دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

هل ستوقف المعارضة الأمريكية الشديدة للعملية العسكرية التركية في شمال سوريا، أم أن تركيا ماضية فيها ؟

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – تعيش مناطق شمال وشرق سوريا في حالة هدوء وترقب حذر، بالتزامن مع إعلان تركيا أن “الاستعدادات للعملية العسكرية في مناطق شرق الفرات اكتملت”، إضافة للأنباء التي تشير إلى وصول دفعات جديدة من الفصائل المعارضة الموالية لتركيا للمناطق الحدودية المحاذية لمدينتي تل أبيض ورأس العين.

الانسحاب الامريكي.. وشراكة مع الحكومة

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، أن لديها الكثير من الاوراق والاحتمالات التي ستستخدمها لمواجهة التهديدات التركية، بعد انسحاب القوات الامريكية من المنطقتين المذكورتين، معتبرة بذلك ان “الخطوات الامريكية هي افساح المجال للجيش التركي باجتياح المنطقة”.

وبالرغم من التطمينات الأمريكية لقوات قسد، وإعلانها إنهاء التنسيق الجوي مع تركيا في مناطق شمال سوريا، وقول مسؤول أمريكي بارز “أن بسقوط هذا التنسيق فإنه من شبه المستحيل تحليق الطائرات التركية في الأجواء الشمالية من سوريا”، إلا أن هذه التصريحات لم تطمئن كما يجب قيادات قسد التي أشارت إلى إمكانية “فتح شراكة مع الحكومة السورية وروسيا لمواجهة التهديدات التركية”.

مراقبة محتجزي داعش أولوية ثانية.. وناقوس الخطر يدق في واشنطن

وقال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “مظلوم عبدي”، “إن مراقبة سجناء داعش باتت الآن أولوية ثانية في ظل التهديدات التركية”، وأكد أن “أحد الخيارات المتاحة هي الشراكة مع النظام السوري للتصدي للهجمات التركية”.

هذا الأمر دق ناقوس الخطر في الولايات المتحدة حسب سياسيين، حيث بدأت ردود الأفعال الغاضبة من قرار الرئيس الأمريكي بسحب قواته من الحدود مع تركيا، تنهال على الأخير من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ما أدى به للتراجع على ما يبدو عن كل التصريحات السابقة، وإعلانه “أن الأكراد هم حلفاءنا ونحن لن نتخلى عنهم، وسنستمر بدعمهم”.

لكن هذه المواقف أيضاً لم تنال إحسان الحلفاء على الأرض (قسد)، التي يبدو انها ستدخل مع الحكومة السورية بمحادثات جدية هذه المرة لإنقاذ الأراضي السورية، وهذا ما لا يريده الأمريكيون أن يحصل.

مساعدة الكرد في كوباني.. تطور إلى تحالف دولي ضد داعش

وفي تصريحات خاصة لشبكة أوغاريت بوست الإخبارية، أشارت ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية في الولايات المتحدة الامريكية، سينم محمد، إلى أنه “عندما تدخلت أمريكا وساعدت الكرد في كوباني (عين العرب) كانت لمحاربة داعش، ثم تطورت إلى تحالف دولي ضد الإرهاب بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية”.

وأضافت، أن أمريكا كانت تصرح، “إنها ستبقى إلى حين تحقيق أهدافها في سوريا وهي دحر الإرهاب تماماً، وارساء الاستقرار والأمن في المنطقة وتقويض نفوذ إيران في سوريا”، مشيرة إلى أن “واشنطن لم تحقق أهدافها في سوريا”.

داعش لايزال يشكل خطراً.. والأصوات الرافضة تتعالى في الكونغرس

وأكدت محمد، أن داعش لا يزال يشكل تهديداً في المنطقة، باعتبار أن “السجون فيها الآلاف من مقاتلي داعش الخطيرين”، مشيرة إلى مخيم الهول الذي يشكل “قنبلة موقوتة”، ونوهت أن “التهديدات التركية تهدد أمن واستقرار الشمال السوري”.

وأوضحت، أنهم “كانوا يأملون من الرئيس الأمريكي استمرار جهوده في إرساء الأمن والاستقرار” في مناطق شمال وشرق سوريا، ومواصلة دعم “القوات التي أنهت داعش على الأرض جغرافياً”.

وقالت ممثلة مسد في الولايات المتحدة، “ان الكونغرس الأمريكي يعارض قرار ترامب بالانسحاب ويجدونه خطيراً، خاصة بترك الحلفاء أمام الهجوم التركي، مما يضعف مصداقية امريكا مع أصدقائها”، وأشارت إلى ان “الكثير من الأصوات ترتفع الآن مطالبة بعدم ترك حلفاء واشنطن”

الهجوم التركي سيعمق الأزمة السورية

وتابعت سينم محمد، “لا ندري ما الذي سيتم إلى حين اللقاء الذي سيجمع الرئيس الأمريكي ترامب مع الرئيس التركي أردوغان الشهر المقبل”، مؤكدة ان “هذا الهجوم ان تم سيقوض الاستقرار والأمن في المنطقة أكملها وسيقوض العملية السياسية والدستورية وبالتالي ستتعمق الأزمة في سوريا”، مناشدة “المجتمع الدولي أن يوقف هذا الهجوم التركي، وان تبذل الأمم المتحدة أيضاً الجهود من أجل السلام في المنطقة”.

وشددت، أنهم يعولون “على كل السوريين الشرفاء من كافة المكونات (العرب والكرد والسريان والأرمن والتركمان)، أن يقفوا معاً في مواجهة الحلم العثماني الجديد”، مشيرة إلى ان “قسد مع شعوب المنطقة قادرة على الدفاع عن أرضها”، ونوهت إلى ان “الشعب السوري كله معني في رفض أي احتلال لأرضه”.

 

إعداد: ربى نجار