أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لم تنجح “اللجنة الدستورية السورية” بإحراز أي تقدم على مستوى “إعداد دستور جديد لسوريا” يمهد الطريق للحل السياسي وينهي معاناة السوريين المستمرة منذ 13 عاماً، وذلك لأسباب يمكن اعتبار أن الأطراف المشاركة وداعميهم المسؤولين المباشرين على فشل عمل هذه اللجنة، يأتي ذلك في وقت تسعى الأمم المتحدة ومبعوثها غير بيدرسون لعقد جولة جديدة مع دخول الحرب في البلاد عامها الـ13.
وتحمّل الأطراف المشاركة مسؤولية فشل أعمال اللجنة وعدم تحقيقها لأي نتائج إلى بعضهم بعضاً، بينما تقول أوساط سياسية ومتابعة بأن فشل هذه اللجنة في إحراز أي تقدم يأتي لهيكلة اللجنة أساساً التي لا تعبر عن القرار الأممي الذي ينص على مشاركة كل السوريين فيها.
بيدرسون يدعو دمشق للمشاركة
وبعد نحو شهر من دعوة المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون للأطراف المشكلة “للدستورية” لعقد جولة جديدة، جدد الأخير دعوة الحكومة السورية إلى المشاركة بالجولة ال9 من في جنيف، الشهر المقبل، وذلك خلال زيارة أجراها إلى العاصمة دمشق.
وعقب لقاءه وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، في العاصمة دمشق اليوم الأحد، قال بيدرسون للصحافيين إنه أبلغ المقداد باستمرار الاجتماعات في جنيف وتطويرها “طالما ليس هناك اتفاق بين الحكومة والمعارضة”، مضيفاً “يجب أن يتطور عمل اللجنة بطريقة يمكنها منح الأمل للشعب السوري”.
“الأمور تسير بالاتجاه الخاطئ”
واعتبر بيدرسون أن للوضع الراهن في سوريا ‘‘صعب للغاية’’، على حدّ تعبّيره، وأضاف: ‘‘اعتقد أن المؤشرات كافة تشير إلى أن الأمور تسير بالاتجاه الخاطئ، سواء ما يتعلق بالأمن أو الاقتصاد أو المسار السياسي’’.
كما تطرق المبعوث الأممي إلى التحديات الأمنية والاقتصادية التي تعصف بسوريا بعد 13 عاماً من النزاع، في ظل تراجع التمويل من أجل الاستجابة للاحتياجات الانسانية الهائلة، “متأملاً إحراز بعض التقدم في الجبهة السياسية لاحتواء التحديات”.
وسبق أن كشفت مصادر دبلوماسية ومطلعة على أعمال اللجنة أن بيدرسون مصمم ومستعجل على المضي، والدعوة لعقد الجولة في جنيف، وذلك في ظل رفض روسي لعقد الجولة الجديدة في جنيف كون موسكو تعتبر أن هذه الدولة فقدت “حياديتها” و “موالاتها للغرب”.
“لا حل سياسي يلوح في الأفق للأزمة السورية”
وكان بيدرسون قال يوم الجمعة الماضية خلال إحاطة قدمها في مجلس الأمن بمناسبة الذكرى الـ13 لبدء الحراك في سوريا، أنه لا حل سياسياً يلوح في الأفق للأزمة السورية، وأضاف أن “الأزمة الإنسانية في هذا البلد ما زالت تتفاقم، حيث يحتاج 16.7 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية، كما أن هناك أكثر من 5 ملايين لاجئ يعيشون في الدول المجاورة، وأكثر من 7 ملايين نازح داخل سوريا”.
وشدد المبعوث الأممي على أنه لا يمكن إعادة الأمل للشعب السوري إلا بالتوصل لحل سياسي ينهي هذا الصراع الطويل، مشيراً إلى أن هناك فرصة متاحة لاتخاذ خطوات جادة بين أطراف الصراع ينبغي اغتنامها دون مزيد من التأخير.
وناشد “بيدرسون” جميع أطراف الصراع إطلاق سراح جميع المحتجَزين بشكل تعسفي فوراً، ودون قيد أو شرط، مشدداً على ضرورة معالجة قضية المعتقلين والمختطفين والمفقودين على نطاقٍ يتناسب مع حجم المأساة لإعادة بناء الحياة وضمان مصداقية أي مسار سياسي نحو سلامٍ مستدام.
وقال المبعوث الأممي إن اللاجئين والنازحين ما زالوا يفتقرون إلى الظروف اللازمة لعودة آمنة وكريمة وطوعية.
توقف اجتماعات اللجنة منذ أشهر
وتوقفت اجتماعات اللجنة الدستورية منذ صيف العام الماضي، ولم ينجح بيدرسون في إحداث تقدم بهذا الملف، بعد إصرار روسيا على عدم الذهاب إلى جنيف لاستكمال أعمال اللجنة.
وخلال الاجتماعات السابقة للجنة، لم تحقق الأطراف المشاركة أي تقدم قد يمهد الطريق لإنهاء الحرب والصراع المستمر على السلطة منذ 13 عاماً، وسط عودة المعارك والتصعيد العسكري في جبهات القتال بالمناطق الشمالية، بعد هدوء نسبي دام لأكثر من 3 سنوات.
إعداد: ربى نجار