يزور الرئيس السوري بشار الأسد مدينة هانغتشو في أول زيارة له للصين منذ ما يقرب من عقدين من الزمن.
وقعت الصين وسوريا “شراكة استراتيجية” يوم الجمعة حيث تعهدت بكين بالمساعدة في إعادة بناء الدولة التي مزقتها الحرب وإلغاء العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة وأوروبا ضد دمشق.
وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ الشراكة بعد استضافة نظيره السوري بشار الأسد في مدينة هانغتشو شرقي الصين التي تستضيف دورة الألعاب الآسيوية.
وجاء في بيان للاجتماع نشرته وسائل الإعلام الرسمية الصينية أن “الصين تعارض تدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية لسوريا… وتحث جميع الدول المعنية على رفع العقوبات الأحادية غير القانونية”.
وكانت اتفاقية التعاون الاستراتيجي واحدة من ثلاث وثائق تم التوقيع عليها خلال الاجتماع، لكن مسؤولاً أمريكياً صرح لصحيفة ذا ناشيونال بأن الولايات المتحدة ستواصل فرض العقوبات الصارمة ضد دمشق، بغض النظر عن أي صفقات.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية السورية عن الأسد، الذي يقوم بزيارة رسمية للصين في محاولة لحشد الدعم الدولي بعد أكثر من عقد من العزلة، شكره لشي على وقوفه إلى جانب الشعب السوري خلال الأزمة والمعاناة”.
وأعرب الرئيس السوري عن أمله في أن يشكل اجتماعه مع شي الأساس “لتعاون استراتيجي واسع النطاق وطويل الأمد في كافة المجالات” بين البلدين.
وقال شي إن الصين “ستدعم إعادة دمج سوريا واستعادة العلاقات مع بقية دول الشرق الأوسط”.
وأضاف شي أن التسوية السياسية هي السبيل الوحيد للمضي قدما لاستعادة السلام في سوريا.
وقال الرئيس الصيني إن بلاده “ستدعم أيضاً جهود إعادة الإعمار التي تبذلها الحكومة وتعزز حربها ضد الإرهاب”.
لكن الولايات المتحدة حذرت عقب الاجتماع من ضرورة احترام الدول للعقوبات الدولية المفروضة على النظام السوري.
وفي حديث حصري لصحيفة ذا ناشيونال، قال مسؤول في مجلس الأمن القومي الأمريكي: “إذا كان النظام السوري يريد رفع العقوبات، فيجب على دمشق تنفيذ إصلاحات يمكن التحقق منها ولا رجعة فيها وتعزيز العملية السياسية التي تدعمها الأمم المتحدة بدلاً من طلب المساعدة الخارجية”.
وقال المسؤول إن مثل هذه المساعدة “لن تتحقق ما دامت عقوباتنا قائمة”. وتفرض الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات صارمة على مسؤولي النظام السوري، الذين يتهمونهم بارتكاب العديد من انتهاكات حقوق الإنسان.
وفي حين أن المساعدات الإنسانية معفاة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2664 الذي صدر في كانون الأول من العام الماضي، فإن العلاقات الوثيقة بين شخصيات النظام والشركات التي تديرها الدولة تعني أن العقوبات أثرت على العديد من قطاعات الاقتصاد.
وقال المسؤول: “هذا التطور ليس جديدا”.
عقد من العزلة
لقد تجنب المجتمع الدولي التعامل مع نظام الأسد منذ قمع المتظاهرين في عام 2011، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية استمرت أكثر من عقد من الزمان ودمرت جزءًا كبيرًا من البلاد.
وتم بعد ذلك تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية وفرضت عليها عقوبات غربية.
وتعتبر زيارة الأسد رفيعة المستوى إلى الصين جزءًا من حملة للخروج من تلك العزلة، وفقًا لمنى يعقوبيان، كبيرة المستشارين في المعهد الفيدرالي للسلام الأمريكي.
وأضافت يعوقبيان “بينما حافظت الصين على علاقاتها مع النظام السوري طوال السنوات الـ 12 الماضية من الصراع، فإن تحركات الدول العربية لاستعادة العلاقات الدبلوماسية، بما في ذلك إعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية في أيار، مهدت الطريق أمام الصين لإشراك الأسد في هذا الأمر”.
من جانبها، تأتي خطوة بكين لدعوة الأسد كجزء من انخراط الصين العميق في الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه، فإن الرحلة رمزية إلى حد كبير، بحسب منى يعقوبيان.
ومن المتوقع أن يطلب الأسد مساعدة اقتصادية من الصين، والتي يمكن أن تلعب دوراً رئيسياً في إعادة إعمار سوريا في المستقبل.
وكانت زيارته الأخيرة للصين في عام 2004، بعد عام من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق المجاور، وفي وقت كانت واشنطن تمارس فيه ضغوطًا على سوريا.
وزادت الصين مؤخرا من نفوذها الدبلوماسي في العالم العربي، ولا سيما من خلال المساعدة في التوسط في اتفاق لاستعادة العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية في آذار.
المصدر: صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية
ترجمة: أوغاريت بوست