أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع قرب انعقاد اجتماع جديد لاجتماع “دول الرباعي” (روسيا وتركيا وسوريا وإيران)، تحدثت مصادر من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عن “التحضير لتصعيد عسكري” من قبل هذه الأطراف على المنطقة، بالتزامن مع كشف قوات سوريا الديمقراطية عن ورود معلومات تفيد “بامكانية تعرض مناطقها لهجوم من داعش”.
هل تشعل أطراف آستانا الحرب في الشمال الشرقي ؟
ولا شك في أن المنطقة الشمالية الشرقية كانت خلال السنوات الماضية أحد المحاور الرئيسية بين أطراف مسار آستانا، وبعد انضمام دمشق لهذه المحادثات وتحولها لصيغة رباعية، إضافة إلى أنها كانت من الأسباب الرئيسية لطلب أنقرة الصلح مع دمشق، بهدف “توسيع جبهة الحرب” ضد الإدارة الذاتية ومحاولة اسقاطها، كون الأخيرة هي الجدار الوحيد المتبقي في سوريا التي لا تخضع لسيطرة هذه الأطراف وتعتبر من أقوى الأطراف على الأرض.
صحيفة “الوطن” المقربة من السلطة في دمشق، كشفت على لسان “مصادر مطلعة”، أن اجتماع اللجنة “الرباعية” سينعقد هذا الشهر، وبينت أن الاجتماع سيجري على مستوى نواب وزراء خارجية لدول الرباعي، ولفتت المصادر إلى أن الاجتماع سيتم على هامش اجتماع مسار آستانا المقرر انعقاده في الـ20 و 21 من الشهر الجاري.
وأضافت، أن معاون وزير الخارجية السورية أيمن سوسان، سيحضر هذا الاجتماع.
الاجتماع الرباعي القادم سيكون حاسماً للتسوية السورية
وقالت قناة الميادين نقلاً عن مدير الملف السوري في وزارة الخارجية التركية، كورهان قراقوش، أن الحوار مع دمشق ضمن الاجتماع القادم سيكون حاسماً في التوصل إلى تسوية في سوريا”.
وكان وزير الخارجية التركي السابق، مولود تشاويش أوغلو، قال أن بلاده قررت تشكيل لجنة مهمتها إعداد خارطة طريق وخطة عمل لتطبيع العلاقات مع سوريا”.
إلا أن الخلافات ووجهات النظر المختلفة والشروط التي وضعتها أنقرة ودمشق عرقلت إلى حد ما عملية اعادة العلاقات.
الإدارة الذاتية تتحدث عن امكانية تصعيد في المنطقة من قبل إيران
وبالتزامن مع قرب انعقاد هذا الاجتماع بين محور دول آستانا بمشاركة دمشق، حذرت الإدارة الذاتية من وجود “إشارات لتجهيزات عسكرية إيرانية لاستهداف الشمال السوري وتحرك روسي إيراني – تركي سيُعكر مسار الحل السياسي في سوريا.
وفي التفاصيل، قال الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية بالإدارة الذاتية، بدران جيا كرد، في حديث خاص مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن هناك تقارير وردت حول مسألة تجهيزات عسكرية في بعض المناطق السورية من قبل بعض الأطراف لمحاولة زعزعة الاستقرار وسط اتهامات الروس للأمريكيين بالتخطيط لشن هجوم على قواتها وبالمقابل هناك إشارات إلى أن المجموعات الإيرانية لها تحضيرات، وإذا ما حدث أي نوع من التصعيد العسكري من أي جانب لن يكون لصالح حل الملف السوري بل سيعقد الأمور.
وعبر عن أمله أن لا تنجر المنطقة لأي صراع عسكري جديد، وأن تصب القوى الفاعلة في الملف السوري جهودها في حث الحكومة السورية للبدء بتنفيذ القرار الدولي 2254 والمضي بخطوات إيجابية لحل الأزمة السورية.
واعتبر أن هدف تركيا في سوريا هو ضرب مشروع الإدارة الذاتية، وأشار إلى أن النظرة التركية مع الحكومة الجديدة لن تتغير كثيراً، وستحاول بشتى الطرق زعزعة استقرار المنطقة، واستغلال المحادثات الرباعية لدفع دمشق وإيران للعب دور سلبي في مناطقهم.
تقارير عن نشاط إيراني لضرب القوات الأمريكية
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، نقلت عن مصادر استخباراتية، أن إيران تقوم بتسليح مسلحين في سوريا في ظل مرحلة جديدة من الهجمات المميتة ضد القوات الأمريكية، بينما تعمل أيضًا مع روسيا على استراتيجية أوسع لطرد الأمريكيين من المنطقة.
وقالت الصحيفة، أن إيران وحلفاؤها يدربون مسلحين على استخدام قنابل أكثر قوة خارقة للدروع والتي ستستهدف المركبات العسكرية الأمريكية لقتل الجنود ودفع واشنطن للانسحاب.
وذكرت أن مثل هذه الهجمات ستكون تصعيدًا لحملة إيران طويلة الأمد لاستخدام المسلحين بالوكالة لشن هجمات صاروخية وطائرات مسيرة على القوات الأمريكية في سوريا.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أكدت بعد ورود هذه التقارير أنها ستحافظ على وجودها العسكري في سوريا، وأن مهمة قواتها تنحصر على محاربة داعش، لكنها شددت على جهوزيتها بشأن حماية قواتها العسكرية في حال تعرضهم لأي خطر ووضعت احتمال توجيه ضربات عسكرية لكل من يشكل خطراً على جنودها.
داعش ينتظر التصعيد.. واستغلال الفوضى للعودة
ومع ما تشهد هذه المناطق من احتمال لتصعيد عسكري جديد من قبل “دول الرباعي” مع قسد والقوات الأمريكية، وردت أنباء عن احتمال شن تنظيم داعش الإرهابي للهجمات على مواقع في شمال شرق سوريا، وهو ما حذر منه مدير المركز الإعلامي لقسد، فرهاد الشامي، في تغريدة له على تويتر، وقال أن معلومات وصلتهم تؤكد أن داعش يخطط لشن هجمات على مناطقهم.
ولا شك في أن أي تصعيد عسكري جديد يؤدي إلى فلتان أمني وفوضى وحالة من الفراغ سيستغله داعش في هذه المناطق التي تؤوي عشرات الآلاف من عناصر وقيادات وعوائل التنظيم، وبالتالي امكانية فرارهم من السجون ومراكز الاحتجاز، وهو ما سيضع أمن سوريا ودول الجوار في خطر كبير.
إعداد: علي إبراهيم