أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كشف المرصد السوري عن “وثاثق ودلائل” لتفاصيل “التعاون السري” بين حزب الله والحرس الثوري الإيراني وتنظيم داعش الإرهابي، ومن عمليات التنسيق بين هذه الأطراف، الهجوم الدموي لداعش على سجن الصناعة بحي غويران بمدينة الحسكة شمال شرق سوريا في كانون الثاني/يناير 2022.
البداية .. اجتماع بين حزب الله والثوري الإيراني وداعش
وأشار المرصد السوري إلى أنه استطاع الوصول إلى أشخاص مقربين من المجموعات المسلحة التابعة لإيران في سوريا بينهم أشخاص على دراية تامة بالمفاوضات مع التنظيم، والتي جرت أيار/مايو 2021.
ويكشف المرصد “بداية القصة” في نيسان/أبريل 2021، أرسلت قيادة “الثوري الإيراني” برقية باللغة الفارسية لوحدة أمنية عسكرية موالية لإيران تطالبها بإيجاد طريقة للتواصل مع داعش عبر وجهاء قبائل أو بدو على صلة بالتنظيم في سوريا.
التواصل تم عبر الشيخ علي أحمد العموري من بدو حماة
وتم التواصل مع شخص يدعى الشيخ علي أحمد العموري من بدو حماة، والمعروف بلقب “الأب الروحي” لشركة القاطرجي، ولديه تاريخ طويل في التوسط في الصفقات بين المسلحين الإيرانيين وداعش، حيث تم استدعاء العموري إلى دير الزور في 22 نيسان/أبريل 2021 من قبل صديقه القديم العميد أحمد إبراهيم الخليل، قائد فرع الأمن العسكري في دير الزور، وطلب منه تأمين اجتماع مع التنظيم في مكان يتم الاتفاق عليه لاحقاً.
وفي تاريخ الـ 3 أيار/مايو 2023 أبلغ العموري صديقة العميد بأن التنظيم قبل عرض الاجتماع على أن يجري في 20 أيار 2021 في عمق البادية السورية بين منطقتي كباجب والسخنة.
هدف الاجتماع “الإبقاء على الأوضاع في سوريا مزعزعة وضرب قسد والتحالف”
ولفت المرصد أن الاجتماع ترأسه قائد فرع الأمن العسكري بدير الزور، مع الحاج دهقان من قبل الحرس الثوري للقاء ممثل التنظيم الملقب “أبو البراء”، وتم التباحث حول “التعاون من أجل الحفاظ على سوريا مزعزعة الاستقرار في سبيل تحقيق مصالح الطرفي”، إضافة لتأمين الأسلحة والذخيرة للتنظيم وتأمين مرورهم لمناطق قوات سوريا
الديمقراطية، مقابل الحد من هجمات داعش على القوافل الإيرانية.
التنظيم طلب معلومات مفصلة عن “سجن الصناعة” تمهيداً للهجوم عليه
وجرى لقاء آخر في 9 حزيران 2021، في المنطقة ذاتها بين هذه الأطراف، حيث طرح أبو البراء من جانب التنظيم، شرطاً أساسياً لتحقيق الاتفاق بين الطرفين، وتمثل بمعلومات مفصلة عن سجن غويران والمنطقة المحيطة به، وضمانة المرور الآمن لمقاتلي داعش إلى مناطق سيطرة قسد، حتى يتمكنوا من التخطيط والتدريب وتنفيذ عملية سجن غويران، وقد قبلت الأطراف الأخرى شرط داعش.
وخلال ايام سلم الإيرانيون معلومات مفصلة حول السجن للتنظيم والمنطقة المحيطة به، بما في ذلك نقاط تفتيش تابعة لقسد والدوريات والطرق وهي معلومات كان يستحيل التنظيم الوصول إليها.
“الثوري الإيراني” أمنت مرور مقاتلي داعش لمناطق قسد وآوتهم قبل يوم من الهجوم
ويقول التقرير أنه منذ ذاك الحين قلت الهجمات على القوات الإيرانية وزادت على قسد والتحالف، وأكد المرصد أن الإيرانيون أمنوا مرور أكثر من 500 مقاتل من التنظيم إلى مناطق قسد منذ تموز 2021.
