دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

المعارضة السورية أمام حقيقة الفشل بمجابهة الحكومة وخسارتها للمعركة.. والعنف وغياب الحلول دليل قاطع

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقتٍ يسيطر العنف على الشمال السوري، واتجاه الأمور نحو المزيد من التصعيد في ظل غياب وجمود الحلول السياسية، إضافة إلى عدم تفكير الحكومة السورية وحلفائها بالالتزام بالمقررات الدولية لحل الأزمة، والتي تضع “المعارضة” شريكاً في الحكم، لم يعد السوريون يأملون تحقيق أي انجاز أو خرق من قبل ما تسمي نفسها “بالمعارضة” التي جعلها المجتمع الدولي “شريكاً” في العملية السياسية.

“مطالب ودعوات المعارضة السورية”

وقبل أيام أنهى “الائتلاف السوري” المعارض اجتماع هيئته العامة الـ 69، الذي عُقد في شمالي سوريا، وقدم خلاله “رئيس الائتلاف” إحاطة سياسية، ونسخة من تقارير العمل الخاصة بالشهرين الماضيين، بما في ذلك تقارير الرئاسة والنواب والأمانة العامة.

وفي إحاطته، قال بدر جاموس، رئيس هيئة التفاوض، إن هيئتهم، “عملت على نقل الصورة الواقعية لما يجري في سوريا، وأهمها أن نظام الأسد يرفض العملية السياسية وما يزال يعرقلها منذ نشأتها”، مؤكداً “ثبات الموقف الدولي الرافض للتطبيع والداعم لقرار مجلس الأمن 2254”.

وفي البيان الختامي “للهيئة” أكدت على “أهمية الإجراءات كافة التي تصب في إطار تحقيق العدالة، من خلال خطوات مساءلة ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بحق الأبرياء”، مشيدين بالإجراءات القضائية في فرنسا، وجهود دولتي هولندا وكندا في محكمة العدل الدولية.

“المعارضة” تطالب “بتحقيق العدالة والمحاسبة”

وقدم “الائتلاف” شكره للمنظمات والجاليات السورية “التي تعمل بشكل حثيث على متابعة ملف المحاسبة والعقوبات، في مختلف أروقة المجتمع الدولي”، ودعا أيضاً إلى “مزيد من التنسيق وبذل الجهود في سبيل الوصول إلى العدالة ومحاسبة جميع مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية”.

وطالب الائتلاف الوطني بـ “إطلاق آليات تحقيق العدالة والمحاسبة عما ارتكب ويرتكب من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وضد الأبرياء من الشعب السوري، عبر قرارات ملزمة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة وفيما يتيحه ميثاقها، لوقف تعطيل إطلاق هذه الآليات عبر مجلس الأمن”.

“المعارضة” خسرت المعركة أمام “النظام”

وتشدد أوساط سياسية سورية على أن فرص “الائتلاف” والمعارضة السورية في المشاركة بالحلول السياسية وفق القرارات الأممية ذات الصلة وخاصة 2254، باتت ضئيلة بل معدومة، وأن المعارضة نفسها تتحمل المسؤولية حيال ذلك، وذلك بسبب اتباعها لسياسات دول راعت مصالحها ودعمتها، ولم تضع السياسة والمصلحة السورية العليا في أولويات اهتماماتها.

ويرى السوريون، أطراف المعارضة السورية، التي يعتبرها المجتمع الدولي شريكاً فيما يسمونه “بهيئة حكم انتقالي” وشريك في “تطبيق القرارات الأممية”، غير جديرين أساساً بتمثيل الشارع السوري، الذي لا يعرفهم بالأساس، حيث أن الكثير من الشخصيات في هذه الكيانات سبق وأن كانوا ضمن منظومة النظام الحاكم في سوريا.

“المعارضة لا تمثل السوريين وتسعى لتقاسم السلطة فقط”

وسط التأكيد على أن هؤلاء يسعون لتقاسم السلطة مع النظام الحاكم، مهما كانت المهام الموكلة إليهم، وليس تمثيل السوريين والعمل على تحقيق مصالحهم في دولة يسودها القانون والديمقراطية والعدل والمساواة.

وتعليقاً على حديث “رئيس هيئة التفاوض” بدر جاموس، حول الحل السياسي في سوريا والقرارات الدولية الخاصة بهذا الملف، نشرت شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية مقالاً للأكاديمية والسياسية السورية وعضوة اللجنة الدستورية، د. سميرة المبيض، قالت فيه أن هذا الكيان، اعترف على لسان رئيسه الحالي، بدر جاموس، الذي سبق وأن كان ضمن المنظومة الأمنية للحكومة السورية، أنهم لا يملكون الحلول وأنهم في هذا الكيان ليست لديهم في الهيئة حلول ولا خيارات أمامهم، ويمكن القول أنه يصدق في هذا التوصيف، فبالتأكيد هذا التشكيل لا يمتلك الحلول ولا القرارات ولا الاختيار ويتمسكون اذاً بحبل القرارات الأممية.

“نهج المعارضة من نهج النظام” لا يحترمون الهوية السورية

وأضافت في مقالها، بأن “نهج هيئة التفاوض” ناتج عن “منظومة بشار الأسد بسبل التعامل الدولي فلم ولن يخرج خريجو هذه المدرسة عن وضع أنفسهم ووضع ما يدعون تمثيله، كذباً، من سوريا بمكانة أقل من مفهوم السيادة ويضعون أنفسهم تحت تصرف مؤسسات دولية لم تستطع انقاذ طفل واحد في العالم، ولم تستطع حماية مشفى ولا ملجأ بوجه الهمجية، واقصى ما تقوم به هو التنديد والشجب”.

ولفتت إلى أن ممثلي المعارضة المعنيين في تنفيذ القرارات الدولية حول سوريا يسعون إلى “تقاسم السلطة” مع الحكومة والنظام القائم، وليس العمل لمصلحة السوريين.

وشددت السياسية السورية في مقالها على أن هذه الهيئة لا يمكنها أن تحقق أمن السوريين، وحذرت بأن تقود “بنهجها السياسي المنحرف  إلى إبادات جماعية ومجازر لم تعد تخفى على أحد وحدثت وتحدث تحت مرأى العالم أجمع، ولا يمكن تبرئة هذه الاطراف من معاناة السوريين، بل أن هذه الهيئة تُسلّم، بوقاحة مُعيبة، أن مصير الشعب السوري تحده قرارات دولية، وتضع البلاد تحت وصايات لا تحترم الهوية السورية ولا أهلها ولا تهتم بمصيرهم وتعمل على اضطهادهم وتهجيرهم”.

إعداد: علي إبراهيم