أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – دخلت الحرب في قطاع غزة يومها الـ 48، بين إسرائيل وحركة حماس، وسط الاتفاق على هدنة إنسانية لمدة 4 أيام يقال إنها “لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر وتبادل الأسرى والمحتجزين بين الطرفين” بوساطة أمريكية قطرية، يتزامن ذلك مع ورود معلومات “بمخطط تركي”، بدأت أنقرة بالعمل عليه ومحاولة الحصول على الموافقة العربية لتنفيذه.
“مخطط تركي مرضي لجميع الأطراف”
ووفق المعلومات التي وصلت لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، فإن تركيا تعمل على مخطط يكون مرضياً لجميع الأطراف، سواءً المشاركة والمتابعة للحرب في غزة، وأن أنقرة بدأت فعلياً بمحاولات ومساعي الحصول على “موافقة بعض الدول العربية عليه”، على رأسها مصر، التي ينوي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارتها خلال الأيام القادمة، والسعودية، إضافة إلى روسيا وإيران.
المخطط التركي يتضمن، نقل عناصر “كتائب القسام” الجناح العسكري “لحركة المقاومة الإسلامية” (حماس) وقادة الحركة السياسيين إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني” في شمال سوريا، حيث سيتم إسكانهم ضمن القرى السكنية والمدن التي تبنيها تركيا بالتعاون مع منظمات عربية وإسلامية في مناطق عفرين ورأس العين وتل أبيض والباب وإعزاز وغيرها.
“إسرائيل لم ترفض وأنقرة ستطرح المخطط على العرب”
ووفق المعلومات فإن تركيا طرحت هذا المخطط على إسرائيل، التي لم ترفض ولم تقبل بالمخطط، بينما تنوي أنقرة عرضه على دول عربية على رأسها، مصر والسعودية، وفي حال حصول أنقرة على الموافقة سيتم تنفيذ المخطط.
وتشير المعلومات إلى أن حركة حماس ستختار بعضاً من قادتها العسكريين والسياسيين الذين تراهم إسرائيل خطراً على أمنها القومي وكانوا وراء الهجوم الأخير على بلدات “غلاف غزة” صبيحة الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لإبعادهم عن القطاع وإسرائيل إلى الشمال السوري، فيما سيتم نقل من تبقى إلى مناطق فلسطينية أخرى، وإخراج قطاع غزة عن سيطرة حماس بشكل كامل.
“قوة عسكرية قوامها كتائب القسام وتحرير الشام و الفصائل التركمانية”
وبحسب المعلومات، فإن تركيا ستعمل بعد نقل عناصر “كتائب القسام” الفلسطينية إلى شمال سوريا، إلى دمجها مع فصائل “الجيش الوطني السوري” التركمانية، و “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة”، وبالتالي استخدامهم في أي معارك ضمن الأراضي السورية.
وسبق أن استخدمت القوات التركية عناصر من “تنظيم داعش الإرهابي” و “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” وفصائل مسلحة معارضة بعضها مدرجة على قوائم الإرهاب الأممية والدولية في الهجوم على مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وذلك تحت مسميات عدة كـَ “الجيش الوطني” و “مقاتلو العشائر”.
كذلك انتشرت هذه المجموعات المسلحة على خطوط التماس مع قوات قسد في مناطق عدة منها أرياف “عين العرب/كوباني” و “تل أبيض” و الباب وإعزاز وغيرها، وشاركت في العديد من الهجمات خلال الفترة الماضية.
“فتح باب التسجيل للانتساب للقوة العسكرية الجديدة”
وبالعودة للمعلومات التي وصلت “لأوغاريت بوست” فإن تركيا أوعزت لقيادات فصائل المعارضة الموالية لها في مناطق سيطرتها إلى فتح باب التسجيل لمن يريد الانضمام إلى هذه “القوة العسكرية” المراد تشكيلها من “الفصائل و تحرير الشام و كتائب القسام”، وذلك لوضعهم تحت مسمى جديد يتم الترويج له على أنه “قوة سورية معارضة” ستقاتل قوات الحكومة السورية وسوريا الديمقراطية “قسد”، إلا أن الهدف الأوحد سيكون قسد، وفق المصادر.
وتوضح المعلومات، بأن مكاتب عدة تم فتحها في مناطق عفرين والباب وجرابلس وإدلب، لتسجيل أسماء الراغبين بالقتال مقابل مبالغ مالية، كذلك تم تجهيز مراكز تدريب في ريف عفرين والباب وإعزاز لتدريب العناصر المنضمة حديثاً، كما أن تركيا تريد إلحاق هذه القوة العسكرية الجديدة “بوزارة الدفاع الجديدة” التي يتم العمل على تشكيلها ضمن “الحكومة السورية المؤقتة”.
“المخطط يمكن قبوله من جميع الأطراف”
وتعتبر المصادر ذاتها أن المخطط التركي أو المقترح التركي، يمكن تقبله من قبل الدول العربية، حيث سيبحث الرئيس التركي هذا المقترح مع نظيره المصري حين زيارته المرتقبة إلى مصر خلال الأيام المقبلة، كما أن هذا المخطط سيكون مقبولاً لدى إسرائيل، باعتبارها تهدف إلى إفراغ غزة من حركة حماس، ولطالما إسرائيل ستوافق فإن الولايات المتحدة لن يكون لديها أي اعتراض.
كما تتوقع تلك المصادر أن لا تقف روسيا وإيران والحكومة السورية كعائق أمام هذا المقترح، كون الهدف منه إيقاف الحرب في غزة أولاً، وثانياً، إضعاف وضرب وربما إسقاط الإدارة الذاتية قوات سوريا الديمقراطية، وابتعادهم عن المناطق الحدودية التركية وهو هدف مشترك لكل هذه الأطراف، حيث أن ذلك سيساهم كثيراً في عودة العلاقات والتطبيع بين أنقرة ودمشق وبالتالي حل الأزمة السورية وفق منظور أطراف “آستانا”.
وتؤكد المصادر أن تركيا لم تعارض كثيراً الدعوات الإسرائيلية لسكان شمال غزة بإفراغ منازلهم والتوجه صوب الجنوب، كما أنها لم تبدي موقفاً حازماً ضد ما تم الترويج له بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، كون هذه الدعوات أصلاً تخدم مخططها أو مقترحها الجديد.
إعداد: ربى نجار