أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في مثل هذه الفترة من كل عام، يقصد عمال ومواطنين مناطق البادية السورية بهدف جمع مادة “الكمأة” التي تنبت في هذه المناطق بكثرة، بينما تشكل هذه الرحلة خطراً كبيراً على حياة المواطنين، بسبب انتشار مخلفات الحرب والعمليات العسكرية في الأراضي الزراعية والتي غالباً ما تكون غير مرئية للعيان، ومن جهة أخرى بسبب هجمات يشنها تنظيم داعش الإرهابي وخلاياه النائمة بهدف الاستيلاء على هذه المادة المرتفعة الثمن.
يأتي ذلك في وقت يزداد نشاط تنظيم داعش الإرهابي وخلاياه النائمة ضمن مناطق البادية السورية بشكل كبير، حيث لم تستطع العمليات الأمنية والتمشيط التي سبق وأن قامت بها قوات الحكومة السورية والمسلحين الموالين لها، والمجموعات الإيرانية، بدعم جوي روسي، من الحد من نشاط التنظيم وإيقاف هجماته الدموية، التي ارتفعت بشكل ملحوظ خلال عام 2024.
بحثاً عن “الكمأة”.. خسائر بشرية بصفوف قوات الحكومة بهجمات لداعش
وفي هذا الصدد، قتل 5 من مسلحي “الدفاع الوطني” التابعين للحكومة السورية خلال رحلة البحث عن مادة “الكمأة” في ريف حماة الشرقي، وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن عناصر تنظيم داعش الإرهابي وخلاياه النائمة شنوا هجوماً على محيط منطقة تل سلمة بريف مدينة السلمية شرق حماة، استهدف “الدفاع الوطني”، فيما لاذ الإرهابيون إلى جهة مجهولة.
سبق ذلك مقتل 3 عناصر من “الدفاع الوطني” بالإضافة إلى إصابة 3 أطفال نتيجة ألغام من مخلفات تنظيم داعش الإرهابي في كل من بادية تدمر ودير الزور، انفجرت خلال بحثهم عن الكمأة.
وفي عمليات أخرى للتنظيم الإرهابي، قتل عنصران من داعش وآخران من المسلحين الموالين للحكومة السورية وأصيب عنصر آخر، بهجوم شنه التنظيم الإرهابي بعد ظهر السبت استهدف نقاط عسكرية في قرى الطيبة والكوم وقصر الحير قرب مدينة السخنة بريف حمص، ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، استخدم خلالها المهاجمون الأسلحة الرشاشة وقذائف الآر بي جي، قبل أن يغادروا المنطقة إلى جهة مجهولة.
وفي عملية أخرى للتنظيم الإرهابي، قتل عنصر من “الدفاع الوطني” وأصيب اثنان آخران بجروح إثر اندلاع اشتباكات مسلحة بين الأخير وخلايا “التنظيم” بالقرب من نقاط العناصر الواقعة على طريق جعيدين-الرصافة بريف الرقة الغربي.
غارات جوية للطيران الروسي.. ونشاط داعش يمتد للميادين
بدورها، جددت الطائرات الحربية الروسية غاراتها المكثفة على مواقع وأماكن يتوارى فيها خلايا لتنظيم داعش الإرهابي في باديتي السخنة والرصافة بريفي حمص والرقة.
هجمات التنظيم تصاعدت بشكل كبير في المناطق الشرقية السورية أيضاً، حيث قتل عنصر من “الدفاع الوطني” برصاص أحد الإرهابيين من خلايا داعش بالقرب من سوق الهال بمدينة الميادين شرق دير الزور، مع سلب العنصر سلاح نوع كلاشينكوف، ومن ثم لاذ الإرهابيون بالفرار.
وجاءت الساعات الـ24 الماضية دموية بشكل كبير، إثر الهجمات التي شنها التنظيم الإرهابي على مواقع ونقاط عسكرية استهدفت قوات الحكومة السورية، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال يوم السبت، مقتل 13 عنصراً لقوات الحكومة و 2 من عناصر التنظيم بعمليات متفرقة في منطقة البادية.
149 قتيلاً في البادية منذ بداية 2024
وبذلك فإن حصيلة القتلى خلال العمليات العسكرية ضمن البادية السورية، وفق إحصائية نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان، مساء السبت، وصلت إلى 149 قتيلاً منذ مطلع العام 2024، هم:19 من تنظيم داعش الإرهابي، و 114 من قوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لإيران، و 15 مدني بينهم طفل بهجمات للتنظيم.
وتعتبر هذه الهجمات هي الأعنف والأكثر كثافة للتنظيم الإرهابي في المناطق السورية، خاصة البادية والمناطق الشرقية، وذلك منذ فقدانه للأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم وتحريرها منه في آذار/مارس 2019.
العمليات الأمنية والغارات الروسية لم تستطع وقف نشاط التنظيم
ويعتمد تنظيم داعش الإرهابي على تنفيذ عمليات هجومية دموية بشكل مفاجئ ومباغت تستهدف القوات العسكرية، للحكومة السورية والمسلحين الموالين لها، مع مدنيين، غالباً ما تكون عبر الاستهداف المباشر أو بانفجار ألغام ومخلفات التنظيم في تلك المناطق.
ولم تستطع العمليات الأمنية والتمشيط التي شنتها قوات الحكومة السورية و المجموعات المسلحة الموالية لإيران في البادية بدعم جوي روسي، من الحد من نشاط التنظيم الإرهابي وخلاياه النائمة، على الرغم من شن الطيران الحربي الروسي في الآونة الأخيرة العشرات من الغارات الجوية التي استهدفت أماكن وأوكار يتوارى فيها عناصر التنظيم في البادية.
أكثرها بادية حمص ودير الزور.. نشاط داعش يتركز بهذه المناطق
وبعد مرور نحو 3 أشهر فقط من عام 2024، شن تنظيم داعش الإرهابي 50 عملية متفرقة في مناطق البادية السورية، تمت عبر هجمات مسلحة مباشرة مباغتة على النقاط والمواقع العسكرية، إضافة إلى نصب كمائن وتفجيرات بألغام وعبوات ناسفة يتم زرعها في طريق القوات العسكرية والمدرعات، و مخلفات التنظيم التي تركها ورائه في بوادي دير الزور والرقة وحمص وحماة.
وتأتي بادية حمص في المرتبة الأولى من حيث نشاط تنظيم داعش الإرهابي عبر شنه فيها 27 عملية أسفرت عن مقتل 50 عسكرياً بينهم 3 من المجموعات المسلحة الموالية لإيران، و 12 من التنظيم، وفقدان 6 مدنيين حياتهم.
وفي المرتبة الثانية، بادية دير الزور، التي نفذ فيها التنظيم 16 عملية، أسفرت عن مقتل 27 عسكرياً بينهم 7 من المجموعات المسلحة الموالية لإيران، و2 من التنظيم و 2 من عمال يعملون بجمع الكمأة.
إعداد: ربى نجار