دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

خبير بالعلاقات الدولية: فتح طريق “حلب غازي عنتاب” خطوة مهمة لانتعاش الاقتصاد السوري وصعبة بسبب خلافات الفرقاء

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – خلال الفترة الماضية عاد الحديث عن إعادة فتح “طريق حلب – غازي عنتاب” وذلك بناءً على وصاية روسية تركية، كما جرى التطرق إليه خلال جولات مسار آستانا بين (روسيا وتركيا وإيران) أكثر من مرة، وبدأ الحديث عنه في الجولة الأولى عام 2017، وذلك بعد إغلاقه في 2012، بعد سيطرة المعارضة المسلحة عليه.

طريق حيوي مقسم بين 3 أطراف متصارعة

وهناك 3 أطراف مختلفة تتقاسم السيطرة على هذا الطريق الحيوي والاستراتيجي، حيث تسيطر فصائل المعارضة على القسم الممتد من دوار الليرمون حتى بلدة بيانون في ريف مدينة حلب الشمالي بمسافة تقدر بـ17 كيلومتر، كذلك تفصله سيطرة قوات إيرانية في نبل والزهراء بمسافة 8 كيلومتر، إضافة إلى سيطرة القوات الكردية (تحرير عفرين) على مسافة 3 كيلومتر، وتبدأ من بلدة منغ مروراً بمدينة تل رفعت ووصولاً إلى مرعناز القريبة من إعزاز، ومن ثم يعود القسم المتبقي من الطريق إلى سيطرة فصائل المعارضة الممتد من نهاية قرية مرعناز حتى معبر باب السلام الحدودي.

إعادة فتح الطريق جاء بناءً على توصيات تركية روسية، وذلك لإعادة تنشيط الحركة الاقتصادية لكل من سوريا وتركيا، وهو بمثابة “بادرة حسن نية وثقة” بين الأطراف المتصارعة على السلطة في سوريا، إلا أن الأحداث التي وقعت خلال السنوات الماضية والخلافات بين ضامني “آستانا” حول قضايا تتعلق بالشمال الغربي والشرقي من البلاد حالت دون إتمام فتح هذا الطريق.

الخلافات بين أطراف الصراع تقف عائقاً أمام فتح الطريق الاستراتيجي

كذلك الخلافات بين هذه الأطراف حول الجهة التي ستسيطر على هذا الطريق بالكامل، حيث تريد روسيا وإيران أن تكون السيطرة للدولة السورية، فيما ترفض تركيا ذلك، وترى بأن تكون السيطرة مقسمة في أحسن الأحوال بين الدولة السورية والمعارضة، وهو ما لم يقبل به حلفاء دمشق.

أوساط سياسية ومتابعة للشأن السوري، رأت في إعادة فتح هذا الطريق إمكانية اشتعال الجبهات من جديد، خاصة وأنه منقسم بين 3 جهات عسكرية مختلفة، حيث لا يمكن تنشيط حركة التجارة عليه مع وجود أطراف مختلفة عن بعضها تسيطر عليه، مشيرين إلى أن فتحه هو “خطوة “جيدة للساعين وراء ذلك” فقط، إلا أن الخبير في العلاقات الدولية الدكتور محمد اليمني وخلال حديث له مع شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، رأى أنه في حال التأكيد على فتح هذا الطريق فهي “خطوة جيدة من قبل روسيا وتركيا”، لكنه شكك في النوايا التركية، خاصة وأن لتركيا سياسات ومعاملات كانت واضحة  للجميع خلال السنوات الماضية في سوريا.

“إعادة فتح الطريق يشكل تحدياً”.. ولكل طرف مشاكله وأزماته

وفيما يتعلق بتوقيت إعادة طرح هذه الخطة، أضاف الخبير اليمني أن التوقيت يعود إلى تعرض سوريا لأزمات اقتصادية طاحنة، مشيراً إلى أن عقد من الزمن في ظروف الحرب والصراع كانت كفيلة بأن تدمر اقتصاد أي دولة وتسبب أزمات عدة في الاقتصاد وفي البنية التحتية وفي المؤسسات، وما زاد الوضع سواءً هو “عقوبات الولايات المتحدة الأمريكية”.

وبما أن الطريق ينقسم إلى 3 أقسام، تسيطر عليه 3 جهات عسكرية مختلفة، فإن إعادة فتحه يعتبر تحدياً كبيراً تواجه الأطراف الدولية والإقليمية الساعية إلى إعادة فتحه، وهنا قال الدكتور محمد اليمني في حديثه، أن هناك حليفين استراتيجيين لسوريا، وبل بد أن نفصل هنا حيث أن إيران تعاني داخلياً ولكن بالرغم من هذه المعاناة الشديدة، فإنها تساعد الحكومة السورية أو تساعد سوريا وبشار الأسد.

أما حول روسيا تابع، أن روسيا في حرب طاحنة مع أوكرانيا وهي مشغولة بهذا الصراع، لكن بالرغم من ذلك روسيا تساعد أيضاً حكومة دمشق، وأشار إلى أن السبب في مساندة إيران روسيا لسوريا رغم الأزمات التي تعيشها هذه الدول، هي لأن “الملف السوري هو ملف ضاغط”.

“تواجد تركيا في سوريا والعراق ولبيبا هو سبب مكانتها في الشرق الأوسط”

وقال إن الطريق متعدد الأطراف بينها الجانب التركي الذي لن يخرج من سوريا والعراق وليبيا، لافتاً إلى أن هذه الدول أثقلوا وضع تركيا في المنطقة، وتركيا تتمتع بمكانة في الشرق الأوسط بسبب وجودها في هذه الدول.

وفي خضم ما تعيشه سوريا من أزمات اقتصادية وانهيار لليرة مع غياب أي بوارد للحلول، يشكك الكثيرون في أن إعادة فتح طريق “حلب – غازي عنتاب” من شأنه أن يحسن الاقتصاد السوري، وهو ما وافق عليه الخبير في العلاقات الدولية الدكتور محمد اليمني في حديثه، حيث قال “اكيد أرى إن تم تطبيق فتح الطريق بين حلب وغازي عنتاب، سوف يؤدي لانتعاش الاقتصاد السوري، لكن إلى حد ما”.

وبات من الواضح تماماً، بحسب مراقبين، بأنه في ظل التجاذبات والخلافات وتناقض المصالح لأطراف الصراع على السلطة في سوريا، فإن مسألة فتح طريق “حلب – غازي عنتاب” هو ملف معقد، وإعادة فتحه ليس بالأمر السهل بسبب الخلافات وتباين المصالح بين أطراف الصراع على السلطة في سوريا، كما من شأن فتح هذا الطريق خلق حروب جديدة لن يدفع ثمنها إلا الشعب السوري.

 (ملاحظة: ستنشر شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية التفاصيل الكاملة للحوار الذي أجرته مع الخبير في العلاقات الدولية الدكتور محمد اليمني قريباً).

 

إعداد: ربى نجار