دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

خطاب نصر الله يشير إلى أن حزب الله غير مهتم بالتصعيد على الحدود اللبنانية

بعد شهرين تقريباً من الصمت، أشار نصر الله، في خطاب ألقاه في 3 كانون الثاني بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال قاسم سليماني، إلى تطورات الحرب في غزة. لقد كان خطابا منضبطا ومبررا، ويمكن أن نفهم أن نصر الله غير معني بالحرب في هذه المرحلة. وكان من أبرز تصريحاته:

رغبته في ردع القيادة الإسرائيلية عن بدء حرب واسعة النطاق، مع التحذير من الرد القاسي المتوقع من حزب الله إذا اختارت إسرائيل الدخول في حرب، وتسليط الضوء على تصميم المنظمة على استخدام جميع الوسائل العديدة المتاحة لها.

وعوده بالرد على مقتل العاروري في بيروت، وهو ما نسبه إلى إسرائيل. وهذا يشكل، بحسب نصر الله، جريمة لا تغتفر، خاصة عندما تتم في لبنان. إلا أنه لم يلتزم بوقت وطبيعة الرد.

حاجته إلى تبرير الانضمام إلى القتال من أجل تهدئة الشعب اللبناني الذي يعارضه، من خلال التأكيد على أن حزب الله، باعتباره المدافع عن لبنان، يخدم مصالح شعبه. وبالفعل فإن التنظيم يخوض “قتالاً مدروساً” حتى لا يوسع حدود الحملة ويدفع ثمناً باهظاً في ظل خسارة الكثير من عناصره.

تسليط الضوء على إنجازات حماس في 7 تشرين الأول وإنجازات “جبهة المقاومة”، بدعوى أنها تنتصر في المعركة، بينما تتعثر إسرائيل وتفشل في تحقيق أهداف الحرب. وزعم أن إسرائيل تكبدت خسائر فادحة لكنها أخفتها عن الجمهور.

سعيه للتأثير على الروح المعنوية في إسرائيل، يعرض قائمة طويلة من نقاط ضعفها: انهيار الردع؛ الإضرار بالاستخبارات والتفوق الجوي؛ عدم القدرة على تحقيق نصر سريع. عودة القضية الفلسطينية إلى الأجندة الدولية. فشل جهود التطبيع؛ والضرر الجسيم الذي لحق بصورة إسرائيل الدولية ووقف الدعم لإسرائيل؛ والضعف الداخلي (فقدان ثقة الجمهور في القيادة، والانقسامات، وانعدام الأمن الشخصي بين السكان، والصعوبات الاقتصادية، وإخلاء المجتمعات الحدودية، ورغبة العديد من الإسرائيليين في مغادرة البلاد).

جهد كبير لتبرئة إيران من المسؤولية عن تفعيل عناصر “جبهة المقاومة” التي اختارت الانضمام إلى حماس (حزب الله، والميليشيات الشيعية في العراق وسوريا، والحوثيين). وبحسب نصر الله، فإن إيران تساعد وتدعم هذه العناصر (مساعدات مالية، أسلحة، تدريب، استشارات استراتيجية)، لكنها تتمتع بحرية القرار وتتصرف باستقلالية تامة.

خلاصة القول، لقد حاول نصر الله في خطابه المبالغة في إنجازات حماس وحزب الله، بينما تجاهل نجاحات إسرائيل في القتال وحاول زرع الذعر بين السكان الإسرائيليين. لكنه كشف في الواقع عن الصعوبات التي يواجهها نتيجة نتائج الحملة على الحدود اللبنانية (إنجازات قليلة وخسائر فادحة)، والضغوط الداخلية والدولية التي تمارس عليه، والرغبة في تجنب توسيع الحرب. وهو يسعى في الوقت نفسه إلى إبعاد المسؤولية عنه في حال حدوث المزيد من التصعيد.

المصدر: معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي

ترجمة: أوغاريت بوست