أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تدرس الولايات المتحدة الأمريكية خيارات عدة للرد على الهجوم الذي طال قاعدة “البرج 22” على الحدود الأردنية السورية، والتي قتل فيها 3 جنود أمريكيين وأصيب 34 آخرين، وفق تقارير إعلامية، فيما المعلومات تشير إلى أن خيارات الرد قد تكون داخل الأراضي السورية والعراقية، ويمكن أن تصل لحد ضرب أهداف في الداخل الإيراني، مع الإشارة إلى أن الخيار الأخير احتماله ضئيل.
“توجيه ضربات ضد مواقع إيرانية في سوريا والعراق وإيران”
وحول ذلك، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلا عن مسؤولين أميركيين بأن واشنطن تدرس توجيه ضربات ضد الفصائل المسلحة في العراق وسوريا وإيران، ووفق المصادر ذاتها، فإن الهجوم على الأراضي الإيرانية يبدو وكأنه خيار أقل احتمالا.
ولفتت المصادر ذاتها إلى تحديد كيفية الرد على هجوم الطائرات بدون طيار على البرج 22 في الأردن، تدرس الإدارة الأميركية أيضا توجيه ضربات ضد أهداف الحوثيين ردًا على هجماتهم على السفن العسكرية الأمريكية التجارية.
بايدن يجتمع بفريق الأمن القومي بشأن “الضربة”
يأتي ذلك في وقت كشفت شبكة “CNN” الأمريكية، بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن اجتمع مع فريق الأمن القومي، لاتخاذ قرار بشأن الخيارات المطروحة للرد على الهجوم الذي استهدف القاعدة الأمريكية على الحدود الأردنية السورية.
ووفق الشبكة الأمريكية، فإن الاجتماع ضم كل من “مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان” – “وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن” – “مدير المخابرات الوطنية أفريل هاينز” – “رئيس الأركان جيف زينتس” – “نائب مستشار الأمن القومي جون فاينر” – “مستشارة الأمن الداخلي ليز شيروود راندال” – “منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط بريت ماكغورك”.
البنتاغون يتوعد بالرد.. و “خيارات سرية” لضرب “إيران”
جاء ذلك في وقت تعهد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بأن الولايات المتحدة ستتخذ “كل الإجراءات الضرورية” للدفاع عن القوات الأميركية، معبراً عن غضبه وأسفه على تنفيذ مسلحين مدعومين من إيران هجوما بطائرة مسيرة أمس الأحد أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة عشرات آخرين.
وفي الأثناء، كشفت وكالة “بلومبرغ”، عن أن الولايات المتحدة تدرس “خيارات مختلفة”، بما في ذلك إمكانية تنفيذ “عملية سرية” ضد إيران، للرد على الهجوم الأخير، وسط التأكيد نقلاً عن “مصادر” بأن الهجوم “سيثير رداً أكثر حسماً” من جانب واشنطن، سيتجاوز في حجمه ما قامت به منذ بداية حرب غزة.
وأشارت الوكالة إلى أن من بين الإجراءات الأمريكية المحتملة شن “عملية سرية” تضرب فيها الولايات المتحدة مواقع ومنشآت في إيران، دون أن تعلن مشاركتها في هذه الضربة، ولفتت إلى احتمالية أن تهاجم الولايات المتحدة مسؤولين إيرانيين بشكل مباشر.
ورجحت “بلومبرغ”، أن يتخذ الرئيس الأمريكي جو بايدن، أحد “أهم القرارات” خلال فترة ولايته، ما قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة بين واشنطن وطهران.
ورجح مدير برنامج سوريا بمعهد “الشرق الأوسط” تشارلز ليستر، أن يكون الرد المحتمل ضرب هدف كبير أو “متشدد” ذي قيمة عالية، من الجماعات المدعومة من إيران في سوريا أو العراق.
استهداف لموقع إيراني بدمشق
وبعد مرور ساعات من الهجوم الذي استهدف القوات الأمريكية على الحدود الأردنية السورية، شنت إسرائيل ضربة طالت مواقع إيرانية في منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق، وفي التفاصيل، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن عدد قتلى الاستهداف الذي يرجح أنه “إسرائيلي” ارتفع إلى 8 أشخاص بينهم عنصرين من “حزب الله” اللبناني، و3 سوريين أحدهم ضابط في “الحرس الثوري الإيراني” وآخرين من السوريين المتعاقدين لحراسة المزارع التي تم استهدافها.
ووفقاً للمصادر، فإن المزرعتين تقعان بالقرب من أبنية سكنية للمدنيين، حيث فرضت القوات الإيرانية والمجموعات المسلحة الموالية لها طوقاً أمنياً حول المنطقة المستهدفة. وتعتبر المزارع في محيط منطقة السيدة زينب جنوب دمشق مقرات لحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني. وفق ما ذكر المرصد السوري.
إيران تنفي صلتها بالهجوم
بورها، نفت إيران، الاثنين، صلتها بالهجوم الذي وقع على القاعدة الأمريكية، وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في بيان نقلته “رويترز”، إن “طهران ليست ضالعة في هجوم أدى إلى مقتل 3 جنود أميريكيين في شمال شرقي الأردن بالقرب من الحدود السورية”.
كما نفى السفير الإيراني في سوريا، عبر منصة “إكس” استهداف أي مركز استشاري إيراني، وقال إنه لم يقتل أي إيراني في القصف الإسرائيلي على دمشق، وذلك وفق ما نقلت وكالة “تسنيم الإيرانية”.
إخلاء مقرات وقواعد عسكرية إيرانية في سوريا
وبعد الاستهداف الذي طال القاعدة الأمريكية، أكدت تقارير إعلامية بأن نقلاً عن “مصدر عسكري بالحرس الثوري الإيراني” بأن القوات الإيرانية أخلت بعض المقار العسكرية في مناطق عدة في سوريا خوفاً من أي استهداف أمريكي.
ووفق المصادر فإنه تم “نقل مستودعاً للأسلحة ومقرين عسكريين من حي الصناعة بدير الزور إلى ريف حمص، كما نقل مقرين من حي هرابش إلى تدمر بريف حمص الشرقي”.
مع إخلاء “لواء فاطميون” الأفغاني الموالي لإيران 5 مقرات له بريف دير الزور الشرقي في المنطقة الممتدة من مدينة الميادين إلى البوكمال، ونقل عناصره وعتادهم بسيارات مدنية باتجاه حمص.
“سقوط قتلى من الجنود الأمريكيين تخطي للخطوط الحمراء”
ويعتبر الاستهداف الأخير الذي طال المركز الحيوي الأمريكي المسمى بقاعدة “البرج 22” تخطياً “للخطوط الحمراء” التي رسمتها واشنطن ضمن إطار عمليات استهداف قواتها وقواعدها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، حيث سبق وأن أكدت الولايات المتحدة أنها سترد بكل قوة وحزم على أي هجوم يضع حياة جنودها في خطر.
وتحتفظ الولايات المتحدة الأمريكية بـ2900 جندي لها في الأردن، مع 900 آخرين داخل الأراضي السورية، ونحو 2000 في العراق، وذلك في إطار المهمة الدولية ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي منذ 2014، فيما سبق وأن أشارت تقارير إعلامية بأن واشنطن ستزيد من قواتها في منطقة الشرق الأوسط بعد تعرض قواعدها لأكثر من 159 استهداف منذ بداية الحرب في غزة.
إعداد: ربى نجار