أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – على الرغم من العمليات الأمنية والعسكرية المتكررة في مخيم الهول الواقع في أقصى الشرق من مدينة الحسكة، إلا أن نشاط تنظيم داعش الإرهابي لايزال مستمراً، ولو بوتيرة أخف من الأشهر الماضية، حيث شنت القوات الأمنية والعسكرية عمليات مداهمة لقطاعات تقطن فيها عوائل التنظيم، وألقي القبض خلالها على عدد منهم كانوا يخططون لاستهداف القوات الأمنية والمقرات التابعة للمنظمات.
“القبض على 25 من خلايا داعش في مخيم الهول”
وخلال الأيام الماضية، شنت قوى “الأمن الداخلي” التابعة للإدارة الذاتية عملية مداهمة طالت القطاع الخاص بعوائل تنظيم داعش الإرهابي، حيث تم توقيف 25 شخصاً بينهم امرأة من خلايا تنظيم داعش الإرهابي، وأشارت المصادر إلى أن الموقوفين كانوا يعملون ضمن 5 خلايا ومهمتهم “رصد الدوريات الأمنية والتخطيط وتنفيذ عمليات ضد القوات الأمنية والعسكرية ونشر الفكر المتطرف للتنظيم داخل المخيم”.
وعثرت القوات الأمنية على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة وأجهزة اللاسلكي والخليوية خلال العملية، حيث جرى اقتيادهم إلى جهة أمنية.
“نشاط داعش مستمر في المخيم”
وخلال الأشهر الماضية، نفذت القوات الأمنية والعسكرية العديد من العمليات الأمنية داخل المخيم، تحت مسمى “حملة الإنسانية والأمن” وذلك بعد تزايد ملحوظ في نشاط خلايا داعش ضمن المخيم وارتكابهم للجرائم والقتل بحق قاطني المخيم، وأسفرت تلك العمليات عن القبض على العشرات من عناصر والمتعاونين مع خلايا التنظيم، والعثور على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر مع ضبط أنفاق محفورة تحت الأرض، كانت تستخدم من قبل الخلايا للاختباء بعد تنفيذ عملياتهم الإرهابية.
إضافة إلى ذلك، داهمت قوى الأمن الداخلي “الأسايش” قطاع السوريين في مخيم الهول شرق مدينة الحسكة، وذلك بتهمة “تشكيل عصابة سطو وسرقة مقرات المنظمات”.
“القبض على عصابة سطو وسرقة مقرات المنظمات”
وقالت مصادر إعلامية محلية، بأن دورية أمنية “للأسايش” داهمت “القطاع الخامس” في مخيم الهول الخاص بالسوريين، الجمعة، وألقت القبض على 4 من المطلوبين بتهمة “تشكيل عصابة سطو وسرقة مقرات المنظمات”.
تحضيرات لنقل العوائل العراقية من المخيم للعراق
أما في سياق مساعي الإدارة الذاتية لإفراغ المخيم، زار وفد عراقي مخيم الهول في ريف الحسكة، لإجراء إحصاء للعائلات العراقية داخل المخيم بالتنسيق مع “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا، تمهيدا لنقل العوائل والأفراد إلى الداخل العراقي.
وتتحضر إدارة مخيم الهول بريف الحسكة لإعادة دفعة جديدة من العائلات العراقية إلى بلادهم، خلال الأيام القادمة.
وتتألف الدفعة من 250 أسرة عراقية بعد عمليات الفرز بالتنسيق مع الحكومة العراقية لإخراجهم ونقلهم إلى مخيم الجدعة في الموصل.
وكانت أول دفعة ترحيل للاجئين العراقيين منذ بداية العام 2024 في 9 آذار الفائت، حيث غادرت 150 عائلة عراقية من مخيم الهول بريف الحسكة إلى بلدانهم تحت إشراف قوات “التحالف الدولي”، وبتنسيق بين الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، والحكومة العراقية.
وتضم العائلات 620 فرد من عدة مدن عراقية، ليتم نقلهم إلى مخيم في مدينة الموصل العراقية، قبل أن يتم إعادتهم إلى مدنهم وبلداتهم.
“تكثيف العمليات الأمنية بالمخيم بعد عودة نشاط داعش”
وتأتي كثرة العمليات الأمنية في مخيم الهول مع التصاعد الكبير في نشاط تنظيم داعش الإرهابي في مناطق سورية عدة، خاصة ضمن البادية، إضافة إلى تزايد في الهجمات التي تنفذها خلايا التنظيم على النقاط العسكرية والأمنية التابعة للإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، حيث شن ما يصل لأكثر من 150 هجوماً في مختلف المناطق السورية خلال عام 2024، ويعتبر هذا النشاط للتنظيم هو الأعنف منذ فقدانه السيطرة كقوة متحكمة في الجغرافية السورية وبعد الضربات الكبيرة التي تلقاها في مقتل قياداته في الصف الأول.
وتحذر السلطات المحلية في الشمال الشرقي السوري من فقدان السيطرة على مخيم الهول الذي يؤوي عشرات الآلاف من عوائل التنظيم، ومراكز الاحتجاز لعناصر التنظيم التي تضم الآلاف منهم، في حال شن تركيا لأي هجوم بري جديد، وهو ما اعتبرته أنه سيخدم داعش قبل أي طرف آخر في سوريا، وسيفتح الباب أمامه للعودة من جديد، خاصة في ظل التجاهل الدولي لمعضلة داعش وعائلاته في سوريا وانشغال العالم بالحرب في غزة و الحرب في أوكرانيا، وحالة الفوضى التي تعيشها بلدان الشرق الأوسط؛ والتي استغلها داعش لتنظيم نفسه بشكل أكبر تمهيداً لإعلان العودة من جديد.
وتطالب “الإدارة الذاتية” من المجتمع الدولي التعاون، في حل ملف داعش في سوريا و إعادة الدول لرعاياها الذين قاتلوا إلى جانب التنظيم في سوريا وهم الآن في المخيمات ومراكز الاحتجاز، إضافة للمساندة في تشكيل “محكمة دولية” لمقاضاة من ارتكب الجرائم بحق السوريين خلال سنوات حكم داعش في البلاد.
إعداد: رشا إسماعيل