على الرغم من عودة سوريا التدريجية إلى العالم العربي والجامعة العربية، إلا أن وضعها الاقتصادي ازداد سوءاً. وانخفضت الليرة السورية إلى مستوى منخفض جديد هذا الشهر، إذ تبلغ قيمتها نحو 15 ألف ليرة للدولار (مقابل 47 ليرة للدولار قبل الحرب). وقد دفعت تكلفة المعيشة، والفقر المدقع، والبنية التحتية المختلة، الحشود إلى الاحتجاج ضد النظام.
بدأت الاحتجاجات في جنوب سوريا في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد – في السويداء، التي تسكنها أغلبية من الدروز، وكذلك في درعا، التي أغلب سكانها من السنة. ويطالب المتظاهرون بتحسين الوضع الاقتصادي، وعودة دعم الخبز والوقود، وانتظام إمدادات الكهرباء.
وبدأت المظاهرات بعد أسبوع من قرار رئيس الجمهورية مضاعفة الرواتب والمعاشات التقاعدية لموظفي القطاع العام، رغم أن معظم السكان يعانون من الفقر والجوع. وإلى جانب المطالب الاقتصادية، بدأ المتظاهرون أيضًا برفع مطالب سياسية تشمل دعوات لإسقاط النظام، وإطلاق سراح المعتقلين، وإخراج الوجود الإيراني والروسي من البلاد.
وأدت الاحتجاجات، التي شملت حرق الإطارات وقطع الطرق، إلى إغلاق التجارة في المدينة وإغلاق المكاتب الحكومية خوفا من التعرض لهجوم. وفي وقت سابق، اقتحم الدروز المحليون فروع حزب البعث، وأخرجوا الموظفيت، ومزقوا صور الأسد. بالإضافة إلى السمات المألوفة للاحتجاجات في سوريا، هناك هذه المرة أيضًا بعض الحيل الجديدة: “حملة التعليقات” التي تظهر في أجزاء مختلفة من سوريا (بما في ذلك دمشق) مع رسائل قصيرة تدين النظام، مثل “لا يوجد المستقبل لنظام الأسد” و”دمشق على فجر ثورة جديدة”.
من جانبه، لم يكلف الرئيس نفسه عناء التعليق رسمياً على التطورات – على عكس مستشارته لونا الشبل التي تحدت المتظاهرين بشدة: “من لم يهزمه عشرات الدول ومليارات الدولارات ومئات آلاف الإرهابيين، لن تهزمهم بضع عشرات من المرتزقة”. ولم تنجح محاولات التفاوض التي أجراها المحافظون المحليون نيابة عن النظام لقمع الاحتجاجات، ويبدو حتى الآن أن الاحتجاجات تتوسع إلى مناطق أخرى في سوريا، وهي في هذه المرحلة خارج سيطرة النظام بشكل رئيسي، ولكن مع احتمال حدوث ذلك. تقويض النظام الهش بالفعل في البلاد.
المصدر: معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي
ترجمة: أوغاريت بوست