أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تشهد المناطق السورية خاصة ضمن البادية تصاعداً كبيراً لنشاط تنظيم داعش الإرهابي، حيث أن عمليات التنظيم ونشاطه تصاعد بشكل كبير خلال العام الجاري 2024، في وقت لاتزال تحذر أطراف دولية من خطورة داعش في سوريا وكذلك العراق، يأتي ذلك في وقت بات التنظيم ينتهج سياسة الهجمات المباغتة على القوات العسكرية والمدنيين منهم من عمال جمع الكمأة، ويعود إلى مواقعه في عمق البادية؛ التي لم تستطع العمليات الأمنية والتمشيط من وضع حد لها.
داعش أقوى في 2024.. وعمليات دموية بالبادية السورية
ويمكن اعتبار حالة الفوضى التي تعيشها المنطقة ومن بينها سوريا، جراء الحرب في غزة وتداعياتها من عمليات قصف متبادلة بين قوات التحالف والمسلحين الإيرانيين وما سببه ذلك من تقويض للحرب ضد الإرهاب، فرصة جيدة لداعش الذي يبدو أنه قام باستغلال هذه الأوضاع على أكمل وجه وصعد من هجماته، كما أن المخيمات ومراكز الاحتجاز الذي فيها عشرات الآلاف من عناصر وعائلات التنظيم خطر آخر يهدد بعودة الإرهاب للمنطقة كما حصل في 2014.
وفي آخر هجوم للتنظيم، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن 11 شخصاً من عمال يعملون في جمع الكمأة قتلوا على الأقل، نتيجة تفجير لغم بسيارة كانت تقل عدد منهم، أثناء رحلة البحث عن الكمأة في بادية الحمى في الرقة، تبع التفجير هجوم لعناصر التنظيم بالأسلحة الرشاشة على تجمع للسيارات لباحثين عن الكمأة.
ولفت المرصد إلى أن القتلى هم، مواطنين و9 من “الدفاع الوطني”، كما أسفر الهجوم عن اختطاف 3 أشخاص، ولا يزال مصيرهم مجهولا حتى اللحظة، فيما خرج أهالي ومسلحين من أبناء المنطقة للبحث عن المفقودين وسحب الجثث.
243 قتيل في البادية.. و41 قتيل منذ بداية رمضان
ونشر المرصد السوري حصيلة القتلى خلال العمليات العسكرية ضمن البادية السورية وفقاً لتوثيقات المرصد التي بلغت 243 قتيلاً منذ مطلع العام 2024، بينهم 182 من قوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لها ولإيران، و 37 مدني، فيما بلغت خسائر التنظيم 24 شخصاً.
وفي إحصائية أخرى نشرها المرصد قال، أنه وثق منذ اليوم الأول من شهر رمضان المصادف لتاريخ 11 آذار الجاري، تنفيذ خلايا “التنظيم” 20 عملية تنوعت بين هجمات وتفجير ألغام واستهدافات وعمليات اغتيال ضمن مناطق متفرقة من البادية السورية، أسفرت عن مقتل 41 شخصاً هم: 36 من قوات الحكومة والمسلحين الموالين لها، بينهم 2 من الإيرانيين، و3 مدنيين، و2 من عناصر “التنظيم” قتلا خلال العمليات.
مخاوف من المخيمات ومراكز الاحتجاز.. والخطوات المتخذة غير كافية
وهناك مخاوف كبيرة من المخيمات ومراكز الاحتجاز التي تضم عناصر وعائلات التنظيم من فقدان السيطرة العسكرية والأمنية عليها في ظل الفوضى الحاصلة بالمنطقة، فيما لاتزال عمليات إخراج المواطنين العراقيين وغيرهم من جنسيات أخرى يقطنون في مخيم الهول، الذي يعتبر الأخطر في العالم، مستمرة، إلا أنها لا ترتقي لمستوى الخطر المحدق.
وفي هذا السياق، قالت وزيرة الهجرة والمهاجرين العراقية، إيفان فائق، إن 900 عائلة عراقية نزحت في العام 2014 إبان بدء هجمات تنظيم داعش الإرهابي، وقالت إن نحو 2000 عائلة عراقية غادرت مخيم الهول حتى الآن، ووفق ما نقلت عنها “سكاي نيوز عربية”، فإن عودة العائلات العراقية التي كانت تقطن المخيم تجري عبر جهد حكومي مشترك ومن خلال اللجنة الأمنية.
وأضافت أن “الحكومة ترفض العودة القسرية للنازحين، ولكن الأجهزة الأمنية تتابع من عادوا من مخيم الهول بشكل دوري”.
وأشارت إلى أن هناك عملية إعادة تأهيل للعائلات العائدة من مخيم الهول وخاصة الأطفال والنساء.
لماذا ترفض الدول إعادة رعاياها من داعش في سوريا ؟
وترفض معظم الدول ومنها الدول الغربية استعادة مواطنيها الذين قاتلوا مع تنظيم داعش الإرهابي في سوريا ويحتجزون في مخيم الهول، وذلك رغم المناشدات التي تطلقها السلطات المحلية والتي تحذر من خطورة المخيم في ظل التجاهل الدولي والهجمات التي تنفذها تركيا على المنطقة الشمالية الشرقية وتهديداتها بشن عمليات عسكرية جديدة، التي قد تسفر عن فقدان السيطرة الأمنية على المخيم ومراكز الاحتجاز وبالتالي فرار المحتجزين من عناصر وعائلات التنظيم منها، حيث تتحجج هذه الأطراف بأن إعادة هؤلاء يؤثر على “أمنهم القومي”.
وشهد مخيم الهول خلال الأشهر الماضية إضافة لسجن الصناعة في مدينة الحسكة محاولات من قبل التنظيم وعائلاته الفرار، فيما شنت القوات الأمنية والعسكرية المحلية حملات أمنية وتمشيط داخل المخيم وذلك بعد تزايد نسبة الجرائم والقتل فيه، حيث قبض خلال هذه العمليات على العشرات من المتعاونين وعناصر التنظيم مع العثور على أسلحة وذخائر وأنفاق كان داعش وخلاياه النائمة يستخدمونها لارتكاب جرائمهم والعودة لأماكن اختبائهم.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية رفقة التحالف الدولي بمشاركة وجهاء وشيوخ عشائر محلية وفعاليات شعبية، أقامت حفلاً بمناسبة مرور الذكرى السنوية الخامسة على انتهاء العمليات العسكرية والانتصار العسكري على تنظيم داعش الإرهابي، وبالتالي انهاء سيطرته كقوة متحكمة بالجغرافية السورية، وسط التأكيد على استمرار الحرب ضد التنظيم.
إعداد: رشا إسماعيل