أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تصاعدت حدة عمليات القصف بين أطراف الصراع على الأرض في الشمال السوري بشقيه، الشمالي الغربي والشمالي الشرقي، مع تطور في الأسلحة المستخدمة خاصة في منطقة “خفض التصعيد” وشمولها “الأسلحة المحرمة دولياً” التي استهدفت الأحياء السكنية لمدينة إدلب، مع مخاوف جدية من تصاعد العنف من قبل الأهالي وتطور الأحداث لتصل إلى عملية عسكرية جديدة.
وتشهد منطقة “خفض التصعيد” تزايداً ملحوظاً في عمليات العنف والقصف المدفعي والصاروخي من قبل قوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لها من جهة و فصائل المعارضة المسلحة بمختلف مسمياتها و “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” من جهة أخرى، فيما لايزال المواطن السوري هو من يدفع ثمن استمرار الحرب في بلاده وغياب الحلول السياسية فيها.
توسع القصف على “خفض التصعيد”
وخلال الساعات الـ48 الماضية، تبادل طرفي الصراع في تلك المناطق عمليات القصف، حيث قتل عنصران من قوات الحكومة السورية إثر قصف لعناصر من “تحرير الشام” على مواقع تحصنهم بريف حلب الغربي، ضمن منطقة “خفض التصعيد”.
وقصفت قوات الحكومة السورية بالصواريخ المحملة بالقنابل العنقودية الحارقة “المحرمة دولياً” أحياء في مدينة إدلب، مما أدى إلى وقوع أضرار مادية كبيرة، مع إصابة 5 مدنيين بينهم طفلان بجراح متفاوتة الخطورة، جراء قصف مدفعي آخر طال المسجد الكبير الأثري ومنطقة السوق بالقرب من المدرسة الثانوية في بلدة سرمين شرقي إدلب.
وقصفت قوات الحكومة السورية أيضاً قريتي سفوهن والبارة بجبل الزاوية، وقريتي كفرعمة وكفرتعال غربي حلب، ومحاور كبانة بجبل الأكراد شمالي اللاذقية، وبصواريخ شديدة الانفجار محور قريتي السرمانية بريف حماة، والشيخ سنديان بريف إدلب.
القوات التركية تستهدف نقاط عسكرية سورية
بدورها قصفت القوات التركية المتمركزة في منطقة “خفض التصعيد” بالصواريخ، مواقع عسكرية لقوات الحكومة السورية في سراقب وخان السبل قرب طريق دمشق -حلب “m5”.
واستهدفت “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” بقذائف الهاون تلك الملك شمالي اللاذقية، مع قصف فصيل “أنصار التوحيد” الجهادي بقذائف الهاون قرية الملاجة بجبل الزاوية جنوبي إدلب، واقتصرت الأضرار على الماديات، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية في سماء جبل الزاوية وجبل الأكراد وسهل الغاب.
مخاوف من توسع القصف و “عملية عسكرية”
وبدأت مخاوف الأوساط الشعبية بالتزايد مع تزايد عمليات القصف وتوسعها، واستخدام “الأسلحة المحرمة دولياً” مع عمليات الاستهداف التي تطال الأحياء المدنية والمناطق السكنية والأسواق والمرافق الحيوية، وهو ما قد يدل على أن هناك عمليات عسكرية ربما تقوم بها قوات الحكومة السورية وروسيا، خاصة مع انشغال العالم في حرب غزة بين إسرائيل وحركة حماس.
وفي السياق، قالت منظمة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” في آخر بيان لها، إنّ طفلة قُتلت السبت، وأُصيبت امرأة بجروح، في حصيلة غير نهائية للقصف المدفعي لقوات الحكومة السورية على الأحياء السكنية في مدينة إدلب.
قصف طال 20 بلدة وقرية خلال ساعتين
وفيما يتعلق بالتصعيد العسكري، أكد فريق منسقو استجابة سورية، أن 20 بلدة وقرية تعرضت للقصف خلال أقل من ساعتين، وذلك في بيان صدر السبت، وقال الفريق إن قصفاً أيضاً تسبب بسقوط ضحايا في مدينة إدلب، وحذر من خطورة “التقاعس والتباطؤ في دعم ومساندة السكان المدنيين في المنطقة”، وأشار البيان إلى أن “ما سيحدث من تبعات كارثية على مستوى العمليات الإنسانية في المنطقة”.
استمرار القصف التركي على الشمال الشرقي
أما في المنطقة الشمالية الشرقية، فيمكن اعتبارها أقل عنفاً نسبياً من جارتها الشمالية الغربية، حيث لاتزال القوات التركية تقصف بين الحين والآخر عبر الطائرات المسيرة والمدافع والصواريخ المناطق السكنية والمدنية، وهو ما يؤدي أيضاً لخسائر بشرية وإصابات بين المدنيين.
وشهدت هذه المنطقة خلال الفترة الممتدة ما بين الـ23 إلى الـ26 من كانون الأول/ديسمبر الماضي، عمليات قصف جوية تركية عنيفة طالت البنى التحتية والمرافق والمنشآت الحيوية، وأدت لدمار كبير فيها، مع فقدان العديد من المدنيين حياتهم، بينهم نساء وأطفال.
سبق ذلك “عملية عسكرية جوية تركية” أعلنت عنها أنقرة استمرت أياماً، طالت أيضاً البنى التحتية، من آبار نفطية ومحطات توليد الطاقة الكهربائية وضخ المياه والمستشفيات والمدارس، وكانت أشمل من التي حصلت الشهر الماضي، حيث قدرت الإدارة الذاتية حينها الخسائر بعشرات الملايين من الدولارات، مع فقدان أكثر من 50 شخصاً حياتهم أغلبهم مدنيون، وهو ما أثر على مستوى الخدمات المقدمة لأكثر من 5 ملايين يعيشون في تلك المناطق.
إعداد: علي إبراهيم