دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

داخل الأردن أم خارجه.. هجوم على قاعدة أمريكية يسفر عن “خسائر” ومخاوف من عمليات رد داخل الأراضي السورية

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في تطور جديد يتخطى “الخطوط الحمراء” التي رسمتها الولايات المتحدة الأمريكية حول عمليات الاستهداف التي تطال قواتها في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا والعراق، تعرضت قاعدة أمريكية لاستهداف عبر “طائرة مسيرة كبيرة”، فيما تضاربت الأنباء حول مكان الاستهداف إن كان داخل الأراضي الأردنية أم السورية.

ويأتي الهجوم الدموي الجديد في إطار استمرار تداعيات الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، وسط مخاوف متصاعدة من أن تسفر “حرب الوكالات” التي تشنها بعض الدول الإقليمية على القوات الأمريكية لحرب شاملة تشعل منطقة الشرق الأوسط.

“تخطي الخطوط الحمراء”.. قتلى من الجنود الأمريكيين بقصف ضمن قاعدة عسكرية

ووسط اختلاف المعلومات والتصريحات، تعرضت قاعدة للقوات الأمريكية متقدمة شمال المملكة الأردنية بالقرب من الحدود الجنوبية السورية، لاستهداف عبر طائرة مسيرة تقول واشنطن أنها أطلقت من قبل مجموعات مسلحة “متشددة” تابعة لإيران، قتل خلالها 3 جنود أمريكيون وأصيب 24 آخرين، في هجوم يبدو أنه تخطى “الخطوط الحمراء” التي رسمتها واشنطن في وقت سابق، بإعلانها بأن أي خطر يهدد حياة جنودها في المنطقة سيواجه برد قاسي وفوري.

وفي الهجوم الذي يعتبر الـ159 على القوات الأمريكية في سوريا والعراق، منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ضد حركة حماس في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كشفت وكالة أنباء “أسوشيتد برس” تفاصيل بشأن القاعدة العسكرية، التي استهدفت ليل السبت بهجوم أدى إلى مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة العشرات، وسط تضارب عن موقعها الدقيق.

بايدن يحمل “وكلاء إيران” المسؤولية

ووقع الهجوم، الذي أعلن عنه الأحد، بطائرة مسيّرة على قاعدة شمال شرقي الأردن وفق واشنطن، وحمّل الرئيس الأميركي جو بايدن مسؤوليته لفصائل مدعومة من إيران وتوعد بالرد.

لكن عمان أكدت أن الهجوم وقع في قاعدة التنف وهي المنطقة المعرفة بالمنطقة 55 كيلومتر وتحوي أكبر قواعد الجيش الأمريكي ضمن الأراضي السورية على الحدود بين الأردن وسوريا والعراق، وأكدت عمان أن الهجوم وقع خارج حدود المملكة.

ما هي القاعدة المستهدفة ؟

ونقلت “أسوشيتد برس” عن مسؤول أميركي قوله إن “طائرة كبيرة من دون طيار” ضربت القاعدة.

وحدد مسؤولان أميركيان آخران القاعدة على أنها منشأة عسكرية في الأردن تعرف باسم “البرج 22” وتقع قرب الحدود السورية، وتستخدمها قوات أميركية في مهمة تقديم المشورة والمساعدة للقوات الأردنية.

وتضم المنشأة العسكرية الصغيرة قوات أميركية مختصة بالهندسة والطيران واللوجستيات والأمن، وفق المسؤولين.

يشار إلى أن “قاعدة “البرج 22” التي تم استهدافها على الحدود السورية الأردنية تبعد فقط 20 كيلومتراً عن قاعدة التنف للجيش الأمريكي وسط سوريا، وهي القاعدة التي سبق وأن تعرضت لعدد من الهجمات عبر الطائرات المسيرة، وتبنت فصائل مسلحة عراقية تطلق على نفسها اسم “المقاومة العراقية” عملية استهداف القاعدة، التي لم تسفر في هجماتها التي تقارب الـ20 عن أي خسائر بشرية أو إصابات، واقتصرت خسائرها على الماديات.

القاعدة المستهدفة تبعد 20 كم عن منطقة التنف في سوريا

ووفق التقارير الأمريكية، فإن قاعدة “البرج 22” هو مركز لوجستي بالغ الأهمية للقوات الأميركية في سوريا، بما في ذلك تلك المتمركزة في قاعدة التنف القريبة من تقاطع الحدود بين العراق وسوريا والأردن.

ووفق تقارير أمريكية، فإن الولايات المتحدة تحتفظ بـ 2900 جندي في قواعد عسكرية في الأردن، وفق ما نقلت عن وزارة الدفاع الأمريكية.

الأردن يصف الهجوم “بالإرهابي”.. ودعوات لضرب طهران

وكان الأردن دان الهجوم الذي وصفه “بالإرهابي” وقالت وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن المملكة “تدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف موقعا متقدما على الحدود مع سوريا، وأدى إلى مقتل 3 جنود أميركيين وجرح آخرين من القوات الأميركية”.

وحددت الوكالة مهمة هذه القوات، قائلة إنها “تتعاون مع الأردن في مواجهة خطر الإرهاب وتأمين الحدود”.

جاء ذلك بالتزامن مع تقارير إعلامية أكدت أن مجموعات مسلحة موالية لإيران أخلت معظم قواعدها ونقاطها العسكرية والتي تتمركز فيها في المناطق الشرقية السورية وغيرها، وذلك تحسباً من قصف أمريكي محتمل.

وسبق أن نفذت الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف الدولي عمليات قصف جوية على مواقع عسكرية تتبع للقوات الإيرانية والمجموعات المسلحة الموالية لها في شرق سوريا، وخاصة مدينتي الميادين والبوكمال.

وتصاعدت حدة المطالبات من الداخل الأمريكي، لإدارة الرئيس جو بايدن، بضرورة الرد بشكل سريع وحاسم وقوي على الجماعات المسلحة الموالية لإيران، مع دعوات لبعض الشخصيات السياسية من بينهم السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام، بضرب طهران هذه المرة.

ويأتي الهجوم الجديد، الذي أوقع هذه المرة خسائر في صفوف القوات الأمريكية بعد يومين من انتهاء الجولة الـ21 من اجتماعات مسار آستانا، بين روسيا وتركيا وإيران، حيث تكررت عبارة ضرورة رحيل القوات الأمريكية عن سوريا على لسان المسؤولين الروس والإيرانيين.

إعداد: علي إبراهيم