دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

المقداد يتعرض “للتوبيخ” في اجتماع اللجنة العربية.. و”التعاون الخليجي” يطلب انعقاد “الدستورية” قبل نهاية العام

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في ظل الحديث عن عدم عقد السوريين لأي آمال على المساعي السياسية التي تقودها الأطراف الدولية والإقليمية والعربية حتى لحل أزمة بلادهم، كشفت تقارير إعلامية عن ما وصفته “بالأجواء المشحونة” و “خلافات” ضمن اجتماع اللجنة الخماسية العربية بشأن سوريا.

“توبيخ الوفد السوري في اجتماعات اللجنة العربية”

وقالت التقارير أن الاجتماع تحول “لتوبيخ للوفد السوري”، وذلك وسط تأكيد الدول العربية عدم جدية دمشق في خطوات الحل في سوريا ومطالب العرب التي كانت السبب في عودتها للحاضنة العربية واستعادة مقعدها في الجامعة العربية.

ونقلت تقارير إعلامية عن مصادر دبلوماسية مطلعة على مجريات اجتماع اللجنة العربية الخماسية في القاهرة بشأن سوريا، وقال أن الاجتماع شهد “توبيخاً” من قبل وزير الخارجية المصري سامح شكري لنظيره السوري فيصل المقداد، وذلك بعد مطالبة دمشق بورقة تحمل برنامج عمل يتوافق مع المبادرة الأردنية.

“وزيرا خارجية السعودية والأردن تدخلا لإنهاء الخلافات”

وتضيف المصادر الدبلوماسية، بأن المقداد رد على مطلب وزراء خارجية الدول العربية، بأنهم بذلك “يتنازلون للدول الغربية” ما دفع بالوزير الأردني للعب دور “الاطفائي” بمساعدة من نظيره السعودي.

وقبل اجتماع اللجنة الخماسية في مصر، طرح وزير الخارجية الأردني خلال الاجتماع الذي عقده مع الرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته منذ شهرين قضايا متعلّقة بالنازحين وتهريب “الكبتاغون”، والضغوطات الدولية لإجراء إصلاحات سياسية.

“ملف النازحين وتجارة المخدرات” على الطاولة

حيث تعتبر المملكة الأردنية من أكثر الدول تأثراً بما يحصل في سوريا من استمرار للصراع وتزايد نشاط ونفوذ وسطوة الإيرانيين ومجموعاتهم المسلحة التي باتت قريبة من الحدود مع المملكة، وهو ما تعتبره عمان خطراً على أمنها القومي، كون تواجد هؤلاء يعني إمكانية اندلاع حرب بينهم وبين إسرائيل تعرض الأمن في المملكة للخطر، ناهيك عن تجارة المخدرات التي تحولت الأردن لدولة عبور للخليج وغيرها من دول العالم.

بدوره قال موقع “الأخبار” المقرب من “حزب الله” اللبناني، إن “الصفدي” شدّد على ضرورة أن تبادر الحكومة السورية إلى تسهيل عودة بعض النازحين، ولو بأعداد قليلة، كإشارة حُسن نيّة، ليجيب “الأسد” بأن النازحين هم مواطنون سوريون، والطبيعي هو أن يعودوا جميعاً إلى وطنهم، لكن البنية التحتية الحالية الضرورية للسكن والطبابة والتعليم والعمل غير متوفّرة، والمجتمع الدولي يرفض أي مساعدة لإعادة بنائها.

وعاد “الصفدي” وكرّر طلبه، واقترح أن تُنظّم عودة 1000 نازح سوري من الأردن خلال فترة قصيرة، على أن تكون تلك تجربة أوّلية يمكن أن يُبنى عليها في مرحلة لاحقة، فوافق بشار الأسد على هذا المقترح ووعد بتنفيذه، إلا أنه وبعد مرور 3 أشهر لم يتم تنفيذه.

