دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

وول ستريت: الصفقة الأمريكية السعودية تحدد مسارًا لتطبيع علاقات المملكة مع إسرائيل

يقوم المسؤولون الآن بصياغة تفاصيل صفقة يأملون في تعزيزها في الأشهر التسعة إلى الاثني عشر المقبلة، على الرغم من بقاء العديد من العقبات.

اتفقت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية على الخطوط العريضة لصفقة تعترف فيها السعودية بإسرائيل مقابل تنازلات للفلسطينيين وضمانات أمنية أمريكية ومساعدة نووية مدنية، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.

أعرب المسؤولون الأمريكيون عن تفاؤل حذر من أنه في الأشهر التسعة إلى الاثني عشر القادمة، يمكنهم التوصل إلى تفاصيل أدق لما يمكن أن يكون أكثر اتفاق سلام في الشرق الأوسط أهمية خلال جيل.

وتأتي هذه الجهود المكثفة بعد أن التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدة قبل أسبوعين مع جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي لبايدن، في محاولة لتسريع المحادثات. انتقل المفاوضون الآن إلى مناقشة التفاصيل، بما في ذلك تلبية الطلبات السعودية بأن تساعدهم الولايات المتحدة في تطوير برنامج نووي مدني وتقديم ضمانات أمنية.

يسعى السعوديون أيضًا إلى الحصول على تنازلات كبيرة من إسرائيل من شأنها أن تساعد في تعزيز إنشاء دولة فلسطينية. في المقابل، تضغط الولايات المتحدة على المملكة العربية السعودية لفرض قيود على علاقتها المتنامية مع الصين.

قال أحد كبار المسؤولين الأمريكيين: “هناك خطة عمل لاستكشاف عناصر ما يمكن أن يكون عليه واختبار حدود ما هو ممكن”.

الجهود المتطورة هي ثمرة اعتراف واشنطن والرياض وتل أبيب بأن الوقت قد حان الآن لمحاولة التوسط في صفقة، وفقًا لمسؤولين أمريكيين. حاول بايدن تذليل الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط ونسج تحالفًا أمنيًا إقليميًا قادرًا على مواجهة التهديدات الإيرانية بدعم أمريكي محدود.

وبينما يقول المسؤولون الأمريكيون إن بايدن لم يقرر بعد الثمن الذي يرغب في دفعه، فإن تركيز الرئيس على الصفقة هو انعكاس لوجهة نظره القائلة بأن أمريكا يجب أن تظل لاعباً مركزياً في الشرق الأوسط لاحتواء إيران وعزل روسيا، وإحباط جهود الصين لتحل محل مصالح واشنطن في المنطقة.

في مقابل تنازلات أمريكية كبيرة للسعودية، تحاول إدارة بايدن الحصول على تأكيدات من المملكة العربية السعودية بأنها ستنأى بنفسها – اقتصاديًا وعسكريًا – عن الصين، كما يقول المسؤولون الأمريكيون.

قال المسؤولون إن الولايات المتحدة يمكن أن تسعى للحصول على تأكيدات من المملكة العربية السعودية بأنها لن تسمح للصين ببناء قواعد عسكرية في المملكة – وهي قضية أصبحت نقطة حساسة خاصة بين إدارة بايدن والإمارات العربية المتحدة. وقالوا إن المفاوضين قد يسعون أيضًا إلى فرض قيود على المملكة العربية السعودية باستخدام التكنولوجيا التي طورتها شركة هواوي الصينية والتأكيدات بأن الرياض ستستخدم الدولار الأمريكي، وليس العملة الصينية، لتسعير مبيعات النفط. ومن المتوقع أيضًا أن تبحث الولايات المتحدة عن طرق لإنهاء الخلاف بشأن أسعار النفط مدفوعًا بتخفيضات الإنتاج المتكررة في المملكة العربية السعودية.

أعطى محمد رسائل متضاربة حول التزامه. يقول المسؤولون الأمريكيون العاملون في هذه القضية إن محمد جاد في محاولة التوسط في صفقة. لكن ولي العهد أبلغ مساعديه أنه غير مستعد لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل على غرار العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة، التي وقعت اتفاقا في عام 2020، وفقا لمسؤولين سعوديين.

وأضافوا أن ولي العهد أبلغ مستشاريه بأنه ليس في عجلة من أمره، خاصة مع الحكومة الائتلافية المتشددة الحالية في إسرائيل التي تعارض إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

إحدى العقبات الرئيسية التي تواجه المفاوضين هي التنازلات التي سيتعين على إسرائيل تقديمها للفلسطينيين مقابل علاقات دبلوماسية مفتوحة مع المملكة العربية السعودية. يقول المسؤولون الأمريكيون والسعوديون إنه سيتعين على إسرائيل تقديم عرض مهم يعزز الجهود المبذولة لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة.

المصدر: صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية

ترجمة: أوغاريت بوست