أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يمكن اعتبار الجولة الـ21 من مسار آستانا، والتي انعقدت على مدار اليومين الماضيين كسابقاتها من الجولات الـ20 التي مضت، مع استمرار تأكيد الأطراف الضامنة على “التهدئة وخفض التصعيد في إدلب” وما يتعلق “باحترام السيادة السورية ووحدة أراضيها” و “العودة الطوعية للاجئين السوريين” و “محاربة الأجندات الانفصالية” في إشارة إلى الإدارة الذاتية في الشمال الشرقي السوري.
بيان آستانا لم يتطرق لتدمير البنى التحتية السورية من قبل تركيا
وتأتي هذه الجولة الجديدة على وقع تصعيد عسكري تركي طال البنى التحتية في شمال شرقي سوريا، دمرت الطائرات الحربية والمسيرة التركية خلالها 90 بالمئة من محطات الطاقة والغاز والمياه وآبار النفط ومستشفيات ونقاط طبية ومصانع ومعامل، وأسفرت أيضاً عن فقدان وإصابة العشرات من المواطنين السوريين، إلا أن البيان الختامي لم يذكر هذه الهجمات على الإطلاق ولم يتطرق الحضور إليها ولو حتى بكلمة واحدة.
إضافة إلى ما تشهده منطقة “خفض التصعيد” في الشمال الغربي، والقصف العنيف لقوات الحكومة السورية واستخدامها خلال الفترة الماضية قنابل الفوسفور الأبيض، المحرمة دولياً، والغارات الجوية الروسية التي طالت الأحياء السكنية في إدلب ومناطق أخرى في ريفها، أسفرت عن وقوع عشرات الضحايا من المدنيين والإصابات، هذه أيضاً لم يتم التطرق إليها خلال الاجتماعات بين هذه الأطراف، فقط بذكر “بضرورة الحفاظ على الهدوء وخفض التصعيد شمال غرب سوريا”.
“الحفاظ على الهدوء في إدلب و عودة اللاجئين”
وجاء البيان الختامي لدول مسار آستانا “ضرورة العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم بإشراف الأمم المتحدة”، وأهمية “الحفاظ على وقف إطلاق النار في إدلب شمالي البلاد”، وتمت الإشارة إلى أنه تم البحث في “خفض التصعيد في إدلب وضرورة الحفاظ على الهدوء”.
كما جاء في البيان الختامي أن الأطراف الضامنة والمشاركة سيواصلون “التصدي للمخططات الانفصالية في سوريا” في إشارة إلى الإدارة الذاتية في الشمال الشرقي، إضافة إلى التأكيد على “ضرورة زيادة المساعدات للسوريين في كل أرجاء البلاد”.
دعم “اللجنة الدستورية”.. و “الصلح بين أنقرة ودمشق”
وجددت الأطراف المشاركة دعمها لمهمة المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، بعمل “اللجنة الدستورية” من خلال التفاعل المستمر مع أطرافها السورية والمبعوث الأممي.
كما شدد المشاركون على أهمية مواصلة الجهود لإعادة العلاقات بين تركيا والحكومة السورية على أساس “الاحترام المتبادل وحسن الجوار” بين الطرفين. وجددت الدول الضامنة تصميمها على متابعة العمل المشترك لمكافحة “الإرهاب”.
وفي وقت تم التغاضي عن الهجمات التركية الممنهجة على البنى التحتية في شمال شرقي سوريا، دان البيان الختامي لمسار آستانا، الهجمات الإسرائيلية ضد سوريا، واعتبرتها انتهاكاً للقانون الدولي وسيادة سوريا، كما حذر من التأثير السلبي على سوريا من جراء تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والحرب في غزة.
“جولة نتائجها كانت معقولة”
ونقلت وسائل إعلامية معارضة عن “رئيس وفد المعارضة السورية” أحمد طعمة، وصفه لنتائج اليوم الأول للجولة الـ21 بأنها “كانت معقولة”، وأضاف أنهم سيعملون على خفض التصعيد في إدلب والعودة إلى تثبيت نقاط التماس والالتزام بوقف إطلاق النار، والتوقف عن الانتهاكات الصارخة التي يقوم بها نظام الإبادة السوري”. حسب وصفه.
وذكر طعمة أن النقطة الثانية التي طرحها وفد المعارضة وسيعمل على طرحها، هي مسألة استئناف أعمال اللجنة الدستورية السورية، حيث تحرص الأمم المتحدة على ذلك.
وناقشت الأطراف مسألة الإفراج عن المعتقلين، وبحسب طعمة، فإن المشكلة تكمن في أن النظام السوري لا يريد أن يتقدم في هذا الموضوع.
“أنقرة لا تتوقع الكثير في إطار الصلح مع دمشق”
بدوره قال نائب وزير الخارجية التركي، أحمد يلدرم، أنه لا يمكن الجزم فيما يتعلق بالتطبيع مع دمشق، وأنه لا يتوقع الكثير في هذا الملف.
وفي مقابلة مع “تلفزيون سوريا” أضاف يلدرم، من العاصمة الكازاخية، نور السلطان، “أن بلاده لن تتخلى عن المطالب المشروعة للشعب السوري والمعارضة”.
موسكو تتهم واشنطن “بزعزعة الاستقرار ودعم الانفصال”
بدوره اعتبر الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، أن الولايات المتحدة هي السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في سوريا وذلك عبر ما وصفه “بتواجدها العسكري غير الشرعي”، ودعمها “التنظيمات الإرهابية والمجموعات الانفصالية”. حسب قوله.
وفي مؤتمر صحفي في ختام اجتماعات آستانا، قال أن الوفود أجرت مشاورات مكثفة حول الوضع في سوريا والإجراءات القسرية التي تفرضها الولايات المتحدة والغرب مع “مواجهة الأجندات الانفصالية المدعومة أمريكياً”.
وأضاف أن الدول الضامنة متفقة على “أن الوجود الأمريكي في الجزيرة السورية والتنف هو سبب رئيسي لعدم استقرار سوريا” على حد وصفه، مشيراً إلى دعم واشنطن “لداعش” وهذا “أمر لا يمكن قبوله”، مع الإشارة إلى أن الأطراف المشاركة موافقة على “مكافحة الإرهاب على كامل الأراضي السورية ووحدتها”.
ولفت إلى أن الهجمات الإسرائيلية “انتهاك سافر للقواعد والقوانين الدولية”، ودعا المجتمع الدولي للعمل على وضع حد لها، ووقف الحرب في غزة و تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض حتى لا تنفجر الأوضاع في المنطقة.
وقرر المشاركون في الجولة الـ21، أن تقعد الجولة القادمة من المباحثات في النصف الثاني من العام الحالي.
إعداد: علي إبراهيم