أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – سلط تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” استهداف تركيا للمدنيين بشكل مباشر خلال الهجمات الجوية التي شنتها في تاريخ الـ5 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وحتى الـ10 من الشهر ذاته.
وأعادت المنظمة للأذهان حادثة استهداف عمال مياومة في إحدى حقول القطن في قرية البشيرية بريف الحسكة.
ونقلت المنظمة عن ركزة صالح فواز (50 عاماً) وهي إحدى المصابات قولها “حوالي الساعة 10 صباحا، ضرب شيء ما رأسي. سمعت فرح (ابنتها) تصرخ أنها فقدت رِجلها حاولت الوصول إليها، لكني وقعت أرضاً”.
وقالت المنظمة، ”إنه لم يكن هناك أي مقاتلين أو وجود عسكري في المزرعة، فقط العمال المياومون الذين يحاولون تدبير قوتهم.
وأضاف التقرير: “ركزة وفرح هما من الضحايا الكثر للقصف الجوي التركي في شمال شرق سوريا”.
وأوضحت أن غارات المسيّرات التركية قتلت ما لا يقل عن 11 مدنيا الأقل، وأصابت آخرين.
وأضاف التقرير: “في 2022، وثقت هيومن رايتس ووتش أن الأطفال ذوي الإعاقات، الذين أصبحت فرح منهم، لا يمكنهم الحصول على الضروريات الأساسية، أو التعليم، أو الأجهزة المساعِدة، ومنها الأطراف الاصطناعية، أو الدعم النفسي-الاجتماعي ”
وشددت “هيومن رايتس ووتش” على أن “الجيش التركي تقاعس أكثر من مرة، خلال عملياته العسكرية المتتالية في شمال شرق سوريا، عن اتخاذ التدابير الوقائية الضرورية للحؤول دون مقتل مدنيين، بما في ذلك 3 غارات وثّقتها هيومن رايتس ووتش في كانون الثاني / يناير عام 2018 قتلت 26 مدنياً بينهم 17 طفلا”.
وقالت، “بموجب القانون الإنساني الدولي، على الجيش التركي وجميع أطراف النزاع اتخاذ جميع التدابير الوقائية خلال العمليات العسكرية للحؤول دون وقوع خسائر في الأرواح أو إصابات بين المدنيين وأضرار بالممتلكات، أو تقليصها”.
واختتمت المنظمة تقريرها بالقول إن “المدنيون الذين تأذوا من العمليات العسكرية التركية، ومنهم ركزة وفرح، يستحقون نيل المحاسبة كما يستحق الأطفال ذوو الإعاقات الحماية والدعم، وعلى تركيا إجراء تحقيق شامل في الضربات التي قتلت وأصابت مدنيين، وتقديم الإنصاف المناسب، عند اللزوم، إلى الضحايا وأُسرهم. وعليها محاسبة المسؤولين عن انتهاكات القانون الإنساني الدولي نتيجة هذه الغارات”.