دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الأسد في زيارة للصين لأول مرة منذ 20 عاماً.. ماذا يمكن أن تحقق الزيارة لسوريا سياسياً واقتصادياً؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في ظل ما تعيشه البلاد من أزمة اقتصادية خانقة وانهيار متسارع لليرة، وعدم استطاعة الحلفاء “روسيا وإيران” من فعل أي شيء لإنقاذ اقتصاد الدولة السورية، زار الرئيس بشار الأسد، الصين، على رأس وفد سياسي واقتصادي، وذلك لأول مرة منذ 20 عاماً، وتأتي الزيارة وسط الحديث عن “مساعي للأسد مدفوعة من قبل روسيا، للحصول على دعم بكين لإعادة الإعمار وإنقاذ الدولة من السقوط”.

بعد نحو عقدين.. الأسد يزور الصين

وبعد زيارة أجراها في 2004، وصل الرئيس السوري بشار الأسد الخميس إلى مدينة هانغتشو في شرق الصين، وذلك برفقة عقيلته أسماء الأسد.

وعرض تلفزيون “سي سي تي في” الرسمي بثاً مباشراً لوصوله إلى هانغجو حيث سيشارك في افتتاح دورة الألعاب الآسيوية السبت مع نظيره الصيني شي جينبيغ.

والصين ثالث دولة غير عربية يزورها الرئيس السوري خلال سنوات النزاع والصراع على السلطة في سوريا المستمر منذ 2011، بعد روسيا وإيران، وهما حلفاء دمشق اللتين قدمتا على مدار سنوات دعماً سياسياً وعسكرياً واقتصادياً كبيراً، وخف تدريجياً بعد وباء كورونا العالمي.

زيارة الصين هي الأولى للأسد لبلد غير عربي منذ العودة للجامعة

كما تعد هذه الزيارة الأولى له لدولة غير عربية بعد عودة دمشق إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، وحضور الأسد للقمة العربية التي أقيمت في الرياض، في أيار/مايو الماضي، وبعد زيارات قام بها للسعودية والإمارات، وتندرج في إطار عودة الأسد تدريجيا منذ أكثر من سنة الى الساحة الدولية بعد عزلة فرضها عليه الدول الغربية والإقليمية، بسبب “قمع الاحتجاجات الشعبية” في سوريا بدايات الأزمة.

كما أن زيارة الرئيس السوري إلى الصين جاءت بعد وصول رؤساء دول وصفت “بالمعزولة دولياً”، كالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، والإيراني إبراهيم رئيسي، وسط ما تم وصفه “بالغموض الذي يحيط هذه الزيارة وأهدافها الحقيقية، وهل هي مدفوعة من قبل روسيا لمساندة دمشق في مواجهة الأزمة الاقتصادية وماذا سيكون الثمن”.

الصين لعبت دوراً كبيراً بدعم دمشق في المحافل الدولية

وإلى جانب روسيا، كان للصين دور كبير في دعم سوريا في المحافل الدولية ومجلس الأمن، واستخدمت حق النقض “الفيتو” أكثر من مرة على قرارات كانت لتدين الحكومة السورية “بجرائم حرب وضد الإنسانية واستخدام الأسلحة الكيماوية في أكثر من مدينة ومنطقة سورية”، وأحياناً كانت تمتنع عن التصويت، وهو ما كان يسقط كل مشاريع القرارات التي كانت تدين دمشق في الصراع على السلطة القائم منذ 12 عام.

وقالت وكالة الأنباء الحكومية السورية “سانا”، بأن الرئيسين السوري والصيني، سيعقدان “قمة سورية صينية”، مضيفة “تشمل الزيارة عددا من اللقاءات والفعاليات التي سيجريها الرئيس الأسد وأسماء الأسد في مدينتي هانغتشو وبكين”.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في وقت سابق إنه من المقرر أن يحضر بشار الأسد حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية بعد غد السبت مع كبار الشخصيات الأجنبية.

“الصين مهمة لسوريا كما سوريا مهمة للصين”

وتقول أوساط سياسية أن زيارة الأسد للصين تمثل كسراً للعزلة الدبلوماسية والسياسية التي فرضها الغرب على دمشق، خاصة وأن الصين من الدول العظمى وذات ثقل عالمي واقتصادي استراتيجي دولي، وهي رسالة للغرب والولايات المتحدة الأمريكية بأن الصين أيضاً حاضرة في الملف السوري، وأن العقوبات لا يهمها.

فيما يقول آخرون أن سوريا تمثل نقطة استراتيجية كبيرة لدى الصين بسبب موقعها الجغرافي، وخاصة بالجوار العراقي الذي يأتي منه نحو 10% من النفط الصيني، وبجوار تركيا التي تمثل نهاية الممرات الاقتصادية الممتدة عبر آسيا إلى أوروبا، مشيرين إلى أن الدعم الصيني والاستثمارات التي من الممكن أن تقوم بها بكين في سوريا قد ينعش الاقتصاد السوري بشكل كبير ويحميه من الانهيار.

“بكين قادرة على لعب دور في حل الأزمة السورية”

بينما رأى آخرون أن الصين من حلفاء العرب الاستراتيجيين، وبإمكان بكين لعب دور مهم ومحوري في مفاوضات التطبيع وإعادة العلاقات بين العرب ودمشق، خاصة بعد ما تم الحديث عنه بتعليق عمل “اللجنة العربية” المكلفة بمتابعة ملف عودة العلاقات مع دمشق، وذلك كون الأخيرة لم تفي بوعودها في مكافحة تجارة المخدرات العابرة للحدود على أراضيها ولم تنخرط بالحلول السياسية.

كما أن للصين علاقات جيدة جداً مع تركيا، التي تعمل روسيا جاهدة لإعادة العلاقات بينها وبين دمشق، وهنا يعتقد الكثيرون بأن بكين قد تلعب إلى جانب موسكو وطهران دوراً لتسريع تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة بما يرضي الطرفين.

وتأتي زيارة الأسد في وقت تلعب بكين دوراً متنامياً في الشرق الأوسط، وتحاول الترويج لخطتها “طرق الحرير الجديدة” المعروفة رسميا بـ”مبادرة الحزام والطريق”، وهي مشروع ضخم من الاستثمارات والقروض يقضي بإقامة بنى تحتية تربط الصين بأسواقها التقليدية في آسيا وأوروبا وإفريقيا، وانضمت سوريا في كانون الثاني/يناير 2022 إلى مبادرة “الحزام والطريق”.

 

إعداد: علي إبراهيم