دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

عفرين السورية.. انتهاكات متواصلة للفصائل ونشاط متزايد لتنظيم “الإخوان” في ظل غياب الإعلام والمحاسبة والقانون

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تعيش المناطق السورية التي تسيطر عليها تركيا وفصائل المعارضة الموالية لها، حالة فلتان أمني وفوضى كبيرة، إضافة إلى انتهاكات بحق المواطنين السوريين، مع عمليات تخريب للطبيعة وجرف للتلال التاريخية بغية استخراج الآثار وسرقتها وبيعها خارج الأراضي السورية، يأتي ذلك وسط غياب القانون والمحاسبة، وصمت تام من قبل الحكومة السورية وحلفائها والأطراف الفاعلة في الأزمة السورية.

لماذا لا يسلط الإعلام الضوء على ما يجري في هذه المنطقة ؟
وما يدعو للاستغراب، تجاهل الإعلام العربي والدولي بتسليط الضوء على ما تعيشه هذه المناطق، وخاصة الكردية منها، وعلى رأسها منطقة عفرين، التي سيطرت عليها القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني” بعد معارك ضارية مع قوات سوريا الديمقراطية خلال العملية العسكرية التي أسمتها أنقرة “بغصن الزيتون” في 2018.
ويقتصر الحديث الإعلامي عن ما يجري في هذه المناطق على وسائل إعلام الإدارة الذاتية، إضافة لمواقع سورية أخرى، كالمرصد السوري لحقوق الإنسان، مع حديث لبعض المنظمات الدولية وبشكل خجول عما يحصل في هذه المنطقة، ولعل غياب هذه المناطق وما يحصل فيها عن الإعلام العربي والدولي يأتي لأسباب سياسية. بحسب ما يراه متابعون.
اعتقالات بالجملة.. والاتهامات جاهزة والهدف “تحصيل فدى مالية”
ومنذ سيطرة القوات التركية، تعيش هذه المنطقة في ظل انتهاكات للفصائل المعارضة بحق المواطنين السوريين، حيث عمليات الاعتقال بحجة “دعم ومساندة والعمل مع الإدارة الذاتية السابقة”، إضافة لاعتقال مدنيين كونهم من المكون الكردي فقط، مع ترحيل العشرات من المعتقلين إلى داخل الأراضي التركية لمحاكتهم هناك، وهو بحد ذاته انتهاك للقوانين الدولية.
عمليات الاعتقال والخطف هذه تأتي في سياق ما يتم وصفه من قبل الجهات المحلية بأنها “سياسية ممنهجة لدفع من تبقى من سكان عفرين للهجرة”، حيث يتم بعد هذه العمليات طلب فديات مالية من ذوي المعتقلين بهدف إطلاق سراحهم، ناهيك عن عمليات الاستيلاء على الممتلكات الخاصة للمهجرين قسراً بفعل العمليات العسكرية والانتهاكات وبيعها لمسلحين من الفصائل أو مهجرين جاءوا من مناطق سورية أخرى بأسعار زهيدة.
جرائم اغتصاب.. ونشاط “للإخوان” في بناء “المستوطنات”
كما شهدت المنطقة خلال 3 أشهر، جريمتي اغتصاب وتحرش جنسي من قبل عنصرين من فصائل المعارضة أحدهما يبلغ من العمر 50 عاماً بحق طفلتين لا تتجاوز أعمارهن الـ14 عاماً، فيما كشفت تقارير إعلامية محلية عن عشرات عمليات الخطف والاعتقال التي طالت النساء في هذه المناطق خلال السنوات الثلاث الماضية، منهن من تم قتلهن بظروف مختلفة، بينها تحت التعذيب وفي السجون.
كذلك تعمل تركيا على بناء قرى سكنية يتم إطلاق تسمية “مستوطنات” عليها من قبل السكان المحليين، وهذه القرى السكنية تبنى بأموال عربية وخاصة من قبل دول خليجية على رأسها قطر والكويت، وذلك بعد طرد السكان الأصليين من هذه المناطق وجرف قراهم ومنازلهم، والبدء بعمليات التشييد من قبل منظمات تعمل لصالح تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي.
ويقول ناشطون محليون أن هذه القرى تأتي “لتوطين عائلات الفصائل الذين يقاتلون مع تركيا داخل وخارج الأراضي السورية” إضافة إلى من يتم ترحيله من الأراضي التركية، مشددين أن هذه العمليات ترقى لمستوى “تطهير عرقي وتغيير ديمغرافي”.
