دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تداعيات الحرب في غزة على سوريا.. “المقاومة” تواصل هجماتها والتحالف يجهز نفسه لحرب طويلة الأمد

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تتواصل تداعيات الحرب في قطاع غزة على سوريا التي تشهد أصلاً حرباً وصراعاً مسلحاً على السلطة منذ 12 عاماً، وذلك عبر تبادل عمليات القصف والاستهداف بين مجموعات مسلحة عراقية ولبنانية تطلق على نفسها “المقاومة” من طرف، وقوات التحالف الدولي من طرف آخر، بالتزامن مع تزايد ملحوظ في شن إسرائيل لهجماتها على مواقع تتمركز فيها قوات إيرانية داخل الأراضي السورية.

ما يحصل في سوريا شكل من أشكال اتساع الحرب في غزة

وخلال فترة الحرب المستمرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس والتي دخلت يومها الـ65 توالياً، حذرت العديد من الجهات الإقليمية والدولية من تأثير هذه الحرب على دول الجوار، واتساع دائرتها وبالتالي احتمال أن تتحول إلى حرب إقليمية شاملة تشمل منطقة الشرق الأوسط، وسط التأكيد على أن وقف إطلاق النار وإيقاف الحرب والعودة للحلول السياسية هي الطريق الأنسب لإغلاق الباب أمام أي حرب شاملة.

وسرعان ما ألقت الحرب في غزة بظلالها على سوريا، التي تشهد بشكل شبه يومي عمليات قصف متبادلة بين فصائل تطلق على نفسها “المقاومة الإسلامية” وقوات التحالف الدولي، حيث قامت “المقاومة الإسلامية” باستهداف قاعدة كونيكو التابعة للتحالف الدولي في ريف محافظة دير الزور يوم الجمعة، بالصواريخ، دون ورود معلومات عن خسائر.

وتكررت عمليات الاستهداف هذه من قبل هذه الفصائل المسلحة على قواعد التحالف في سوريا والعراق أيضاً، حيث تقول هذه المجموعات المسلحة أن عمليات الاستهداف هذه تأتي “نصرة لأهل غزة” وانتقاماً من الدول التي تدعم إسرائيل في الحرب ضد قطاع غزة، وهي الدول ذاتها المشاركة في التحالف الدولي لمناهضة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق.

التحالف يعزز قواعده.. ومناورات عسكرية كبيرة شرق سوريا

عمليات الاستهداف هذه تأتي مع استمرار قوات التحالف بتعزيز قواعدها بمنظومات دفاعية عسكرية، مع رفع حالة التأهب القتالية القصوى لمواجهة أي طارئ.

وفي هذا السياق، أجرت قوات “التحالف الدولي”، السبت، تدريبات عسكرية في قاعدة حقل كونيكو للغاز بريف ديرالزور، واستخدمت القوات المتدربة الأسلحة الحية واستهدفت بالقذائف أهداف وهمية بالمنطقة.

وجاءت التدريبات العسكرية هذه بعد أقل من 24 ساعة من القصف الصاروخي الذي طال القاعدة، التي تعتبر من أكبر القواعد العسكرية للتحالف في سوريا.

وعلى صعيد متصل، أجرت القوات الأمريكية في إطار التحالف الدولي، وبمشاركة قوات سوريا الديمقراطية السبت، مناورات عسكرية في قاعدة قسرك بريف الحسكة، بإسناد طائرات حربية، حيث سمع دوي انفجارات متتالية في منطقة القاعدة. وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

مشاركة المئات من القوات الخاصة في التدريبات لرفع الجاهزية القتالية

وأكدت المصادر ذاتها بأن المناورات العسكرية هذه، يشارك فيها 300 مقاتل من قوات “دلتا” التابعة للقوات الأمريكية وقوات “النخبة” التابعة لـ”قسد”، حيث يتم تدريب هؤلاء المقاتلين على ضرب المواقع المحصنة وتحرير الرهائن، وتنفيذ عمليات إنزال جوي وضرب أهداف وهمية.

