على محوري إعزاز ومرعناز شمال حلب، استخدم فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بالتزامن مع اشتباكات بين “تحرير عفرين” و “فصائل الجيش الوطني” على محاور أخرى من ريف حلب، ولا معلومات عن خسائر بشرية أو إصابات.
الفلتان الأمني يتصاعد في درعا.. ومخاوف من عملية عسكرية في السويداء
يأتي ذلك في وقت لاتزال تشهد المناطق الجنوبية السورية، وخاصة محافظة درعا، عمليات اغتيال تطال المدنيين وعناصر من الفصائل السابقة، من قبل مسلحين مجهولين، كما شهدت المحافظة اشتباكات عائلية أواخر الشهر الماضي، بين “آل الحلقي” و “آل الجرادات”، فيما شكلت اللجان المركزية ووجهاء المنطقة، لجنة لحل الخلافات بين العائلتين المتقاتلتين، والاحتكام إلى ما تبته في قضية الخلاف.
كذلك تشهد محافظة السويداء، حالة من الترقب والتوتر الأمني، بعد تعزيزات عسكرية ضخمة وصلت إلى المحافظة لقوات الحكومة السورية، في ظل مخاوف من أي تصعيد قد يبدأ في المحافظة، مع تأكيد السلطات الدينية ووجهاء المحافظة بعدم رغبتهم في التصعيد، وأنهم مع الحلول السياسية، أما في حال تعرض مناطقهم للهجوم فليس أمامهم سوى الدفاع عن أنفسهم.
داعش يشن مئات الهجمات في سوريا خلال 2024
يأتي ذلك، في وقت صعد تنظيم داعش الإرهابي من هجماته على مواقع عسكرية لقوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لها من جهة، وفي مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى، حيث وثق شن التنظيم أكثر من 150 هجوماً في البادية خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024، قتل فيها أكثر من 300 شخص، أغلبهم من قوات الحكومة السورية.
إضافة إلى شن التنظيم ما يقارب الـ100 هجوم ضمن مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية، وتركزت في أغلبها في ريف دير الزور. كما أن عمال جمع الكمأة كان لهم نصيب في إرهاب التنظيم، حيث فقد العشرات حياتهم وأصيب آخرون بهجمات لداعش خلال موسم جمع الكمأة.
الأمم المتحدة تدعو لتطبيق 2254 لوقف الحرب في سوريا
وكانت الأمم المتحدة دعت إلى تطبيق القرار 2254 في سوريا لوقف الصراع والحرب المستمرة منذ 13 عاماً، وذلك على لسان نائبة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، نجاة رشدي، التي شددت على أن القرار الأممي هو الإطار الوحيد المتفق عليه من أجل تطبيق حل سياسي للنزاع المسلح في سوريا، وأعربت عن أملها في أن تتقدم الأمور بشكل ملموس أكثر”، وأشارت إلى أن هناك وقائع وحيثيات إلى أن التصعيد الخطير داخل سوريا يعاود الاستئناف بسبب تداعيات الحرب في غزة.
إعداد: ربى نجار