أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بسبب استمرار الحرب والصراع على السلطة على الأراضي السورية منذ أكثر من 13 عاماً، تعيش البلاد حالة من الفوضى والفلتان الأمني وهو ما يؤدي لسقوط خسائر بشرية متزايدة من بينها مواطنين مدنيين، إضافة إلى انتشار مخلفات الحرب والعمليات العسكرية التي باتت تشكل خطراً كبيراً على السوريين وتسبب لهم في أفضل الأحيان إصابات على شكل عاهات دائمة.
منذ بداية 2024.. نحو 100 قتيل بانفجار لمخلفات الحرب
ولعل مخلفات الحرب والعمليات العسكرية المنتشرة في أغلب الأراضي السورية نتيجة الاشتباكات بين مختلف الأطراف على مدار السنوات الماضية، الخطر الأكبر القائم على السوريين ويهدد حياتهم ويتسبب بفقدانها للعشرات مع إصابات غالباً ما تكون على شكل عاهات دائمة، وما يزيد الأوضاع سوءاً وخطورة التجاهل الدولي والسلطات المحلية وتقاعسها في إزالة هذه الألغام وإنهاء خطرها.
ومنذ بداية العام الجاري، 2024، تسببت هذه مخلفات الحرب والعمليات العسكرية بفقدان ومقتل نحو 100 شخص بينهم مدنيون مع إصابة آخرين جراء انفجار ألغام وأجسام أخرى لم تنفجر مصدرها العمليات العسكرية التي حصلت ضمن مختلف المناطق السورية.
مناطق سيطرة الحكومة السورية الأكثر تضرراً
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير له، بمقتل 97 شخصاً بينهم 21 سيدة و29 طفل، جراء انفجار ألغام وأجسام من مخلفات الحرب والعمليات العسكرية زرعتها مختلف أطراف الصراع من قوات الحكومة وفصائل المعارضة المسلحة وتنظيم داعش الإرهابي، إضافة إلى إصابة 100 شخص آخر، بينهم 12 سيدة و 50 طفل.
وتعتبر مناطق سيطرة قوات الحكومة السورية هي الأكثر تضرراً وسقوطاً للخسائر البشرية جراء انفجار الألغام وأجسام مختلفة من مخلفات الحرب، حيث قتل فيها 82 شخص بينهم 21 سيدة و16 طفل، وأصيب 77 بينهم 12 سيدة و 28 طفل، من ضمنهم 49 طفل و 19 امرأة فقدوا حياتهم، و 28 بينهم 9 نساء أصيبوا خلال بحثهم وعملهم في جمع مادة الكمأة.
انفجار مخلفات الحرب تتركز في درعا والقنيطرة والسويداء والبادية
وفي مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، قتل 14 شخصاً بينهم 13 طفل، وأصيب 18 طفلاً آخر بجراح.
أما في مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” أصيب 4 أطفال بجراح.
وفي مناطق شمال حلب، ضمن سيطرة قوات الحكومة السورية والقوات الكردية “تحرير عفرين”، أصيب شاب واحد بجراح، بانفجار لغم من مخلفات الحرب والعمليات العسكرية.
وفي مناطق سيطرة فصائل “درع الفرات” مقتل مواطن واحد جراء انفجار هذه المخلفات.
وتوزعت حصيلة الخسائر البشرية في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء و حماة وبادية الرقة وحمص.
60 عملية خطف في سوريا منذ 2024.. ودرعا في الصدارة
أما في سياق حالة الفوضى والفلتان الأمني التي تعيشها المناطق السورية جراء استمرار الحرب والصراع القائم المستمر على السلطة، تعرض العشرات من المواطنين لعمليات خطف من قبل جهات مختلفة خلال عام 2024، وذلك بنحو 60 عملية خطف تصدرت محافظة درعا القائمة. وغالباً ما تكون عمليات الخطف هدفها “الفدية المالية” وذلك مع ما تعيشه البلاد من أوضاع معيشية واقتصادية سيئة للغاية.
وفي تقرير آخر نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن محافظة درعا التي خضعت لاتفاقية التسوية عام 2018، جاءت في المركز الأول لعدد عمليات الاختطاف التي بلغت أكثر من 31 عملية، في ظل تعدد التشكيلات العسكرية واختلاف ولاءاتهم.
“عصابات” موالية لدمشق وأخرى للفصائل تنتهج الخطف لتحصيل “فديات مالية”
فيما تواصل عصابات حمص، لاسيما عصابة “شجاع العلي” المقرب الأجهزة الأمنية التي تختطف المدنيين في مناطق ريف حمص وخلال محاولتهم عبور الحدود السورية – اللبنانية أو حتى التوجه لخارج حمص باتجاه محافظات سورية أخرى.
وفي هذا السياق وثق المرصد السوري منذ بداية العام 2024 ، 58 حالة اختطاف توزعت بين مدينتي درعا وحمص وجاءت مدينة السويداء في المرتبة الثالثة.
يشار إلى أن عمليات الاختطاف تجري أيضاً بشكل كبير في مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة في “الجيش الوطني” وخاصة في منطقة عفرين، حيث أن الهدف من عمليات الخطف هذه التي تأتي تحت حجج وذرائع عدة منها اتهام المواطنين “بالعمل أو الانتماء للإدارة الذاتية السابقة في المنطقة و العمل مع الأحزاب الكردية والتخابر لصالح قوات سوريا الديمقراطية” لدفع ذوي المخطوفين لدفع فديات مالية تبلغ آلاف الدولارات الأمريكية، وسط غياب السلطة والقانون والمحاسبة.
إعداد: رشا إسماعيل