“الأسد لم يتحرك للأمام خطوة واحدة بشأن اللاجئين السوريين”

كان وزير الإعلام الأردني الأسبق، سميح المعايطة، قال في تصريحات لتلفزيون “رؤيا” الأردني، إن الرئيس السوري يهمل الملفات التي تتعلق بالأوضاع في المنطقة والحل السياسي، ويركز اهتمامه على الذي يريده فقط، وأضاف “الاسد لم يتحرك إلى الأمام خطوة واحدة بخصوص اللاجئين السوريين، وهو ليس معني كثيراً بعودة أي مواطن”.

ولفت إلى أن السوري عندما يريد العودة يصطدم بمشاكل، مثل البنية التحتية والبطالة والمطالبات الأمنية والخدمة العسكرية الجبرية، وقال أن “الأردن سعت لحل هذه الملفات بشكل مشترك مع الأمم المتحدة ودمشق من أجل إيجاد أرضية لعودتهم إلى قراهم ومدنهم، إلا أن الأخيرة رفضت التجاوب”.

“التعاون الخليجي” يطلب عقد “اللجنة الدستورية” قبل نهاية 2023

مجلس التعاون الخليجي وبعد اجتماع القاهرة، أكد على ثبات موقفه من سوريا ووحدة أراضيها، وداعياً إلى انعقاد اللجنة الدستورية قبل نهاية العام الجاري.

و في بيان للمجلس، خلال اجتماع وزاري للدول الأعضاء، في العاصمة السعودية الرياض، شدد على رفض التدخلات الإقليمية في شؤون سوريا ودعم الحلول السياسية وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، داعياً الأمم المتحدة إلى “مضاعفة الجهود لدعم الحل السياسي وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ودعم الجهود المبذولة لرعاية اللاجئين والنازحين السوريين، والعمل على عودتهم الآمنة إلى مدنهم وقراهم، وفقاً للمعايير الدولية”.

بيدرسون في دمشق لتحريك المساعي السياسية وعقد جولة جديدة “للدستورية”

بالتزامن مع ذلك، أجرى المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، زيارة إلى العاصمة السورية دمشق، وذلك في مساعي أممية لإمكانية تحريك المياه الراكدة في اللجنة الدستورية والعملية السياسية في البلاد، وعقد جولة جديدة بحضور ممثلي الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني.

وبحسب صحيفة “الوطن” المحلية، فإن بيدرسون سيلتقي المقداد والرئيس المشترك للجنة أحمد الكزبري لمناقشة تعديل الدستور، والممثل الخاص للرئيس الروسي والسفير الروسي والإيراني في دمشق.

وأشارت الصحيفة إلى أن المبعوث الأممي سيبحث إمكانية تحديد موعد لانعقاد الجولة ال9 للجنة مناقشة الدستور، بعد توافق المشاركين في لجنة الاتصال العربية على عقد الاجتماع المقبل للجنة الدستورية في سلطنة عُمان، بتسهيل وتنسيق مع الأمم المتحدة قبل نهاية العام الحالي”.

بيدرسون التقى بوفد المعارضة في جنيف

والأحد الماضي، التقى بيدرسون في جنيف السويسرية وفداً من المعارضة السورية، ضمّ رئيس هيئة التفاوض بدر جاموس، والرئيس المشترك للجنة الدستورية هادي البحرة، ومسؤولة لجنة المعتقلين في الهيئة أليس مفرّج، ومسؤول اللجنة القانونية فيها طارق الكردي.

وتتزامن كل هذه الخطوات والمساعي الدبلوماسية لحل الأزمة في سوريا، مع تصعيد عسكري كبير هو الأعنف في عام 2023، في مختلف المناطق السورية، خاصة الشمالية الشرقية والشمالية الغربية، إضافة إلى الحراك السلمي في السويداء والمطالب “بإسقاط النظام” و تعديل الدستور وفق القرارات الأممية ذات الصلة.

 

إعداد: رشا إسماعيل