دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الباحث السياسي حسين عمر: موقف واشنطن تغير من أردوغان.. وعلى الإدارة الذاتية رسم سياساتها بعيداً عن الولايات المتحدة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تم الحديث خلال الأيام الماضية عن “خلاف” بين الولايات المتحدة الأمريكية والإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا، هذه الخلافات التي لوحظت خلال تصريحات أمريكية حول التواجد التركي في عفرين وعدم اعتبار ما يحصل في هذه المنطقة “تغييراً ديمغرافياً”، ورفض الإدارة الذاتية للمواقف السياسية الأمريكية التي وصفتها “بغير العادلة والبعيدة عن الواقع”.

الموقف من عفرين والهجمات التركية المستمرة

الخلاف ليس على عفرين فقط، بل على صمت الولايات المتحدة الأمريكية على الهجمات التي تشنها القوات التركية على مختلف مناطق شمال شرقي سوريا، والتي تستهدف المدن والقرى وتعرض حياة المدنيين للخطر، إضافة لعمليات استهداف القادة والقوات العسكرية في “سوريا الديمقراطية” (قسد)، عبر الطائرات المسيرة؛ والتي لاتستطيع الدخول للأجواء السورية إلا بعلم مسبق للتحالف، وهو أيضاً محل إدانة ونقد من قبل الإدارة الذاتية والقيادة العسكرية في تلك المناطق.

القامشلي: عفرين محتلة وتركيا تغير ديمغرافيتها

وتؤكد الإدارة الذاتية أن ما يحصل في عفرين هو “تغيير ديمغرافي وتطهير عرقي” بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث تقوم القوات التركية وفصائل المعارضة بالتضييق على السكان الأصليين لدفعهم للهجرة وترك بيوتهم وقراهم، التي تُجرف فيما بعد، بعد إخلائها، وتبنى عليها قرى سكنية أو “مستوطنات” كما يتم وصفها محلياً، ويتم توطين المهجرين السوريين من باقي المناطق و عوائل الفصائل إضافة للمرحلين قسراً من الأراضي التركية.

“استدارة أردوغان نحو الغرب والموقف منه تغير’

وخلال حديث لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، مع الكاتب والباحث السياسي حسين عمر، رأى بأن التصريحات الأمريكية حول عفرين ليست بالغريبة، كون الموقف الأمريكي يعتمد بالدرجة الأولى على تحركات حليفه الأساسي في المنطقة، تركيا، على الرغم من وجود بعض الخلافات في وجهات النظر بين أنقرة وواشنطن.

وأشار إلى أن التصريحات الأمريكية حول عفرين، مرتبطة بالاستدارة الأردوغانية بعد الانتخابات الرئاسية في تركيا نحو الغرب والعودة إلى الموقع الصحيح لتركيا بالنسبة لأمريكا، ولفت إلى أن تركيا تعتمد بالدرجة الأولى على تدخلاتها في سوريا والعراق على الدعم الأمريكي.

وأرسلت عشرات المنظمات والجهات الحقوقية المحلية المهتمة بشؤون عفرين وغيرها من المناطق السورية، تقارير موثقة للجهات الدولية والأممية المعنية، تتحدث فيها عن ما يجري في عفرين من انتهاكات من قبل الفصائل الموالية لتركيا بحق السكان الأصليين والتغيير الديمغرافي، إلا أن الولايات المتحدة تجاهلت كل ذلك، ورفضت الاعتراف بوجوده، والسبب في ذلك كما أكد الباحث السياسي حسين عمر، أنه “لاستدارة أردوغان نحو الغرب”.

الخارجية الأمريكية تحدثت عن انتهاكات في عفرين

وأضاف أن “التقارير الصادرة عن الخارجية الأمريكية نفسها قد تحدثت عن عفرين وما يجري فيها”، حيث أن التكتيكات والسياسات الأمريكية قائمة مع المصلحة مع تركيا لذلك الولايات المتحدة تربط وجودها في سوريا بمحاربة داعش، وليس لمساعدة السوريين والكرد، كما أنها لا تعترف بوجود مناطق محتلة في سوريا.

وتساءل العديد من المراقبين حول مدى تأثير التصريحات الأمريكية الأخيرة في العلاقة مع الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية، وهنا أكد الباحث السياسي عمر، بأن على الإدارة الذاتية رسم سياسة جديدة بعيدة عن أمريكا، حيث أن واشنطن تساعد قسد في الحرب ضد داعش، مشدداً على أن الموقف الأمريكي الرسمي تغير من أردوغان بعد عودته باتجاه الغرب.

أردوغان قد يعقد صفقة مع واشنطن حول شمال شرق سوريا

ولم يستبعد الباحث السياسي حسين عمر في حديثه، أن تقوم تركيا بطرح مخططها القديم حول شمال وشرق سوريا بالتوافق مع أمريكا، حيث أن كل الخيارات ممكنة بخصوص الحسكة وحتى دير الزور وقضم مناطق جديدة بالرضى الأمريكي.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية سحبت قواتها بناءً على أوامر من الرئيس السابق دونالد ترامب، وذلك قبيل شن تركيا للعملية العسكرية الأخيرة المسماة “بنبع السلام” في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، وخلالها سيطرت القوات التركية بالتعاون مع فصائل المعارضة المسلحة على مدينتي رأس العين (سري كانيه) و تل أبيض (كري سبي).

وقبلها بنحو عام ونصف، انسحبت القوات الروسية أيضاً من مناطق تواجدها في عفرين وفتحت الأجواء قبيل العملية العسكرية التركية هناك والمسماة “بغصن الزيتون” في 2018، والتي انتهت بالسيطرة على مدينة عفرين وريفها، باستثناء بعض المناطق من ناحيتي شرا وشيراوا.

ماذا تفعل تركيا في عفرين وشمال سوريا ؟

وتمارس تركيا في هذه المناطق تغييراً ديمغرافياً، منذ اللحظة الأولى من السيطرة عليها، باعتراف منظمات دولية منها “هيومن رايس ووتش” و “لجنة التحقيق الدولية حول سوريا”، حيث تعمل تنظيمات تابعة للإخوان المسلمين على بناء قرى سكنية لإسكان آخرين بدلاً من السكان الأصليين، ويخشى السوريون من أن يكون ذلك تمهيداً لسلخ هذه المناطق عن سوريا وبالتالي تكرار سيناريو لواء اسكندرون، وكل ذلك يحصل دون أي موقف واضح وصريح من قبل الحكومة السورية وحلفائها روسيا وإيران.

 

(ملاحظة.. ستنشر شبكة أوغاريت بوست الإخبارية قريباً الحوار الكامل الذي أجرته مع الباحث السياسي السوري حسين عمر)

 

إعداد: ربى نجار