أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد نحو أسبوع من تصعيد عسكري كان الأعنف في ريف حلب الغربي ضمن منطقة “خفض التصعيد” من خلال حملة قصف مكثفة لقوات الحكومة السورية، شهدت تلك المناطق خلال ساعات مساء الأحد، جولة عنف جديدة تمثلت بقصف مدفعي وصاروخي مكثف أسفر عن وقوع ضحايا بين المدنيين، إضافة إلى قصف آخر طال الأحياء السكنية في مدينة إدلب وهو ما أدى أيضاً لسقوط إصابات.
“العنف في خفض التصعيد ازداد بعد الحرب في غزة”
وكان محللون سياسيون ومتابعون للشأن السوري توقعوا بأن تشهد مناطق الشمال السوري تصعيداً عسكرياً بالتزامن مع انشغال العالم بالحرب الدائرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، واحتمال أن تستغل الحكومة السورية وروسيا ذلك لتوسيع رقعة سيطرتها ضمن ما تبقى من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب البلاد.
البداية كانت خلال ساعات المساء في مدينة إدلب، التي تعرضت لقصف مكثف من قبل قوات الحكومة السورية، وحول ذلك قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن قوات الحكومة قصفت براجمات الصواريخ الأحياء السكنية في مدينة إدلب ضمن “خفض التصعيد”.
إصابات بقصف على أحياء إدلب.. والفصائل ترد باستهداف نبل والزهراء
وتركز القصف على أحياء “الشيخ تلت – الصناعة – وادي النسيم” في المدينة، الآهلة بالمدنيين كما سقطت إحدى القذائف الصاروخية بالقرب من السوق، مما أدى لإصابة 4 مدنيين بجراح بينما لا يزال القصف مستمراً حتى اللحظة، وهرعت سيارات الإسعاف إلى الأحياء المستهدفة لنقل الجرحى، وسط توجيه إنذارات بفض التجمعات في المدينة.
بدورها ردت “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” وفصائل “الفتح المبين” على قصف أحياء إدلب، باستهداف طال بلدتي نبل والزهراء بأطراف مدينة حلب الشمالية، براجمات الصواريخ، وهزت انفجارات عنيفة البلدتين، دون أن ترد معلومات عن وقوع خسائر بشرية حتى الآن.
“عملية إنغماسية شمال اللاذقية”.. وقصف عنيف على غرب حلب
وفي سياق رد فصائل المعارضة المسلحة، قتل 5 عناصر من قوات الحكومة السورية بينهم ضابط برتبة ملازم، في عملية “إنغماسية” نفذها ما يعرف بلواء “أنـصـار الإسـلام” التابع “لتحرير الشام”، على محور تلة شير سحاب في منطقة جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي.
وفي حصيلة غير نهائية، فقد 8 أشخاص حياتهم بينهم سيدتان إحداهما حامل، وأصيب 6 آخرون في قصف لقوات الحكومة السورية على مدينة دارة غزة، وذلك عبر قذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، إضافة إلى مقتل مواطنان أثنان نتيجة قصف على بلدة الأبزمو ضمن ريف حلب الغربي التي تعتبر ضمن منطقة “خفض التصعيد”.
ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن من بين الحالات المصابة هناك حالات حرجة، وهو ما يرجح ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية، بالتزامن مع حركة نزوح للأهالي من المناطق المستهدفة نتيجة كثافة القصف على الأحياء السكنية والشوارع.
“خلال 2023.. 668 قتيل في 454 عملية استهداف”
وفي إحصائية للمرصد السوري فإن 668 شخصاً تعديد من قتلوا باستهدافات برية ضمن منطقة “خفض التصعيد” منذ مطلع العام 2023، ولك خلال 454 عملية تنوعت ما بين هجمات وعمليات قنص واشتباكات واستهدافات وأصيب أكثر من 271 من العسكريين و273 من المدنيين بينهم 48 طفل و 26 سيدة بجراح متفاوتة.
“التصعيد غرب حلب هل هو تمهيد لعمل عسكري” ؟
وتأتي موجة العنف هذه في الريف الغربي لمحافظة حلب ضمن منطقة “خفض التصعيد” بعد أسبوع من جولة قصف مكثفة نفذتها قوات الحكومة السورية، والتي طالت محوري كفر عمة والفوج 46 غرب مدينة حلب، إضافة لاشتباكات اندلعت استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة بين طرفي الصراع.
وأكدت مصادر خاصة لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية حينها، بأن قوات الحكومة قصفت المناطق المذكورة إضافة إلى تديل والواسطة والقصر أطراف بلدة كفرنوران وصولاً إلى بلدتي الأبزمو والسحارة غرب حلب بأكثر من 200 قذيفة صاروخية ومدفعية، فيما استهدفت الفصائل بعشرات القذائف محور الفوج 46 و بلدة أورم الصغرى.
وكانت جولة العنف والتصعيد العسكري الأخيرة من أعنف حملات القصف التي طالت تلك المناطق والأشمل منذ أشهر، كما أن إحدى القذائف سقطت في محيط القاعدة العسكرية التركية في بلدة الأبزمو غرب حلب، دون أي معلومات عن خسائر بشرية أو إصابات.
ولفتت المصادر حينها، إلى اندلاع اشتباكات بين قوات الحكومة السورية وفصائل المعارضة على محور الرويحة بريف إدلب الجنوبي، وسط قصف متبادل بين الطرفين، ونوه إلى سقوط قتلى من الطرفين، كذلك الاشتباكات تركزت أيضاً على خطوط التماس في أرياف حلب وإدلب وحماة واللاذقية، مع التأكيد على أن سلاح الجو الروسي دخل في خط المعارك وشن غارات جوية على مناطق الاشتباك، لكن دون ورود أي معلومات عن خسائر بشرية أو إصابات.
وبدأ مستوى العنف في منطقة “خفض التصعيد” يتزايد بعد الهجوم الإرهابي الذي طال الكلية الحربية في محافظة حمص والذي أدى لوقوع عشرات الضحايا من الضباط المتخرجين وعائلاتهم وأصدقائهم ممن كانوا في حفل التخرج الذي تم استهدافه بطائرات مسيرة لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها، إلا أنه من خلال التصعيد العسكري على شمال غرب البلاد يتبين أن دمشق وموسكو حملتا المسؤولية لفصائل المعارضة و “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة”.
إعداد: علي إبراهيم