أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تشهد المنطقة الحدودية ما بين سوريا والأردن التي تمتد عبر ما يقارب الـ400 كيلومتر، نشاطاً كبيراً في تجارة تهريب المخدرات العابرة للحدود، تطورت فيما بعد إلى تجارة وتهريب الأسلحة وبطرق عدة منها عبر الطائرات المسيرة، من قبل مجموعات مسلحة تدار من أطراف سورية، وفق تصريحات أردنية، تقف ورائها جهات عسكرية في قوات الحكومة السورية.
تجارة المخدرات العابرة للحدود خطر على الأمن القومي الأردني
وتخشى المملكة الأردنية على أمنها القومي جراء تحول أراضيها لطريق عبور تجارة المخدرات هذه، مع عمليات تهريب الأسلحة القادمة من الداخل السوري، وعليه هددت عمان مرات عدة بإجراءات عسكرية ضد هذه الجهات التي تقوم بعمليات تهريب في وقت لا تستطيع الحكومة السورية أو لا تريد أو تتجاهل هذه العمليات، وهو ما لا يرضي الأردن والدول العربية.
عصابات التهريب وخلال السنوات الماضية، انتهجت الكثير من الطرق والوسائل لتهريب الممنوعات عبر الحدود إلى الأردن، واستطاعت القوات المسلحة الأردنية مواجهتها؛ والحد بشكل كبير من نشاط هذه التجارة العابرة للحدود، فيما قامت القوات المسلحة الأردنية بتعزيز إجراءاتها الأمنية والعسكرية على الحدود لمواجهة عمليات التهريب هذه.
غارات جوية أردنية على جنوب سوريا
وفي الـ5 من شهر كانون الثاني/ديسمبر الجاري، شنت طائرة حربية أردنية منزل تاجر مواد مخدرة في ريف محافظة السويداء جنوب البلاد، وفي التفاصيل، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن منزل التاجر تدمر بشكل كبير، نتيجة الغارة الجوية لسلاح الجو الأردني في بلدة الشعاب بريف السويداء.
وأشار المرصد السوري إلى أن طائرة حربية يرجح أنها أردنية نفذت غارتين على مواقع في ريف صلخد بمحافظة السويداء، حيث دوى انفجارين على الأقل في قرية أم الرمان، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن.
استياء شعبي من الضربات الجوية بعد فقدان مدني حياته
الضربات الجوية الأردنية أسفرت عن فقدان مواطن حياته يعمل كحارس في بئر ماء في قرية أم الرمان جنوب السويداء، وذلك خلال تواجده على رأس عمله، وهو أب لطفلين ولم ينخرط بأي عمل مرتبط بالتهريب، وسط حالة استياء شعبي كبيرة من أهالي القرية بسبب الغارات الجوية الأردنية التي تطال مناطق مأهولة بالسكان.
وتعتبر هذه الغارة الثانية من نوعها التي يتعرض فيها بئر الماء لغارة جوية أردنية، حيث كانت الغارة الأولى في 18 كانون الأول الفائت، في قرية المتاعية بريف درعا.
خسائر بشرية بالغارات الأردنية جنوب سوريا
ونفذ الطيران الحربي الأردني، في 18 كانون الأول، غارات جوية استهدفت مزرعة في بلدة ذيبين بريف السويداء الجنوبي، بالقرب من الحدود السورية الأردنية، ما أدى إلى تدمير المزرعة بشكل كامل، ومقتل 4 أشخاص بينهم سيدة وطفلين،
وقتل شخص آخر في الغارات الجوية الأردنية طالت مزرعة فيصل السعدي بالقرب من مدينة صلخد بريف السويداء، حيث جاءت هذه الغارات بعد إعلان الجيش الأردني اعتقال مجموعة من المهربين ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة خلال محاولتهم الدخول إلى الأراضي الأردنية قادمين من الداخل السوري.
أطراف عدة تدعم تهريب المخدرات العابرة للحدود
وتعد المنطقة الجنوبية السورية على الحدود مع الأردن، منطقة نشطة لتهريب المواد المخدرة من قبل جماعات مسلحة، تقول الأطراف الإقليمية والدولية إنها مرتبطة بإيران وحزب الله اللبناني وتحصل على دعم كامل من قبل الفرقة الرابعة التابعة لقوات الحكومة السورية، حيث يجري نشر هذه المواد في الأردن ومنها يتم تهريبها لدول الخليج.
وكانت تقارير إعلامية أردنية أفادت بوقوع اشتباكات بين الجيش الأردني ومجموعة مسلحة كبيرة من المهربين فجر السبت، حاولت تهريب مواد مخدرة من الأراضي السورية إلى الأردنية.
الجيش الأردني يشتبك مع مهربين شمال البلاد
فيما أعلن الجيش الأردني في بيان له بوقت لاحق من يوم السبت، مقتل عدد كبير من مهربي المخدرات والأسلحة أثناء محاولة عبورهم الحدود، ولفت في بيانه أن اشتباكات عنيفة دارت بين حرس الحدود الأردني والمجموعة المسلحة الذين حاولوا التسلل إلى الأردن قادمين من الأراضي السورية. وفق وكالة رويترز.
وسبق أن أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن عمليات تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن ارتفع بعد محادثات التطبيع العربي التي حدثت في جدة وعمان مع الحكومة السورية، وشدد أن بلاده ستفعل ما بوسعها لحماية أمنها القومي، مشيراً إلى أنه مع استمرار الحرب في سوريا باتت الحكومة لا تسيطر على كامل أراضيها.
وكانت اللجنة المشتركة بين الأردن والحكومة السورية للتعاون في مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود السورية إلى الأردن، عقدت اجتماعها الأول، تنفيذاً لمخرجات اجتماع عمان التشاوري في الأول من أيار / مايو عام 2023، فيما علقت المحادثات بين دمشق والأطراف العربية بعد عدم قيامها بالتزاماتها بما يخص بنود التطبيع العربي، وخطط مواجهة عمليات التهريب العابرة للحدود.
إعداد: علي إبراهيم