أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تصاعدت حدة العنف والتوتر في ريف دير الزور بين قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من جهة و المجموعات المسلحة الموالية لإيران، حيث شنت طائرات حربية لاتزال مجهولة المصدر، حتى ساعة إعداد هذا التقرير، غارات جوية على مواقع إيرانية والمسلحين الموالين لها ما أدى لمقتل وجرح العشرات، في مشهد قد يصعد بشكل كبير من الهجمات والعنف في هذه المناطق.
وتحدثت تقارير إعلامية محلية عن مقتل قيادي إيراني كبير في الغارات الجوية الأخيرة، وهو ما يمكن أن يصعد بشكل كبير من التوترات وعمليات الاستهداف في شرق سوريا.
غارات جوية على مواقع إيرانية شرق دير الزور
وبعد ساعات قليلة من استهداف طال قاعدة “خراب الجير” التابعة للتحالف الدولي في ريف محافظة الحسكة الشمالي، شنت طائرات تزال مجهولة المصدر غارات جوية استهدفت مواقع “للحرس الثوري الإيراني” والمسلحين الموالين لها، وتأتي هذه الغارات بعد يومين من تقارير إعلامية أفادت باجتماع بين كبار قادة المسلحين الإيرانيين مع قيادات في “حزب الله” اللبناني، بحث تصعيد عمليات الاستهداف للقوات الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية.
وطالت الغارات الجوية “مجهولة المصدر” بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، فيلا عبد المنعم شهاب التي يتخذها “الحرس الثوري الإيراني كمقر اتصالات في حي الفيلات بمدينة دير الزور، ومقر قرب منطقة العباس وموقعين في البوكمال قرب الحدود السورية -العراقية بريف دير الزور الشرقي.
الهجوم الجوي جاء بعد وصول طائرة نقل إيرانية
وتأتي هذه الغارات الجوية بعد ساعات من وصول طائرة نقل إيرانية من دمشق إلى مطار دير الزور، حيث كانت قد هبطت بمطار دير الزور العسكري قبيل المغرب من يوم الاثنين، وعلى متنها مواد لوجستية وتقنية متطورة وعناصر وشخصيات من الحرس الثوري الإيراني وفق المرصد السوري.
وأكد المرصد السوري أن الطائرة كانت محملة بأجهزة اتصال وكاميرات، وتم نقل المعدات بشاحنة والتوجه إلى مكان مجهول.
حصيلة القتلى ترتفع.. ومعلومات حول مقتل “الحاج عسكر”
وحتى منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، أفاد المرصد السوري بارتفاع حصيلة قتلى الغارات الجوية إلى 17 شخصاً، وذلك بعد مقتل عنصر من “حزب الله” اللبناني، وهو سوري الجنسية، متأثراً بجراح أصيب بها خلال الهجوم الجوي.
ووفق المصادر فإن العنصر من “حزب الله” سوري الجنسية ويعمل لدى الحزب، كما قتل عنصر لقوات الحكومة السورية أيضاً خلال الغارات الجوية.
ووفق حصيلة المرصد السوري، فإن القتلى هم “مهندس مدني واحد، و 14 من الحرس الثوري الإيراني بينهم مستشار إيراني وهو عقيد في “الحرس الثوري” الإيراني مسؤول عن مركز الاتصالات المستهدف، و2 من مرافقيه الذين كانوا معه، و 9 من الجنسية العراقية و2 من السوريين العاملين مع “الحرس الثوري” الإيراني”.
كما أصيب 34، هم، 24 من المسلحين الإيرانيين، و10 من المدنيين أصيبوا بمحيط الفيلا، بينما البقية أصيبوا بالمواقع والمناطق المستهدفة في كل من مدينة دير الزور والبوكمال وريفها شرقي دير الزور.
بدورها أفادت شبكة “دير الزور 24″، بأن هناك معلومات أولية تشير إلى مقتل القيادي البارز المعروف باسم “الحاج عسكر” قائد “الحرس الثوري” الإيراني في منطقة البوكمال، بينما نقلت تقارير إعلامية عن مصادر وصفتها “بالمقربة من الثوري الإيراني” بأن “الحاج عسكر” نُقل إلى المستشفى، وحالته الصحية ما تزال مجهولة.
كذلك أصيب بالغارات، مدير “مكتب الأمن الإيراني” في البوكمال المعروف باسم “الحاج حسن”، بحسب قناة “أخبار جبهت مقاومت” الإيرانية – المقربة من المجموعات المسلحة الموالية لإيران- على تطبيق تليغرام.
هجوم لمسلحين إيرانيين على قاعدة التحالف بدير الزور
وبعد شهر من توقف عمليات الاستهداف بين قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة و المسلحين الإيرانيين، شنت الأخيرة هجوماً جديداً على قاعدة أمريكية بدير الزور عبر طائرة مسيرة، حيث تصدت منظومة الدفاع الجوي في القاعدة الأمريكية بمعمل كونيكو للغاز، لهجوم بمسيرة أطلقتها المجموعات المدعومة من إيران، في أجواء القاعدة، دون ورود معلومات عن وقوع خسائر بشرية حتى الآن، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وترى أوساط متابعة بأن التطورات العسكرية الأخيرة في ريف دير الزور، قد تكون “وقائية” للحفاظ على الأوضاع على ما هي عليه وعدم التصعيد من قبل المسلحين الإيرانيين على القواعد الأمريكية والتحالف، حيث أنها رسالة واضحة ومباشرة “بالرد العسكري القاسي” في حال القيام بأي تصعيد. فيما اعتبره آخرون بأن التصعيد الأخير قد يكون مؤشر على بداية مرحلة تصعيد وعنف جديدة في هذه المنطقة.
إعداد: علي إبراهيم