أوغاريت بوست (السويداء) – كشفت مصادر عن وصول ما لا يقل عن 45 شاباً سورياً غالبيتهم من محافظة السويداء إلى إحدى المقاطعات الأوكرانية التي ضمتها روسيا خلال الحرب الأخيرة.
ونقل موقع “الراصد” المحلي عن مصادر وصفها بالخاصة إن جميع الذين سافروا إلى روسيا عن طريق سمسار من السويداء ذهبوا بكامل إرادتهم بعد أن أوهمهم السمسار والشبكة التي استلمتهم لاحقاً بأنهم ذاهبون إلى شركة خاصة كمدنيين لحراسة مناجم ألماس وذهب في مقاطعة روسية تدعى “ياقوتيا” أو “ياكونسيك”, حيث يحصلون من خلال هذا العمل على راتب مقطوع يبلغ 2000 دولار أمريكي مع امتيازات أخرى، منها الجنسية الروسية وكل ما يترتب عليها من حقوق.
وأكدت المصادر أن السمسار “و. الدمشقي” كان قد تقاضى مبلغ مليون ونصف الليرة من كل شخص قام بالسفر، حيث تم السفر من مطار اللاذقية ووصلوا في رحلتهم إلى “ياقوتيا” وباتوا بعهدة المترجم الدكتور “أكرم ديب طراف” المسؤول المباشر على استقدام العمالة بحسب ما أبلغوهم هناك. وأوضحت المصادر إن الدفعة الأولى كانت 45 شاباً منهم ما لا يقل عن 30 شاباً مصابين بأمراض أو من أصحاب الإصابات سابقاً، وقد تم اختيارهم بالرغم أنهم خضعوا لفحص طبي من أجل الحصول على الجنسية الروسية، وتوقيع العقود.
وفي اتصال مع أحد الشبان الذين وصلوا بالفعل إلى روسيا، قال إنهم وقعوا على عقود لا يعرفون ماهيتها لجهلهم باللغة الروسية، ولثقتهم بالمترجم “طراف”، حيث وجدوا في المكان الذي وصلوا إليه 10 أشخاص قبلهم، فمكثوا في ياقوتيا 15 يوماً قبل أن يقوموا بنقلهم بالطيران مدة ساعتين ونصف إلى منطقة أخرى تدعى “أولان أودي”، حيث اكتشفوا عقب نزولهم أنها فوج دبابات للجيش الروسي، وعندها تيقنوا أنهم وقعوا بالفخ وراحوا يحاولون معرفة ما وقعوا عليه من عقود، ويطالبون من استقدمهم بالحقيقة، وبإعادتهم إلى سوريا لأنهم جاؤوا للعمل بصفة مدنية كحراس في مناجم، وليس للقتال في أوكرانيا.
لكن بحسب ما ذكره الشاب أن الأشخاص الذين شرحوا لهم حالتهم هناك كانوا يضحكون عندما يقولون لهم أنهم حراس مناجم ذهب وألماس.
دوأضاف إن وعود وصلتهم بإيقاف رحلات التجنيد إلى هنا، والمساعدة بحل قضيتهم، فيما كان “طراف” غير مهتم إلا بعمولته، علماً أنهم استلموا جواز سفر روسي داخلي فقط، وتم الاحتفاظ بالجواز السوري.
وأوضح الشاب الذي تحدث نيابة عن الشبان هناك أن المجموعة تم نقلها إلى منطقة داخل الأراضي الأوكرانية تدعى “يالطا”، وهي من المناطق التي ضمتها روسيا خلال الحرب، وهو يعني أنهم ذاهبون بالفعل إلى القتال، واستلموا “دفتر خدمة عسكرية” باعتبارهم من الجنسية الروسية.
وقال موقع “الراصد” إنه حصل على تسجيل صوتي قام بإرساله اليوم الجمعة أحد المندوبين، يعلن فيه عدم معرفته بالحقيقة إلا اليوم، مؤكداً أنه سوف يتواصل مع الشخص الرئيسي في ترتيب هذه العملية والذي يعمل في السفارة الروسية بدمشق، وأنه لن يسكت على هذه الخديعة، فيما عاد وطلب من الشباب التريث وعدم التسرع، لعل الروس يضعونهم في الخطوط الخلفية.