أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لأول مرة منذ 2011، يزور مسؤول عراقي بمنصب رئيس الوزراء، سوريا، حيث التقى محمد شياع السوادني، الرئيس السوري بشار الأسد في العاصمة دمشق، وتم التباحث حول ملفات اقتصادية ومائية ومكافحة الإرهاب والمخدرات، مع تعزيز العلاقات بين الطرفين بما يخدم المصالح المشتركة.
زيارة السوداني تأتي بعد التطبيع العربي مع دمشق
وساهم العراق بشكل فعال وكبير في عودة دمشق إلى مقعدها المعلق في جامعة الدول العربية، خاصة بعد أن خرجت بعض الدول رفضت ذلك واعتبرت حينها أن عودة دمشق ليس في وقتها، كما تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد الساحة السورية تطورات عدة بينها عودة العلاقات مع العرب، و التوتر بين التحالف الدولي وإيران والمجموعات الموالية لها، وأمريكا وروسيا، إضافة إلى تزايد نشاط الإرهاب وتجارة المخدرات العابرة للحدود، ومعاناة الطرفين من قطع تركيا لمياه نهري دجلة والفرات.
التهديدات الإرهابية وانتشار المخدرات.. أهم محاور النقاشات بين البلدين
وحول أبرز ملفات النقاش التي طرحت، أكد المتحدث باسم الحكومة العراقية أن “أهم الملفات التي تم مناقشتها، هي تأمين الحدود ومنع تسلل الإرهابيين ومعالجة التهديدات الإرهابية وغيرها بتعاون مشترك، والسعي لإشراك سوريا في مشاريع التكامل الاقتصادي ومنها مشروع خط التنمية العراقي الرابط بين الشرق والغرب، والتبادل التجاري، وبالخصوص الملف الزراعي”.
مع إعادة طرح موضوع إعادة تجديد خط بانياس لتصدير النفط العراقي عبر سوريا، وملف المياه بين (تركيا وسوريا والعراق)، والعمل على ضمان حصص الجميع وفق القوانين الدولية، وملف اللاجئين وضمان عودتهم، وحل مسالة مخيم الهول حل حاسم ونهائي وبمشاركة المجتمع الدولي، وملف المخدرات (الكبتاغون)، باعتباره آفة تهدد شباب البلدين ومستقبل الأجيال وملف تواجد القوات الدولية وغيرها في المنطقة”.
الأسد: هناك دول مجاورة دعمت الإرهاب وتقطع المياه عن السوريين والعراقيين
وفي مؤتمر صحافي عقده الرئيس السوري بشار الأسد مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، شدد الأسد أن بغداد وقفت مع سوريا وشعبها ضد الحرب التي تعرضت لها، وذلك بأغلى ما يملك الإنسان، الدماء، ولفت إلى القيام بخطوات عملية عدة لتعزيز التعاون بين البلدين وبما يخدم مصالحهما، مع مواجهة التحديات أمام سوريا والعراق المتمثلة بالإرهاب ومكافحته.
ودون أن يسميها صراحة، قال الأسد، “أن بعض دول الجوار تورطت بشكل مباشر في دعم الإرهاب إما لأسباب توسعية أو لأسباب عقائدية متخلفة كما نعرف، بالإضافة للتحدي الأكبر وهو سرقة حصة سورية والعراق من مياه نهر الفرات وما يعنيه ذلك من عطش ومن جوع بسبب الوضع الكارثي للمحاصيل و من انتشار للأمراض وتفشٍ للأوبئة والجائحات. وذلك في إشارة واضحة وصريحة لتركيا.
بدوره قال السوداني، إن الأمن والاستقرار في سوريا والعراق يدفعان نحو مزيد من التنسيق الثنائي لمواجهة التحديات المشتركة، وأكد أن العلاقات الاقتصادية بين بغداد ودمشق ستتصدر المباحثات.
وذكر أنهما ناقشا سبل مكافحة الجفاف في البلدين والناجم عن تراجع هطول الأمطار وتغير المناخ وبحثا تأمين الحدود المشتركة التي تمتد لنحو 600 كيلومتر في ضوء التهديدات الأمنية بما في ذلك من تنظيم داعش الإرهابي، وأضافا أنهما اتفقا على تعزيز التعاون للحد من تهريب المخدرات.
وقال إن العراق يدعم رفع العقوبات المفروضة على سوريا من جانب الولايات المتحدة والدول الأوروبية منذ 2011.
العلاقات الثنائية والتعاون في مختلف المجالات
كذلك أفادت وكالة الأنباء الحكومية السورية “سانا” بأن المباحثات تركزت على العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات بما فيها التبادل التجاري والنقل والصناعة، والتنسيق الدائم في مختلف القضايا السياسية.
بدوره قال فرهاد علاء الدين مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الخارجية إن السوداني، سيتناقش أيضأً التعاون التجاري والاقتصادي وسبل إعادة فتح خط أنابيب لتصدير النفط في البحر المتوسط، وهو ما قد يساعد بغداد على تنويع مسارات صادراتها.
إسرائيل: زيارة السوداني تصب في مصلحة إيران
وفي السياق، علقت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية على زيارة الشياع، وقالت أنها مهمة للطرفين، ولفتت الصحيفة إلى أنه عندما برز داعش عام 2014، غزا أجزاء من العراق باستخدام فوضى الحرب السورية كنقطة انطلاق.
وقالت الصحيفة أن زيارة السوداني مهمة لأنها يمكن أن تصبّ في مصلحة إيران، على الجانب الآخر، وقّع العراق صفقة طاقة جديدة وهو في خضمّ محاولة للالتفاف على العقوبات المفروضة على إيران لإجراء المزيد من التجارة، وساعد في التوسط في الصفقة الإيرانية السعودية.
ولفتت الصحيفة إلى أن الشياع، جاء لوضع سياسات لمنطقة القائم الحدودية والبوكمال، المعبر الاستراتيجي والمهم لإيران وقواتها ومجموعاتها المسلحة في سوريا.
العراق تسلم 4 مواطنين سوريين أكراد لدمشق
وفي سياق آخر ومع زيارة الشياع إلى البلاد ، كشف مسؤول في مديرية الهجرة بوزارة الداخلية العراقية، عن تسليم سلطات بلاده 3 مواطنين سوريين إلى الحكومة السورية بتهمة مخالفة نظام الإقامة.
ونقل موقع “العربي الجديد” عن المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه، إن السلطات العراقية سلمت 3 مواطنين سوريين إلى دمشق، السبت، بعد اعتقالهم في وقت سابق بتهم مخالفة نظام الإقامة، وأوضح أن السوريين الـ 3 الذين تم تسليمهم إلى الأجهزة الأمنية الحكومية رحّلوا إلى مطار دمشق الدولي، وجميعهم من المواطنين الأكراد السوريين، مؤكداً أن أسرهم ما زالت داخل العراق.
وكشف المسؤول العراقي وجود نحو 30 سورياً معتقلاً في بغداد، قد يتم تسليمهم أيضا للحكومة السورية وهم من الأكراد السوريين أيضاً.
إعداد: علي إبراهيم