أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – منذ الجولة الـ20 من مسار آستانا حول سوريا والتي تشارك فيه الأطراف الضامنة كل من “روسيا وتركيا وإيران”، جاء على لسان مسؤولين روس أن ذاك الاجتماع هو الأخير في صيغة آستانا، وأن الاجتماعات القادمة ستكون في دول أخرى، وحينها تم طرح عدد من الدول بينها مصر والأردن، إلا أن الجولة الـ21 التي عقدت في الـ23 من الشهر الجاري كانت في العاصمة الكازاخية أيضاً، وسط حديث عن عدم التوافق على مكان محدد بين الأطراف المشاركة.
روسيا وبعد أيام من انتهاء الجولة الـ21 التي عقدت في العاصمة الكازاخية نور السلطان، أكدت أن الجولة القادمة التي تم الإعلان عنها أنها ستعقد في منتصف العام الجاري، وفق البيان الختامي، ستكون في الأراضي الروسية.
“القمة المقبلة للتسوية السورية بصيغة آستانا ستعقد في روسيا”
وحول ذلك، قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، إنّ موسكو ستعقد القمة المقبلة للتسوية السورية بصيغة “أستانا” بين روسيا وإيران وتركيا، على أراضيها.
وأضاف لافرنتييف: “روسيا ستكون الدولة المضيفة للقمة المقبلة، لذا ينبغي تخصيص الوقت لعقدها”.
“قرار القمة اتخذ في 2022” والتطورات الإقليمية أربك كل شيء
وفي حديث له لوكالة “تاس” الروسية، أردف لافرنتييف، “قرار عقد قمة جديدة تم اتخاذه في عام 2022. وكانت هناك شروط مسبقة معينة لعقد مثل هذا الاجتماع في نهاية عام 2023″، وتابع المسؤول الروسي أن ما حدث من الحرب في غزة أربك كل شيء، مع الإشارة إلى أن بعض القضايا التي ظهرت على المستوى العالمي تطلبت تدخلاً سريعاً على أعلى المستويات.
ووفق ما تحدث المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، فإن القمة القادمة بصيغة آستانا وكل ما في الاجتماع سيعتمد على برنامج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف قائلاً، “الجدول الزمني ضيق للغاية، والرئيس يشارك في العديد من الفعاليات، في بعض الأحيان يكون من الصعب العثور على ثلاث ساعات في جدول الرئيس الروسي، فضلاً عن حقيقة أنه يتعين علينا ربط كل هذا برئيسي إيران وتركيا”.
“جميع الأطراف متفقة على عقد القمة على مستوى القادة”
وسبق أن أكد نائب وزير الخارجية التركي، أحمد يلدز، الذي ترأس الوفد التركي في محادثات أستانا بالعاصمة الكازاخستانية، قال إنّ جميع الأطراف متفقة على عقد القمة بصيغة أستانا هذه السنة على مستوى القادة.
ونقل “تلفزيون سوريا” عن نائب وزير الخارجية التركي يلدرم من العاصمة الكازاخستانية أستانا، حيث جرت الجولة 21 من المحادثات بشأن سوريا، بأن الأطراف اتفقت على ذلك.
القمة الأخيرة في 2022 جاءت بعد التهديدات التركية
وكانت آخر قمة عقدت بين رؤساء الدول التي تعتبر الأطراف الضامنة لمسار آستانا في تموز/يونيو من عام 2022، في العاصمة الإيرانية طهران، وحينها تم التأكيد على أن “مسار آستانا” هو “مسار ناجح لإنهاء الأزمة السورية”، مع التأكيد على أن القمة “فرصة لإجراء حوار فعال يتيح لسوريا تحديد مستقبلها دون تدخل خارجي”.
وجاءت تلك القمة في أعقاب تهديدات تركية بشن عمليات عسكرية جديدة في مناطق الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا، فيما أعربت كل من موسكو وطهران عن أملها في أن تخفض تركيا من عملياتها داخل الأراضي السورية، معلنتان حينها أنهما “يتفهمان المخاوف الأمنية لتركيا من حدودها الجنوبية”، وأكدوا حينها في حديث دل على رفض موسكو وطهران لأي عملية عسكرية بأن أي حرب جديدة “ستزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة ككل”.
بيان آستانا 21.. “التأكيد على وحدة سوريا ودعم مهمة بيدرسون”
وكان البيان الختامي لمسار آستانا في جولتها الـ21، أشار إلى أن الدول الضامنة “ستواصل احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها”، و “محاربة ورفض الأجندات الانفصالية”، مع تجديد الدعم لمهمة المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، بعمل “اللجنة الدستورية” من خلال التفاعل المستمر مع أطرافها السورية والمبعوث الأممي.
كما شدد المشاركون على أهمية مواصلة الجهود لإعادة العلاقات بين تركيا والحكومة السورية على أساس “الاحترام المتبادل وحسن الجوار” بين الطرفين. وجددت الدول الضامنة تصميمها على متابعة العمل المشترك لمكافحة “الإرهاب”.
التغاضي عن تدمير تركيا للبنى التحتية السورية
بينما تم التغاضي بشكل كامل عن الهجمات التركية الممنهجة التي طالت البنى التحتية في شمال شرقي سوريا، بينما دان البيان الهجمات الإسرائيلية ضد سوريا، واعتبرتها انتهاكاً للقانون الدولي وسيادة سوريا، كما حذر من التأثير السلبي على سوريا من جراء تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والحرب في غزة.
إعداد: علي إبراهيم