أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بالتزامن مع تأكيد البيان الختامي لمسار آستانا في جولته الأخيرة، بدعم وتكثيف الجهود حول “التطبيع بين سوريا وتركيا”، إلا أن أنقرة نفت وجود أي خطط لعقد اجتماعات على مستوى رفيع بين أنقرة ودمشق بالصيغة الرباعية لدول آستانا الحكومة السورية، حول الصلح بين الرئيسين السوري بشار الأسد و التركي رجب طيب أردوغان.
وقادت روسيا خلال الفترة الماضية جهوداً انضمت إليها إيران لعقد الصلح وإعادة تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة بعد قطيعة سياسية دامت قرابة الـ13 عاماً، أي منذ بداية الأزمة السورية، وذلك بعد التدخل السياسي والعسكري التركي إلى جانب فصائل المعارضة، الذي كاد أن يطيح بالحكومة السورية، لولا التدخل العسكري الإيراني ومن ثم الروسي في الصراع المسلح على السلطة في سوريا.
أنقرة تستبعد عقد لقاء مع دمشق بهدف التطبيع
ونقلت وكالة أنباء روسية عن مصدر تركي استبعاده عقد لقاء مع الحكومة السورية بهدف التطبيع في العلاقات بين الجانبين، حيث توقفت الاجتماعات الرباعية منذ نحو 8 أشهر.
وقالت وكالة “نوفوستي” الروسية إن مصدراً في وزارة الخارجية التركية نفى وجود خطة لعقد اجتماع رفيع المستوى للصيغة الرباعية (روسيا وتركيا وإيران وسلطة اﻷسد) حول التطبيع.
لافرنتييف: التواجد العسكري التركي في سوريا يعيق التطبيع
يأتي ذلك عقب تصريح ألكسندر لافرينتيف، الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، في مقابلة سابقة مع الوكالة نفسها، بأن “خريطة الطريق لتطبيع العلاقات ليست جاهزة بعد، ولم يبدأ الطرفان بعد في الاتفاق عليها”.
جاء ذلك بعد أيام من حديث لافرنتييف، عن أن وجود القوات العسكرية التركية في سوريا يعيق تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، وأكد أن عدم انسحاب القوات التركية من سوريا هي السبب في عدم إحراء أي تقدم بشأن التطبيع وقال “”لا.. لا يوجد تقدم.. الأتراك يعلنون بشكل غير رسمي أنهم مستعدون لذلك ولا ينوون الإبقاء على أي وحدة عسكرية لهم، وفي ظل الظروف المناسبة، سيكونون على استعداد للانسحاب.. ولكن ما الظروف المناسبة لهذا الأمر خاصة في إطار دعم المعارضة السورية؟”.
ولفت لافرنتييف عن وجود “اتصالات رباعية بين الأجهزة الأمنية لروسيا وسوريا وتركيا وإيران” لكنه استبعد في الوقت نفسه إجراء أي لقاء أو مباحثات على المستوى الوزاري حالياً.
وأضاف “تجري حالياً اتصالات بين ممثلي أجهزة المخابرات عن روسيا وسوريا وتركيا وإيران بشكل رباعي، ومن السابق لأوانه الحديث عن مثل هذه المحادثات بين وزراء الدفاع”.
جمود في مسار التطبيع
وسيطر الجمود على مسار التطبيع بين الحكومة السورية وتركيا خلال الفترة الماضية، مع المحاولات الروسية بشتى الطرق للجمع بين أنقرة ودمشق مرة أخرى، على المستوى السياسي، حيث أن الاجتماعات الأمنية بين الطرفين لم تنقطع حتى بعد القطيعة السياسية، وهو ما أكده مسؤولو البلدين.
ولم تحدث أي تطورات بشأن تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، فيما جاءت تصريحات المسؤولين السوريين والأتراك لتأكيد على وجود خلافات كبيرة تقف عائقاً أمام التطبيع، ومن هذه الشروط التي تطالبها دمشق، كالانسحاب العسكري التركي من الأراضي السورية، وكف أنقرة بدعم الفصائل المعارضة المسلحة، التي تعتبرها دمشق إرهابية، إضافة لعدم تدخل أنقرة في شؤون سوريا الداخلية.
ما هي شروط دمشق وأنقرة ؟
شروط دمشق، قابلتها أنقرة بالرفض التام، حيث تؤكد تركيا أنها لن تنسحب من سوريا لطالما أن الصراع على السلطة مستمر، إضافة إلى ما تعتبره أنقرة “بالمخاوف الأمنية” على الحدود الجنوبية التركية/الشمالية الشرقية السورية، عبر تواجد قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، والتي تقول أنقرة إنها “امتداد لحزب العمال الكردستاني”.
وكانت تركيا طرحت سابقاً، 4 شروط على الوفد السوري في آخر الاجتماعات الرباعية في آستانا العام الماضي، التي بحثت خريطة طريق روسية للتطبيع بين أنقرة ودمشق، رأتها ضرورية لبناء الثقة بين الجانبين، وتضمنت الشروط “مكافحة التنظيمات الإرهابية”، وتأسيس آلية تنسيق رباعية للقيام بعمليات عسكرية مشتركة، وتقديم ضمانات مكتوبة بشأن عودة اللاجئين الآمنة إلى ما تسميها تركيا “المنطقة الآمنة” التي يتم إنشاؤها منذ سنوات عبر بناء قرى سكنية بأموال عربية وبالتعاون مع جمعيات تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين.
مقترحات حلفاء دمشق للتطبيع مع أنقرة
وكانت روسيا قدمت مقترحاً في وقت سابق يتمثل بإعادة العمل باتفاقية “أضنة” الأمنية التي وقعت في عام 1998، التي تتيح للقوات التركية الدخول لمسافة معينة تصل لـ15 كيلومتراً داخل الأراضي السورية لما وصفه “بمحاربة الإرهاب”.
كذلك قدمت طهران منتصف العام الماضي، مقترحاً على دمشق وأنقرة للتطبيع بين الطرفين، وحينها قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، أن سوريا أكدت لطهران أنها تتمتع بالجاهزية الكاملة للحفاظ على أمن الحدود مع تركيا من داخل أراضيها.
وأضاف الوزير الإيراني أن بلاده قدمت اقتراحاً خلال اجتماعات مشتركة بأن تتعهد أنقرة بإخراج قواتها من سوريا مقابل تعهد دمشق بمنع أي تعرض للأراضي التركية، وذكر أن الاقتراح المقدم لسوريا وتركيا يتضمن أن تكون روسيا وإيران ضامنتين للاتفاق، وأن تضع سوريا قواتها على الحدود مع تركيا.
إعداد: رشا إسماعيل