دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

في تطور لافت.. المعارضة تستهدف القرداحة “بالدرونات” ودمشق وموسكو تصعدان براً وجواً “بخفض التصعيد”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – شهدت المنطقة الشمالية الغربية من سوريا، تطوراً عسكرياً لافتاً خلال الساعات الماضية، وهو باستهداف فصائل المعارضة المسلحة لأول مرة مدينة القرداحة مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد، ما تسبب بفقدان مدنيين لحياتهم وإصابة آخرين مع أضرار مادية.

التصعيد جاء بعد انتهاء الاجتماع الـ20 لآستانا.. والطائرات الروسية تعود للأجواء

القصف جاء بعد يومين من انتهاء الاجتماع العشرين لمسار آستانا في العاصمة الكازاخية حول سوريا، بمشاركة دول روسيا وتركيا وإيران والحكومة السورية، ويعتبر التصعيد الأول من نوعه في هذه المدينة، كما يدل على الأرجح دخول الصراع في سوريا مرحلة جديدة بعد امتلاك فصائل المعارضة للطائرات المسلحة، التي يقال أنها من صنع محلي.

وصعدت قوات الحكومة السورية والروسية من عمليات القصف على منطقة “خفض التصعيد”، وعودة السلاح الحربي لأجواء المنطقة، حيث نفذ غارات جوية عدة على مناطق قيل أنها مخصصة لانطلاق الهجمات من مناطق سيطرة الفصائل على مناطق سيطرة القوات الحكومية.

وذكرت وكالة الأنباء الحكومية السورية “سانا”، نقلاً عن مصدر أمني أن “إحدى القذيفتين سقطت في أراضٍ زراعية بجانب مستوصف القرداحة، ما أدى لمقتل المهندس محمد هاني سلطانة 25 عاماً، وإصابة مواطن آخر بجروح طفيفة، ووقوع أضرار مادية بأحد المباني.

بدوره أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الفصائل استهدفت بقذيفتين صاروخيتين ريف اللاذقية، حيث سقطت الأولى في منطقة صلنفة، والثانية بريف القرداحة.

بينما نفذت طائرة حربية روسية غارات بالصواريخ الفراغية على محيط قرية بزابور بريف إدلب الجنوبي، إضافة إلى غارات أخرى استهدفت النهر الأبيض وبسبت ومحيط الغسانية وكمعايا بريف جسر الشغور قرب محاور الخضر بريف اللاذقية.

أول الخسائر البشرية نتيجة الغارات الجوية الروسية في 2023

وذكر المرصد أنه نتيجة الغارات الجوية الروسية قتل مواطنين واصيب آخرين في محيط قرية بسبت غرب جسر الشغور، إضافة لقصف جوي طال حصادة قمح في المنطقة، وأشار المرصد إلى أن المواطنان اللذان قتلا نتيجة القصف الجوي الروسي هما أول الخسائر البشرية خلال العام.

وفي احصائية للمرصد قال، أن تعداد العسكريين والمدنيين الذين قتلوا نتيجة قصف الطائرات الحربية الروسية وعمليات الاستهداف البرية ضمن منطقة “خفض التصعيد” ارتفعت إلى 237 شخصاً منذ مطلع عام 2023، من ضمنهم المدنيين الذين قتلا بالضربات الروسية.

و 235 تعداد العسكريين والمدنيين الذين قتلوا باستهدافات برية ضمن منطقة “خفض التصعيد” منذ مطلع العام 2023، وذلك خلال 156 عملية تنوعت ما بين هجمات وعمليات قنص واشتباكات واستهدافات، كما أصيب بالعمليات آنفة الذكر أكثر من 129 من العسكريين و49 من المدنيين بينهم أطفال و7 سيدات بجراح متفاوتة.

الغارات الروسية استهداف مناطق تحت سيطرة النصرة والتركستاني

وجاء الاستهداف على القرداحة بعد تصعيد عسكري لقوات الحومة السورية في أرياف إدلب واللاذقية وحماة وحلب، والتي أسفرت عن سقوط قتلى وإصابات بين المدنيين إضافة لأضرار مادية،

ومنذ الاستهداف تعرضت قرى جبل الزاوية جنوب إدلب، لقصف مدفعي وعبر راجمات الصواريخ بشكل عنيف من قبل قوات الحكومة السورية.

فيما أفادت وكالة “سبوتنيك” الروسية إن الغارات الروسية تركزت على مناطق يسيطر عليها “الحزب التركستاني (الأيغور)”، ولفتت إلى أن هذا التنظيم المصنف “إرهابياً” لدى روسيا لديه خبرات بصناعة الطائرات المسيرة، وقالت أن الضربات الجوية أسفرت عن تدمير 12 مستودع أسلحة وطائرات مسيرة مذخرة ومعدلة، ونقاط يتم استخدامها لاستهداف المناطق التي تسيطر عليها قوات الحكومة.

بدوره علق المركز الروسي في سوريا “حميميم” على التصعيد العسكري، وقال أوليغ غورينوف نائب رئيس المركز إن “تنظيم جبهة النصرة والحزب الإسلامي التركستاني الإرهابيين، قاما برمي 6 عبوات ناسفة بطائرات مسيرة على مناطق في اللاذقية وحماة”، مشيراً إلى أن ذلك تسبب بمقتل مواطن وإصابة طفل بجروح.

وخلال موجز صحفي أضاف غورينوف “في 23 يونيو (حزيران)، قام مسلحون من الجماعتين الإرهابيتين جبهة النصرة  والحزب الإسلامي التركستاني،  باستخدام طائرات بدون طيار لإلقاء ست عبوات ناسفة على مناطق القرداحة ودير شميل وتل سحلب في محافظتي اللاذقية وحماة”.

دلالا التصعيد ورسائله ؟

ويأتي هذا التصعيد العسكري بين طرفي الصراع بعدما أكد المشاركون في اجتماع آستانا الأخير على “خفض التصعيد في إدلب وتطبيق الاتفاقيات التي أبرمت لهذه المنطقة”.

فيما اعتبرت أوساط متابعة أن استهداف القرداحة بشكل خاص له معاني ودلالات ورسائل كثيرة من قبل فصائل المعارضة وربما تركيا أيضاً للأطراف الأخرى، بأن الأوضاع في منطقة “خفض التصعيد” يجب أن تبقى على ما هي عليها، وإلا فإن عمليات القصف يمكنها أن تطال مناطق كانت بعيدة عن الصراع طيلة السنوات الماضية.

إعداد: رشا إسماعيل