أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقت لاتزال الحرب المستمرة في قطاع غزة تلقي بظلالها على الدول المجاورة، خاصة سوريا والعراق، وذلك من خلال عمليات الاستهداف التي تطال قوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، من قبل مجموعات مسلحة تقول إنها تنفذ هذه الاستهدافات “نصرة لأهل غزة”، كشفت تقارير إعلامية أمريكية عن تزويد إيران، لدمشق وحزب الله “بمنظومات صاروخية متطورة”.
قواعد التحالف تحت النار.. ومنظومات صاروخية متطورة
وتعتبر المجموعات المسلحة التي تقول الولايات المتحدة الأمريكية إنها تابعة لإيران وتأخذ دعمها وأسلحتها منها، إن دول التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، هي مسؤولة عن استمرار الحرب في قطاع غزة، ولذلك فإن إسرائيل مستمرة في هجماتها على القطاع، وبالتالي فإن عمليات الاستهداف التي يشنونها تأتي في إطار “الانتقام ونصرة للشعب الفلسطيني في غزة” وفق تصورهم.
يأتي ذلك وسط تقارير إعلامية غربية تحدثت عن أن إيران زودت الحكومة وحزب الله اللبناني بمنظومة دفاع جوي من نوع “خرداد – 15”، وسط تدريبات على هذه المنظومات العسكرية التي تشبه إلى حد كبير النظام العسكري الأمريكي للدفاع الجوي “باتريوت”.
وخلال الساعات الـ48 الماضية، أعلنت فصائل مسلحة استهداف قواعد للتحالف الدولي في وسط وشرق سوريا، وفي التفاصيل ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن معمل “كونيكو” للغازفي ريف دير الزور، تعرض لاستهداف صاروخي من قبل ما تعرف “بالمقاومة الإسلامية”، ولفت إلى أن الاستهداف الذي وقع ليل السبت الأحد، هو الثاني خلال 24 ساعة.
كما تعرض محيط قاعدة “التنف” على المثلث الحدود ما بين سوريا والعراق والأردن، والتي تتخذه الولايات المتحدة الأمريكية كقاعدة عسكرية لها وسط سوريا، لاستهداف عبر الطائرات المسيرة، قالت “المقاومة الإسلامية” إنها المسؤولة عن تنفيذها، فيما أسقطت القوات الأمريكية الطائرات المسيرة على بعد نحو 3 كيلومتر عن القاعدة.
أكثر من 40 هجوماً على قواعد التحالف منذ بداية الحرب في غزة
ولفت المرصد السوري في إحصائية له، بأن الهجوم الجديد على قاعدة “التنف” هو السابع في أقل من شهر، وذلك في إطار استمرار المجموعات الموالية لإيران باستهدافاتها للقواعد العسكرية للتحالف الدولي في سوريا والعراق، وأشار المرصد إلى أن عدد الهجمات التي شنتها هذه المجماميع المسلحة منذ بداية الحرب في غزة وصل إلى 40 هجوماً، منها 7 على التنف – 9 على حقل العمر النفطي – 7 على حقل كونيكو للغاز – واحدة على القاعدة الأمريكية روباربا بريف المالكية “ديرك” – 7 على قاعدة خراب الجير برميلان – 6 على قاعدة الشدادي، 2 على قاعدة تل بيدر بريف الحسكة – واحدة على قاعدة قسرك.
وكان مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” كشف في آخر إحصائية قدمتها الوزارة للهجمات التي تطال قواعدها في سوريا والعراق، الجمعة الماضية، بأن قوات التحالف تعرضت لـ61 هجوماً منذ الـ17 من شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، منها 29 في العراق و 32 في سوريا.
ونوه المسؤول في “البنتاغون” إلى أن معظم هذه الهجمات تم إحباطها أو فشلت في الوصول إلى أهدافها، وفقا لقناة الحرة الأمريكية، وأكد تعرض جندي أمريكي لإصابات طفيفة في الهجوم الذي طال قاعدة تل بيدر في سوريا، كذلك تعرضت القاعدة لبعض الأضرار في البنى التحتية، فيما لم تسفر الهجمات التي طالت قاعدة “عين الأسد” الجوية وقاعدة “باشور” (الحرير) في إقليم كردستان العراق عن أي إصابات أو أضرار.
“دمشق وحزب الله تحصلان على منظومات دفاع جوية”
وفي السياق، نشر “معهد واشنطن” تقريراً كشف فيه، أن إيران زودت الحكومة السورية و”حزب الله” بمنظومة دفاع جوي من نوع“خرداد – 15”، وقال المعهد الأمريكي، بأن التقارير الواردة من محافظة دير الزور، تشير إلى ان مجموعات مسلحة ربما تتدرب بشكل نشط على استخدام هذه المنظومة الإيرانية ذات الصواريخ المتوسطة وطويلة المدى، والتي تشبه في نظامها “النظام العسكري الأمريكي” الباتريوت”.
ولفت التقرير إلى أن دمشق وطهران سبق وأن توصلا خلال اتفاق في 2020 على تزويد قوات الحكومة السورية بأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، والتي تستطيع الاشتباك مع ما يصل إلى 6 أهداف بحجم الطائرات الحربية في وقت واحد من مدى 120 كيلومتراً، وهي صفقة وصفها “معهد واشنطن” بأنها “ستعود بالفائدة على حزب الله” الذي يعتبر وكيل إيران وضلوعه في تهريب الأسلحة المتطورة سراً عبر سوريا إلى لبنان.
“المنظومة الإيرانية تثير القلق”
وقال زميل في معهد واشنطن ومتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية لمنطقة الخليج، فرزين نديمي، إن وصول هذه المنظومات الإيرانية المتطورة إلى جنوب لبنان أو سوريا أمر مثير للقلق بصورة خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من حرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، ولفت إلى أن ذلك من الممكن أن يؤدي إلى توسيع دائرة الصراع ومحاولات الجيش الأمريكي لردع الضربات المتزايدة من جانب المجموعات السورية والعراقية.
وأضاف “نديمي” أن وجود منظومة “خرداد – 15” سيعزز جهود وكلاء إيران لمواجهة العمليات الجوية الإسرائيلية بشكلٍ ملحوظ على طول المناطق الحدودية، أو في عمق لبنان وسوريا، خاصة إذا تم إقرانها بنظام دفاع نقطي مثل “بانتسير”، والذي تفيد بعض التقارير أن مجموعة فاغنر الروسية تخطط لتسليمه إلى حزب الله.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية، حذرت إيران، من دعم الجماعات المسلحة التي تهاجم القواعد العسكرية في سوريا والعراق، وأشارت إلى أن ردها سيكون قوياً في حماية مصالحها وأفرادها وشركائها، فيما ترفض إيران هذه الاتهامات وتقول بأن هذه الفصائل المسلحة تقوم بالتصرف من تلقاء نفسها.
فيما قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، في تصريحات لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، إن بلاده سترد “بكل حزم وقوة” على أي هجوم أمريكي ضد القوات الإيرانية في سوريا، مشيراً إلى أن الهجمات الأمريكية السابقة التي استهدفت قوات بلاده في سوريا لم تؤدي لأي خسائر.
إعداد: ربى نجار