دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تركيا تستأنف “قصفها الجوي” على الشمال الشرقي.. ورايس ووتش تسلط الضوء على “تدمير البنية التحتية”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تشهد المناطق الشمالية الشرقية السورية ضمن مناطق “الإدارة الذاتية” تجدداً لعمليات القصف التركية عبر الطائرات الحربية والمسيرة، والتي تطال ما تبقى من البنى التحتية والمنشآت والمرافق الحيوية، في استهداف مباشر لسبل عيش أكثر من 5 ملايين نسمة يعيشون في هذه المناطق، وذلك بعد جولة من التصعيد العسكري التركي أواخر العام الماضي.

بعد تقرير دولي حول “تدمير البنى التحتية”.. تركيا تستأنف قصفها الجوي

يأتي ذلك في وقت أصدرت منظمة “هيومن رايس ووتش” تقريراً سلطت الضوء فيه على عمليات القصف التركية الجوية التي طالت البنى التحتية من آبار نفطية ومحطات توليد الطاقة الكهربائية وضخ المياه والمستشفيات والمدارس والمصانع وشركات الإنشاءات، إضافة لنقاط أمنية المتمركزة على الطرقات الرئيسية ما بين المدن، وأشار التقرير إلى أن أنقرة تنتهج “سياسة تدمير البنى التحتية” في هذه المناطق.

وخلال ساعات المساء من يوم الجمعة، بدأت تركيا بجولة قصف جديدة طالت مدن القحطانية (تربسبيه) و المالكية “ديرك” و رميلان في ريف مدينة القامشلي الشرقي، حيث طال القصف محطات وقود آبار نفطية، دون أي معلومات إضافية حتى ساعة إعداد هذا التقرير، فجر السبت.

وقالت مصادر إعلامية محلية، فجر السبت، بأن الطائرات الحربية التركية شنت غارات جوية طالت منطقة القحطانية بريف مدينة القامشلي الشرقي، إضافة إلى مدينة المالكية “ديرك” و رميلان.

ووفق المصادر فإن الغارات الجوية الجديدة طالت محطة هودا ومحطة زارب بريف مدينة القامشلي الشرقي، دون معلومات عن خسائر بشرية أو إصابات.

استهداف مباشر لسبل عيش ملايين السوريين

وتأتي عمليات القصف الجوي التركي بعد سلسلة ضربات جوية نفذتها طائرات حربية ومسيرة طالت البنى التحتية والمنشآت والمرافق العامة ومصانع وشركات ومعامل وصوامع حبوب، إضافة لنقاط عسكرية وأمنية، في مناطق الشمال الشرقي، أسفرت عن خسائر مادية كبيرة، وفقدان العديد من المواطنين حياتهم من بينهم نساء، في الفترة الممتدة ما بين الـ23 إلى الـ26 من كانون الأول/ديسمبر المنصرم.

وسبق أن أعلنت تركيا في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عن “عملية عسكرية جوية” طالت البنى التحتية في مناطق شمال شرقي سوريا، أسفرت عن تدمير أكثر من 80 بالمئة، وخسائر مادية قدرت بنحو 60 مليون دولار أمريكي، مع فقدان وإصابة العشرات من المدنيين، وهو ما أسفر أيضاً عن خلق أزمات جديدة وتفاقمها، خاصة في إطار التيار الكهربائي، وخروج مراكز صحية وطبية عن الخدمة، كمصنع الأوكسجين الوحيد في المنطقة، و مركز غسيل الكلى، الأمر الذي أثر سلباً على عمل المستشفيات والمرضى.

“رايس ووتش: تركيا تدمر البنى التحتية في شمال شرق سوريا”

منظمة “هيومن رايس ووتش” سلطت الضوء على عمليات تركيا الجوية على البنى التحتية في الشمال الشرقي السورية، وقالت في تقريرها لعام 2023، أن “تركيا تدمر البنى التحتية في شمال شرق سوريا” بشكل غير قانوني.

وفي وقت تعاني تلك المناطق من أزمات إنسانية واقتصادية مثلها كمثل المناطق السورية الأخرى، حيث يواجه السوريون أوضاعاً إنسانية صعبة جراء استمرار الصراع على السلطة منذ أكثر من 12 عام، قالت “رايس ووتش” أن “المدنيين في سوريا تعرضوا خلال 2023 لانتهاكات جسيمة قامت بها الدولة التركية” وذلك في وقت تعاني البلاد أصلاً من أزمة اقتصادية حادة، ووصول نسبة من يعيش تحت خط الفقر إلى أكثر من 90 بالمئة.

“سوريا غير آمنة”.. و “تركيا تصعد عسكرياً”

وجاء في التقرير، أن سوريا لاتزال غير آمنة والأعمال القتالية فيها ترتفع، فيما تقوم تركيا بتصعيد الأوضاع عبر شنها لغارات جوية على البنى التحتية في الشمال الشرقي، بالتزامن مع عمليات ترحيل اللاجئين السوريين بطرق غير قانونية وبشكل واسع، والذين يتم إرسالهم إلى مناطق غير آمنة في الشمال.

وطالبت نائب مديرة الشرق الأوسط في منظمة “هيومن رايتس ووتش” آدم كوغل، تركيا بالكف عن عمليات ترحيل السوريين خاصة في ظل التصعيد العسكري من قبل أنقرة، والأزمة الاقتصادية المتفاقمة، وما خلفه الزلزال المدمر الذي ضرب شمال البلاد في شباط/فبراير الماضي، وأشار المسؤول في المنظمة أنه يجب على أي دولة تحتضن السوريين بترحيلهم في ظل الظروف غير الآمنة التي تعيشها البلاد.

وأشار تقرير المنظمة الدولية إلى أن القوات المسلحة التركية كثفت من هجماتها الجوية على مناطق شمال شرق سوريا، وهو ما أدى لتدمير البنية التحتية الحيوية وانقطاع المياه والكهرباء عن ملايين الأشخاص.

“قطع المياه عن مليون ونصف المليون إنسان في الحسكة”

ومنذ سنوات تنتهج السلطات التركية “سياسة التعطيش” لأكثر من مليون ونصف المليون نسمة يعيشون في مدينة الحسكة وضواحيها، عبر قطع مياه الشرب من محطة علوك بريف رأس العين، وهو المصدر الوحيد المغذي لمدينة الحسكة بمياه الشرب، وهو ما سلطت المنظمة الدولية الضوء عليه، وطالبت أنقرة بالكف عن هذه السياسة.

كما أقدمت القوات التركية باستهداف خطوط التيار الكهربائي ومحطات تغذية محطة علوك بالكهرباء في منطقة الدرباسية خلال هجماتها الجوية الشهر المنصرم، وهو ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن المئات من القرى والمناطق السكنية، إضافة إلى تضرر خطوط الطاقة التي تغذي المحطة بالتيار وخروجها عن الخدمة، وهو ما أدى لانقطاع مستمر لمياه الشرب عن مدينة الحسكة.

إعداد: ربى نجار