أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بالتزامن مع ما تشهده المناطق الشرقية والشمالية الشرقية السورية من تصعيد بين القوات الأمريكية وتلك التابعة للتحالف الدولي من جهة والقوات الإيرانية والمجموعات المسلحة الموالية لها من جهة أخرى، زاد تنظيم داعش الإرهابي من نشاطه في هذه المناطق مع مناطق متفرقة من البادية السورية، في ظل مخاوف من أن يستغل التنظيم هذا الصراع ليعود إلى الساحة من جديد.
“داعش المستفيد الأكبر من تداعيات الحرب في غزة”
واستفاد تنظيم داعش الإرهابي كثيراً من تداعيات الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، وتداعياتها خصوصاً على الأراضي السورية، حيث تصاعد الصراع الأمريكي الإيراني في المناطق الشمالية والشرقية السورية، عبر هجمات وعمليات قصف متبادلة بين هذه الأطراف، الأمر الذي لعرقلة العمليات العسكرية ضد التنظيم في هذه المناطق.
وزاد التنظيم بشكل كبير من عملياته العسكرية وهجماته على مواقع لقوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لها من جهة و قوات سوريا الديمقراطية من جهة أخرى، حيث شن التنظيم أكثر من 70 عملية متفرقة ضد هذه القوات العسكرية أسفرت عن عشرات القتلى والإصابات.
قتلى وإصابات لقوات الحكومة بهجمات متعددة لداعش
ونفذ التنظيم وخلاياه النائمة الإرهابية هجوماً على نقطة عسكرية لقوات الحكومة السورية في منطقة دويزين بريف حماة الشرقي، ما أدى لمقتل 9 عناصر عسكرية وإصابة 3 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة تم نقلهم للمشافي لتلقي العلاج، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كذلك فارق عنصران من قوات الحكومة حياتهما الثلاثاء، إثر إصابتهما بجروح بليغة نتيجة انفجار لغم أرضي زرعه عناصر تنظيم داعش الإرهابي، تزامناً مع مرور سيارة كانت تقل عناصر من قوات الحكومة السورية خلال حملة تمشيط في قرية الدرويشية التابعة لناحية جب الجراح بريف حمص الشرقي، بحثا عن خلايا التنظيم الإرهابي يوم الاثنين.
ووفق المرصد السوري، فإنه حصيلة القتلى نتيجة التفجير ارتفعت إلى 4 عناصر وإصابة 2 من قوات الحكومة السورية بينهم ضابط بجراح.
كما لقي 3 عناصر من قوات الحكومة السورية مصرعهم متأثرين بجراحهم التي أصيبوا بها إثر هجوم مسلح شنته خلايا التنظيم الإرهابي قبل 3 أيام استهدف نقاط قوات الحكومة السورية ومسلحي ”الدفاع الوطني”، بين بلدتي الطيبة والسخنة في بادية حمص الشرقية لترتفع بذلك حصيلة الهجوم إلى 4 قتلى.
“115 قتيلاً حصيلة العمليات العسكرية في البادية في 2024”
ووفق حصيلة نشرها المرصد السوري، فإن حصيلة القتلى خلال العمليات العسكرية ضمن البادية السورية منذ بداية عام 2024، بلغت 115 قتيلاً وهم 17 من تنظيم داعش الإرهابي على يد قوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لها.
و 90 عنصراً من قوات الحكومة السورية والمسلحين الإيرانيين، من ضمنهم 13 من المسلحين الموالين لإيران من الجنسية السورية، قتلوا في 41 عملية لعناصر التنظيم ضمن مناطق متفرقة من البادية، تمت عبر كمائن وهجمات مسلحة وتفجيرات في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص. إضافة لـ 8 أشخاص بينهم طفل بهجمات التنظيم في البادية.
“داعش يشن 33 عملية بمناطق نفوذ قسد في 2024”
أما ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، أصيب عنصران من قوات سوريا الديمقراطية “حرس مقر”، إثر انفجار قنبلة يدوية ألقاها أحد عناصر مجموعة من خلايا التنظيم خلال هجومهم على مقر القيادة العامة التابعة لـ”قسد” في البصيرة شمالي دير الزور، فيما لاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة.
ووفق حصيلة المرصد السوري، فإن التنظيم قام بأكثر من 33 عملية ضمن مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” منذ مطلع عام 2024، قتل فيها 13 من قوات سوريا الديمقراطية وقوى الامن الداخلي وتشكيلات عسكرية أخرى ضمن هذه المناطق، ومسلح إرهابي واحد من التنظيم، مع فقدان 3 مدنيين حياتهم جراء هجمات داعش.
هجمات متبادلة بين التحالف والمسلحين الإيرانيين
وتأتي هجمات التنظيم الإرهابي على مناطق البادية السورية ضمن مناطق نفوذ قوات الحكومة والشرقية الخاضعة لسيطرة قسد، مع تفاقم الصراع الأمريكي الإيراني في الأراضي السورية، حيث وخلال الساعات الـ24 الماضية، عاودت مجموعات مسلحة موالية لإيران قصفها على قاعدة التحالف في حقل العمر النفطي بريف دير الزور، وهو ما أدى لشن القوات الأمريكية لغارات جوية وقصفاً صاروخياً على مواقع للمجموعات المسلحة الموالية لإيران في مدينة البوكمال.
وفي التفاصيل، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء، بأن 3 انفجارات دوت على الأقل في مدينة الميادين بريف دير الزور، نتيجة سقوط صواريخ أطلقت من القاعدة الأمريكية بحقل العمر النفطي شرقي دير الزور، على نقاط عسكرية للمجموعات المسلحة الموالية لإيران في محيط مدينة الميادين ومزار عين علي، حيث تعتبر تلك المواقع تمركزات كبيرة لهذه المجموعات، تزامنا مع تحليق للطائرات الحربية في أجواء المنطقة.
ويعتبر هذا الاستهداف هو الثاني على التوالي على مواقع للمجموعات المسلحة الموالية لإيران خلال 24 ساعة، وجاء بعد استهداف قاعدة حقل العمر النفطي بريف دير الزور.
وأدى هذا الصراع الذي تفاقم وتصاعدت وتيرته بعد الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، حيث تشهد القواعد الأمريكية في سوريا عمليات قصف متعددة ومتكررة مصدرها المسلحين الإيرانيين، الذين يعتبرونها انتقاماً للفلسطينيين ودعم واشنطن لإسرائيل في هذه الحرب، وهو ما أدى لعرقلة الحرب ضد داعش من قبل التحالف، والتقليل من حملات التمشيط التي تقوم بها قوات الحكومة السورية والمسلحين الموالين لإيران بدعم جوي روسي على مواقع داعش في البادية.
إعداد: علي إبراهيم