ويقول المرصد أنه تمكن من كشف أحد الطرقات الرئيسية التي سلكها التنظيم للهجوم على سجن غويران بالحسكة، وهو نهر الخابور الذي مكن التنظيم من تجاوز العديد من نقاط تفتيش قسد في طريقه لوسط المدينة.
وفي الليلة التي سبقت الهجوم، تم إيواء مقاتلي داعش في ساحات أمنية تابعة للإيرانيين، إضافة لقدوم السيارة المفخخة التي بدأت بها العملية من المنطقة ذاتها.
بمساعدة الإيرانيين.. إجلاء 200 من مقاتلي وقيادات داعش من سجن الصناعة
ومع بداية الهجوم، قام “الثوري الإيراني” بإجلاء ما يقارب 200 شخص معظمهم من الفارين من السجن، بينما لم يتبقى سوى عدد قليل من مقاتلي التنظيم لمواصلة شن المزيد من الهجمات على قسد والتحالف.
وتعتبر عملية سجن غويران إعلان غير رسمي بين داعش وحزب الله والثوري الإيراني للتحالف بينهم بهدف تحقيق مصالح الطرفين.
الإيرانيون حذروا داعش من حملة كبيرة لقسد والتحالف ضدهم شرق الفرات
ويقول المرصد، أنه في منتصف العام الجاري، أخبرت المجموعات الإيرانية قيادات التنظيم بأن معلومات استخباراتية وصلت إليهم تفيد بأن قسد والتحالف سوف تنفذان حملة أمنية ضدهم وعلى ضوء ذلك انسحب قسم كبير من خلايا التنظيم من شرق الفرات بمساعدة المسلحين الإيرانيين نحو البادية السورية.
ونشر المرصد صورة البرقية التي وصلت بتاريخ 23 كانون الثاني 2023، تأمر عناصر داعش بالابتعاد عن مناطق قسد قبل وقت قصير من بدء الحملة الكبيرة ضد التنظيم في شرق الفرات.
شبكة واسعة من الطرق المحمية لسهولة تنفيذ العمليات من قبل داعش
ويقول المرصد، أنه خلال العامين الماضيين، تمكن التنظيم وبحماية من الإيرانيين من إنشاء شبكة واسعة من الطرق المحمية في مناطق سورية متفرقة، مكنته من تنفيذ عملياته بسهولة، وتشمل هذه الشبكة معبراً مائياً استخدم أثناء التخطيط لتنفيذ الهجوم على سجن غويران، استخدم التنظيم هذا المعبر لنقل المقاتلين داخل وخارج منطقة القتال، وإجلاء الهاربين من سجن غويران، ويقع هذا المعبر على بعد بضعة كيلومترات فقط من منطقة آمنة للتنظيم في بادية الزباري الوعرة والتي تعتبر مثالية للتحركات السرية للتنظيم الإرهابي.
التوثيقات تشير لانخفاض وتيرة هجمات داعش على الإيرانيين مقابل تزايدها ضد قسد
وبين المرصد السوري أن الهجمات لتنظيم داعش على قوات سوريا الديمقراطية والتحالف ازدادت عن تلك التي شنتها ضد المسلحين الإيرانيين منذ عام 2021، مما يؤكد حقيقة الاتفاق بين أبو البراء وأحمد إبراهيم الخليل في أيار/مايو 2021، حيث أن حتى الأرقام المبالغ فيها لمجلة النبأ، مجلة داعش الرسمية، تشير إلى انخفاض كبير في الهجمات ضد المسلحين الإيرانيين، مقابل تصاعد في الهجمات ضد قسد والتحالف.
وتشير التوثيقات إلى أن داعش نفذ أكثر من 200 عملية ضمن مناطق قسد والتحالف خلال 2022، أسفرت عن مقتل 307 شخص، بينهم 58 مدني منهم طفل وامرأتين، من ضمنها حصيلة الخسائر لسجن غويران.
قابل تنفيذ 100 هجوم على البادية لم تستهدف المسلحين الإيرانيين بشكل مباشر إلا بـ 6 عمليات فقط، قتل خلالها 27 من المسلحين الإيرانيين.
المصدر: المرصد السوري لحقوق الإنسان