دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

خطر وتحركات داعش يتعاظمان بسوريا والعراق.. واجتماع للتحالف لإعادة تنشيط الحرب وحل معضلة المحتجزين

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – على الرغم من كل العمليات الأمنية التي تشنها قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع التحالف الدولي، وتلك التي تقوم بها قوات الحكومة السورية بالتعاون مع إيران وروسيا، إلا أن نشاط تنظيم داعش الإرهابي بات في تزايد مستمر، وهو ما يضع احتمال أن يعود التنظيم في أي وقت كما كانت الأحوال في 2014، وربما أقوى، حينها كانت الدول الجيوش تسقط أمامه دون أي مقاومة.

التنظيم لايزال قوياً رغم كل الضربات التي تلقاها

الضربات القاصمة والقوية التي تلقاها التنظيم خلال الفترة الماضية، من حيث مقتل زعميه الأول المدعو أبو بكر البغدادي، إضافة للمدعو ابراهيم القرشي الذي نصبه التنظيم خليفة للأول، ناهيك عن قيادات كبيرة وفي الصفوف الأولى لداعش بعمليات للتحالف، والغريب أن مكان تواجد هؤلاء كانت ضمن مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها، و “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة”.

ولا يختلف اثنان عن أن داعش ورغم كل هذه الانتكاسات التي تعرض لها، إلا أنه لايزال يحافظ على تماسكه وامكانية شنه للعمليات العسكرية ضد مختلف القوات العسكرية في سوريا، حيث أن هذه العمليات تتكرر في البادية وريف دير الزور والحسكة والرقة بشكل شبه يومي، على الرغم من العمليات الأمنية لقسد والقبض على عشرات المتطرفين والكشف عن مخططاتهم، التي كانوا يهدفون من خلالها الهجوم على سجون التنظيم والمخيمات التي تؤوي عوائلهم لتهريبهم، لكن الأغرب أن الوجهة في حال نجاحهم ستكون مناطق سيطرة تركيا والمعارضة.

ماذا يعني فرار آلاف الدواعش من السجون والمخيمات ؟

تعرض أي مركز احتجاز أو مخيم للهجوم، وخاصة مخيمي الهول وروج في ريف محافظة الحسكة، سيكون خطراً على أمن واستقرار سوريا والدول المجاورة، ويعود بالحرب ضد التنظيم والمكتسبات التي تم تحقيقها إلى الصفر، خاصة وأن في هذه المخيمات آلاف الأطفال الذين ولدوا وتربوا في بيئة متطرفة متشددة، وأصبحوا فتياناً مع مرور السنوات وباتوا قادرين على حمل السلاح والمحاربة.

كما أن لأمهاتهم الدور الأبرز في بث التطرف والحقد والكراهية في نفوسهم وغسيل أدمغتهم على أن كل من هو خارج هذه الخيمة ولا ينتمي إلى “الدولة الإسلامية” كما يسمونها، هو عدو ويجب نحره وقتله، وهذا بدوره أخطر من العمليات التي تقوم بها خلايا التنظيم الآن، حيث يضع ذلك احتمال قيام جيل متطرف جديد يكون أشد من سابقه، لولا التعاون بين الدول لحل هذه المعضلة.

اجتماع للتحالف.. لاستمرار الحرب والارتقاء بالمجتمعات التي تخلصت من الإرهاب

ويبدو أن دول التحالف وعلى رأسه، الولايات المتحدة الأمريكية، باتت تدرك أن الحرب ضد التنظيم لم تعد كما كانت، والأخير بات يشكل مرة أخرى خطراً على المجتمعات التي هزمته، وخاصة شمال شرق سوريا والعراق، حيث ستعقد دول التحالف اجتماعاً في الرياض لتعزيز القدرة على مكافحة داعش.

وكان نائب المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف الدولي، إيان مكاري، قال في تصريحات سابقة، أن الحرب ضد داعش لم تنته، وأشار إلى أن التحالف أصبح ضعيفاً ومشتتاً، ولفت إلى أن التحالف يهدف للعمل مع الشركاء في سوريا لمساعدتهم في الحفاظ على الأمن وإعادة بناء وتأهيل المجتمعات التي دمرت خلال سنوات سيطرة داعش، إضافة لدعوة الدول لاستعادة رعاياها.

وأضاف إن هدف اجتماع الرياض أيضاً جمع 600 مليون دولار، بهدف حددته مجموعة عمل ببرلين في نيسان/أبريل الماضي، لإنفاقها على برامج تحقيق الاستقرار في شمال شرقي سوريا والعراق، وتوقع أن يعلن عدد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، عن تعهدات في اجتماع الرياض، كما أن الحرب ضد التنظيم ستتوسع لتشمل أفريقيا وشرق آسيا.

مشاركة عربية .. وقسد تحذر من هجوم لداعش

يشار إلى أن الجامعة العربية ستشارك أيضاً في اجتماع الرياض، الخميس، بوفد برئاسة السفير خليل ابراهيم الذاودي، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومي، وذلك نيابة عن الأمين العام أحمد أبو الغيظ، الذي تلقى دعوى رسمية من وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان.

حيث قال السفير أن الاجتماع يشكل فرصة مهمة للتشاور وتبادل الرؤى حول سبل مواجهة التحديات الخطيرة التي يفرضها تنظيم “داعش” الإرهابي.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية كشفت على لسان مدير المركز الإعلامي، فرهاد الشامي، في تصريحات تلفزيونية، أن هناك معلومات استخباراتية لديهم تفيد بتجهيز داعش نفسه لشن هجمات متفرقة على مناطق شمال شرقي سوريا.

الإدارة الذاتية تطالب التحالف بحل معضلة داعش وعوائله

بدورها وجهت الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا نداءً لمؤتمر التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب ودعته إلى القيام بمسؤولياته إزاء القضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وأشارت إلى خطورة ما يقوم به التنظيم من عمليات تنظيم نفسه التي ستشكل خطراً على المنطقة والعالم، ولفتت إلى وجود معضلة محتجزي التنظيم وعوائلهم في السجون والمخيمات، وأكدت أن هذه المعضلة بحاجة لحل دولي.

إضافة لضرورة وجود برامج لإعادة تأهيل الأطفال والنساء وتخليصهم من الفكر المتطرف، مع محاكمة من ارتكب الجرائم بحق السوريين؟.

وحاول التنظيم خلال السنتين الماضيتين تهريب عناصره وعوائله من السجون والمخيمات، وعلى رأس هذه المحاولات؛ الهجوم الدموي على سجن الصناعة بالحسكة، الذي يعتقل فيه 5 آلاف متطرف أجنبي، إضافة لإفشال مخططين للهجوم على مخيم الهول الذي يؤوي عشرات الآلاف من عوائل التنظيم من نساء وأطفال.

وتنتظر المجتمعات التي عانت ولاتزال تعاني من ممارسات وإرهاب تنظيم داعش ما سيقدمه التحالف الدولي خلال اجتماع الرياض، آملين أن تكون هذه الاجتماعات فرصة لتحقيق الامن والأمان والاستقرار لمناطقهم، والتي لاتزال غائبة منذ عقد من الزمن.

إعداد: رشا اسماعيل