ووفق المصادر، فإن المناورات العسكرية، التي اعتبرت غير مسبوقة، ستستمر على مدار 5 أيام، كما أنه تم إطلاق تسمية “السهم الأزرق” عليها، وهي ضمن إطار العمل المشتركة بين “قسد” والقوات الأمريكية، لرفع الجاهزية القتالية داخل الأراضي السورية، تزامنا مع تصاعد حدة الهجمات الإيرانية وللمجموعات المسلحة الموالية لها، على القواعد العسكرية الأمريكية وللتحالف في شمال شرق سوريا.

وفي سياق رفع الجاهزية القتالية والدعم العسكري، أكد المرصد السوري هبوط طائرة شحن أمريكية في قاعدة خراب الجير بريف رميلان شمالي الحسكة، السبت، قادمة من العراق، محملة بمعدات عسكرية ولوجستية وذخائر.

“52 هجوم على قواعد التحالف” منذ بدء الحرب

ووفق إحصائية المرصد السوري، فإنه منذ تاريخ الـ19 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أحصى ما مجموعه 52 هجوماً على قواعد التحالف الدولي في سوريا، أغلبها طالت قاعدة العمر النفطي بـ12 هجوم، و 10 على كل من قاعدة الشدادي وخراب الجبير، وكونيكو للغاز بـ 9 هجمات، و 7 على قاعدة التنف، و اثنين على قاعدة تل بيدر، وهجمة على كل من قاعدة روباربا و قسرك، وهذه القواعد تنتشر في أرياف دير الزور والحسكة وحمص.

وتتهم الولايات المتحدة الأمريكية، إيران، بدعم والوقوف وراء شن هذه المجموعات المسلحة للهجمات على قواعد التحالف والمصالح الأمريكية، كذلك تؤكد إسرائيل على أن لطهران يد في العملية العسكرية التي نفذتها حركة حماس على “بلدات غلاف قطاع غزة” صبيحة السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وهو ما أدى لاشتعال الحرب، وأسفرت أيضاً عن مقتل 1200 شخص من الجانب الإسرائيلي وأسر أكثر من 240 آخرين.

إسرائيل تكثف هجماتها على المواقع الإيرانية.. وطهران ترفض الاتهامات

وقوف طهران وراء هذه الهجمات، جعلت إسرائيل تكثف من هجماتها على المواقع العسكرية في سوريا والتي تتواجد فيها قوات إيرانية ومسلحين موالين لها، حيث أن إسرائيل شنت أكثر من 61 هجوماً على مواقع إيرانية ولحزب الله في سوريا منذ مطلع عام 2023، من بينها 30 هجمة تلت فترة الحرب، وذلك عبر عمليات قصف برية وجوية، أسفرت عن مقتل 110 من العسكريين بينهم 20 من حزب الله اللبناني، وإصابة 125 آخرين، وطالت مستودعات أسلحة وشاحنات في المطارات الدولية ومقرات عسكرية.

كان آخرها قصف طال مواقع قرب مناطق سكنية بمنطقة السيدة زينب بريف دمشق، ليل الأحد – الاثنين، ما أدى لإصابة 8 أشخاص بينهم 5 عسكريين.

وتركز القصف الإسرائيلي على منطقة مطار دمشق الدولي والسيدة زينب وعقربا بريف دمشق، عبر 3 دفعات متتالية، وموقعاً عند أطراف بلدة حضر في ريف القنيطرة الشمالي.

وترفض طهران الاتهامات الأمريكية والإسرائيلية بالوقوف وراء هجوم حركة حماس على بلدات “غلاف غزة” أو علمها أصلاً بهذه العملية بشكل مسبق، إضافة إلى عدم دعمها للهجمات التي تنفذها المجموعات المسلحة على قواعد التحالف الدولي في سوريا والعراق، وتؤكد أن هذه المجموعات لا تأخذ أي أوامر من طهران.

إعداد: رشا إسماعيل