أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تستمر تداعيات الحرب في غزة التي دخلت يومها الـ93 على سوريا، مع تزايد احتمال أن تتصاعد حدة التوتر الأمني وعمليات الاستهداف التي تقوم بها مجموعات مسلحة تتهم واشنطن إيران بدعمها؛ لاستهداف قواعد التحالف الدولي، إضافة للضربات التي تقوم بها القوات الأمريكية والإسرائيلية على مواقع إيرانية في سوريا.
استهداف قافلة أسلحة دخلت سوريا من العراق
وفي تطور عسكري جديد، تعرضت قافلة أسلحة دخلت الأراضي السورية قادمة من الأراضي العراقية لقصف بطائرة مسيرة قيل إنها تابعة للقوات الأمريكية، واستهدفت “شاحنة واحدة” (براد) تابعة للمجموعات المسلحة الموالية لإيران في ريف مدينة البوكمال شرق دير الزور، كانت تحمل أسلحة وذخائر.
تلا ذلك إعلان الفصائل المسلحة العراقية التي تطلق على نفسها اسم “المقاومة” بقصف إحدى أكبر القواعد الأمريكية في سوريا، حقل العمر النفطي، إضافة لقاعدة “قسرك” بريفي دير الزور والحسكة، سبقتها عمليات قصف طالت قاعدة “التنف” ببادية حمص ضمن منطقة الـ55 كليومتر.
ووفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عملية استهداف الشاحنة المحملة بالأسلحة والذخائر أسفرت عن إصابات في صفوف المجموعات المسلحة الموالية لإيران.
وأوضح المرصد أن “الاستهداف حصل على طريق بلدة الغبرة – مطار الحمدان بريف البوكمال شرقي دير الزور، بعد عبور الشاحنة الأراضي العراقية باتجاه الداخل السوري”، ولفت المرصد إلى أن “الأشخاص المصابين جرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، وسط استنفار أمني كثيف من قبل المجموعات المسلحة الموالية لإيران”.
“المقاومة” تقصف قواعد التحالف شرق ووسط سوريا
تلا ذلك إعلان الفصائل المسلحة العراقية في بيان الأحد، استهداف قاعدتين إسرائيلية وأميركية في الجولان والحسكة جنوب وشمال شرق سوريا، وجاء في البيان “استهدفنا بطائرة مسيَّرة قاعدة قسرك للقوات الأميركية بالحسكة شمال شرقي سوريا”، وأضافت: “استهدفنا قاعدة للعدو الصهيوني في الجولان المحتل بطائرة مسيَّرة”.
وللقوات الإيرانية مجموعات مسلحة من جنسيات مختلفة منها، عراقية وسورية وإيرانية وأفغانية وغيرها من الجنسيات، تنشط في شرق سوريا، خصوصاً في مدينتي البوكمال والميادين.
“15 ألف مقاتل موالي لإيران شرق دير الزور”
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن أعداد تلك المجموعات تصل إلى أكثر من 15 ألف مقاتل، وسبق وأن تلقت العشرات من الضربات الجوية والبرية من قبل القوات الأمريكية والتحالف، رداً على عمليات قصف نفذتها على قواعد عسكرية في ريفي الحسكة ودير الزور، وذلك تحت مسمى “نصرة غزة”.
وتنتشر ميليشيات إيرانية وأخرى عراقية ومجموعات موالية لطهران، بينها «حزب الله» اللبناني في منطقة واسعة بريف دير الزور الشرقي، خصوصاً بين مدينتي البوكمال والميادين. ويقدر المرصد عدد أفراد تلك المجموعات بنحو 15 ألف مقاتل. وأفادت وزارة الدفاع السورية من جهتها، عن ضربات أخرى طالت مواقع في المحافظة ذاتها.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال العام الفائت 2023، 70 هجوم على القواعد الأمريكية وللتحالف الدولي في سوريا، قابله 89 استهداف إسرائيلي وأمريكي على مواقع ونقاط وقواعد عسكرية إيرانية في مختلف المناطق السورية، قتل خلالها 226 باستهدافات جوية وبرية.
العراق يخشى الحرب.. السوداني يضع جدول زمني لانسحاب التحالف
وتأتي الضربة الأمريكية على المجموعات المسلحة الموالية لإيران، بعد أن أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، السبت، عن بدء العد التنازلي للتحالف الدولي في العراق، والذي يحتفظ بـ2500 جندي في إطار الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي ضمن التحالف الدولي الذي شكل في 2014.
وأعلن السوداني تفعيل اللجنة الثنائية بين بغداد وواشنطن الخاصة بتحديد التعامل مع التحالف الدولي في العراق، فإنه لم يصدر عن الولايات المتحدة أي رد فعل أو توضيح بشأن ما إذا كانت قد تلقت إشعاراً أو طلباً من العراق بهذا الخصوص.
إلى ذلك، اتهم رئيس أركان الجيش العراقي السابق عثمان الغانمي، الأحد، التحالف الدولي، “بزرع الفساد” في المؤسسة العسكرية العراقية، وقال الغانمي، أن “التحالف الدولي هي الجهة التي أدخلت الفساد إلى المؤسسة العسكرية العراقية”.
وتتزايد المخاوف الإقليمية والدولية من أن تؤدي عمليات القصف المتبادلة بين قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من جهة والمجموعات المسلحة الموالية لإيران، بمختلف مسمياتها وجنسياتها من جهة أخرى، لإشعال حرب جديدة في سوريا أو لبنان، خاصة بعد مع تزايد عمليات القصف الأمريكية والإسرائيلية على نقاط وقواعد عسكرية تتمركز فيها هذه القوات في سوريا والعراق.
إعداد: ربى نجار