سرقة الآثار.. وتخريب الطبيعة (10 آلاف شجرة تم قطعها خلال 2023)
وخلال الفترة الماضية، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو من الجهات القليلة السورية الذي يسلط الضوء على ما يحدث في عفرين، بأن عشرات المواقع الأثرية والتلال جرى تجريفها تحت مرأى ومسمع من القوات التركية في عفرين وذلك بهدف سرقة الآثار ونقلها إلى تركيا وبيعها في السوق السوداء، وهذه العمليات تجري بالتنسيق مع المخابرات التركية وقيادات فصائل المعارضة.
أما فيما يخص عمليات تخريب الطبيعة وقطع الأشجار المثمرة، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير له، عن قطع الفصائل أكثر من 10 آلاف شجرة مثمرة في منطقة عفرين. حيث تعرف المنطقة بطبيعتها الخلابة وزراعتها المتنوعة خاصة زراعة الزيتون.
وبين المرصد السوري في تقريره أنه رصد 131 عملية قطع ممنهجة لأشجار مثمرة على يد الفصائل الموالية لتركيا، خلال الأشهر الست الأولى من العام الجاري، قطع خلالها 10756 شجرة، وجرى بيعها كحطب للتدفئة.
ورغم خروج مسؤولي “الحكومة السورية المؤقتة” وحديثهم الخلبي عن حماية الغطاء النباتي والطبيعة في منطقة عفرين ومحاسبة كل من يقوم بقطع الأشجار، إلا أن هذه العمليات مستمرة إلى جانب الاستيلاء على ممتلكات المدنيين من منازل ومحاصيل زراعية وغيرها، في ظل غياب القانون والمحاسبة.
وبالعودة لإحصائية المرصد حول قطع الأشجار، بين أنه خلال كانون الثاني تمت 58 عملية قطع للأشجار المثمرة وشملت قطع أكثر من 2765شجرة زيتون في مختلف قرى ونواحي عفرين.
وفي شباط تم تسجيل 18 عملية قطع للأشجار المثمرة، شملت قطع أكثر من 3381 شجرة زيتون في مختلف قرى ونواحي عفرين.
وفي آذار، 20 عملية قطع للأشجار المثمرة، شملت قطع أكثر من 805 شجرة زيتون في مختلف قرى ونواحي عفرين.
وفي نيسان، 18 عملية قطع للأشجار المثمرة، شملت قطع أكثر من 775 شجرة زيتون في مختلف قرى ونواحي عفرين.
وفي أيار، 9 عمليات قطع للأشجار المثمرة، شملت قطع أكثر من 2244 شجرة زيتون في مختلف قرى ونواحي عفرين.
وفي حزيران، 8 عمليات قطع للأشجار المثمرة من قبل فصائل الجيش الوطني، شملت قطع أكثر من 786 شجرة زيتون في مختلف قرى ونواحي .
ماذا عن “الجريمة العنصرية” عشية “عيد النوروز” ؟
إضافة إلى كل ما ذكر، جرت جرائم “عنصرية وكراهية” في منطقة عفرين بحق المواطنين الأكراد، وحصلت إحدى هذه الجرائم عشية الاحتفال بعيد النوروز في آذار/مارس الماضي، حيث أقدم 3 مسلحين من فصائل “الجيش الوطني” على قتل 4 مواطنين أكراد في ريف منطقة عفرين كونهم كانوا يحتفلون بهذه المناسبة، وهو ما أثار استياء وغضب شعبي واسع، مع خروج مظاهرات منددة بهذا الفعل.
ليس ذلك فحسب، بل انتشرت مقاطع صوتية لقيادات في فصائل المعارضة دعت لقتل وإبادة المواطنين الأكراد والأقليات الدينية في عفرين، وذلك بتهمة “الردة والكفر”.
وأكد تقرير لمنظمة “هيومن رايس ووتش” أن هذه الجريمة تندرج في إطار “جرائم العنصرية والكراهية” بحق المواطنين الأكراد السوريين في عفرين، وحملت تركيا حنيها المسؤولية حول ارتكاب هذه الجريمة كونها قوة احتلال، وهي ملزمة بحماية السكان، وطالبت المنطقة القوات التركية بقطع الدعم عن الفصائل التي شاركت في هذه الجريمة وتقديم الفاعلين إلى القضاء. إلا أنه وليومنا هذا لم يتم محاكمة أو الإعلان عن محاكمة هؤلاء.

إعداد: ربى نجار