أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – خلال الفترة الماضية تصاعد خطاب العنصرية والكراهية والدعوات لترحيل اللاجئين السوريين من دولتي لبنان وتركيا، في ظل عمليات ترحيل قسرية يتم تنفيذها من قبل السلطات المحلية في هاتين الدولتين، لا تسلط وسائل الإعلام الضوء عليها كثيراً، لاعتبارات قد تكون سياسية، بينما يعيش السوريون في السودان أياماً عصيبة في ظل استمرار الصراع المسلح وفشل اتفاقات وقف إطلاق النار في إيقاف المعارك.
فروا من الحرب ووجدوا أنفسهم ضمن مجتمعات عنصرية
حتى مع خروجهم من البلاد وفرارهم من هول الحروب والدمار والقتل، لم يهنأ السوريون الذي لجأوا إلى لبنان وتركيا السودان أيضاً بالعيش والأمان، حيث أن الدولتين الأولى والثانية تمارسان بحقهم العنصرية والكراهية بشكل كبير يصل لحد القتل أحياناً، حيث شهدت الدولتان حالات قتل لشبان ومواطنين سوريين خلال العام الماضي، والدافع كان “العنصرية”.
إضافة لذلك فإن عمليات الترحيل القسرية تتواصل من قبل السلطات اللبنانية والتركية، وكل منهما يدعيان أن عودة السوريين “طوعية”، دون أي اعتبارات لما قد تشكله العودة من خطر على حياتهم وامكانية تعرضهم للاعتقال والاضطهاد والخطف والموت حتى.
بصيص أمل.. إجلاء دفعات جديدة من دائرة الصراع في السودان
وخلال الأسبوعين الماضيين، استقبلت الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا، العشرات من المواطنين السوريين من السودان ولبنان منهم من كان يعيش ضمن دائرة الصراعات المسلحة، وآخرون من المهددين بالترحيل القسري لمناطق سيطرة الحكومة السورية.
وأفادت وكالة الأنباء الكردية “هوار”، أن الإدارة أجلت دفعتين جديدتين من العالقين في السودان، الأولى مؤلفة من 18 شخصاً وصلت إلى مطار القامشلي الدولي، والثانية من 170 شخصاً و 3 جثامين، وبذلك وصل عدد الذين تم إجلاؤهم حتى الآن 341 شخصاً.
ويشهد السودان صراعاً مسلحاً دموياً بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهو ما أدى بالدول لإجلاء رعاياها، خاصة مع أن كل المؤشرات تدل على صراع طويل الأمد في ظل الانتهاكات لاتفاقات وقف إطلاق النار التي لم تنجح بدورها في إيقاف المعارك وفتح الممرات الإنسانية لخروج المدنيين ومساعدتهم.
استقبال اللاجئين أحد بنود “مبادرة الإدارة الذاتية للحل في سوريا”
يشار إلى أن استقبال اللاجئين السوريين من دول الشتات هو أحد بنود المبادرة التي أعلنت عنها الإدارة الذاتية الشهر الماضي للحل السياسي في سوريا، وقالت حينها أنها مستعدة لاستقبال كل السوريين من لبنان وتركيا وغيرها من دول الشتات حسب امكانياتها.
عراقيل أمام إجلاء السوريين من السودان
وبالعودة للدفعتين القادمتين من السودان، قالت عمليات التنسيق مستمرة بين “دائرة العلاقات الخارجية” (بمثابة وزارة خارجية)، بالتنسيق مع جهات عدة لنجاح عملية الإجلاء، تمثلت بداية بإجلاء أكثر من 150 شخصاً خلال بينهم أطفال ونساء في الأسبوع الأول من شهر أيار، وإيصالهم للقامشلي، إضافة إلى 18 شخصاً بينهم 3 رضع، ورحلة ثالثة ضمت 170 شخصاً بينهم أطفال ضمنهم 31 رضيع، و3 جثامين ممن فقدوا حياتهم في الصراع السوداني وصلوا إلى دمشق.
وبذلك فإن مجموع من تم إجلاءهم وصل إلى 341 شخصاً، و 3 جثامين، خلال شهر أيار، وأكدت استمرار العمل على إجلاء من تبقى من الأهالي. كما لم تخفي الإدارة الذاتية أن هناك بعض العراقيل والعقبات في طريق إجلاء السوريين، ويحاولون حلها.
القامشلي تتهم دمشق بعرقلة إجلاء السوريين العالقين في السودان
كما أشارت الإدارة الذاتية إلى أن الحكومة السورية “تعرقل عملية إجلاء العالقين من السودان”، وأوضحت أن الأخيرة منعت ترتيب أي رحلات أخرى من قبل شركات الطيران المتعاقدة معها.
وأضافت الإدارة أن اللجان المختصة أبدت عزمها على ترتيب رحلات أخرى لإجلاء المزيد من المواطنين العالقين في السودان، إلا أن الحكومة السورية وضعت شروط تعجيزية على المواطنين الراغبين بالعودة للمناطق الشمالية الشرقية، إضافة إلى ما وصفتها الإدارة “بالتضليل الإعلامي” الممارس والبعيد عن الحقيقة والتي ذكرت على لسان دبلوماسي رفيع في الخارجية السورية أن دمشق استطاعت تأمين رحلتين مجانيتين عبر شركة “أجنحة الشام” لإجلاء السوريين.
وقالت الإدارة أن اللجان المشكلة رتبت هذه الرحلة مع شركة أجنحة الشام الخاصة لإيصالهم إلى القامشلي، إلا أن دمشق منعت الشركة من إيصال المواطنين وقامت بتنزيلهم في دمشق لتمارس التضليل الإعلامي على حساب الإنسانية، ومنعت ترتيب أي رحلات أخرى من قبل الشركة مع الإدارة الذاتية لإجلاء السوريين من السودان.
“المساعي مستمرة رغم العراقيل والصعوبات”
وطالبت الإدارة من دمشق تقديم ضمانات وتسهيلات لعودة السوريين من دول الشتات وعدم عرقلة هذه العودة، كما دعت إلى فتح الأبواب لعودة السوريين إلى مناطقهم بشكل آمن وضامن لحقوقهم وكرامتهم.
وبحسب ما جاء في بيان “دائرة العلاقات الخارجية”، فإن الإدارة ستواصل مساعيها لإجلاء كل السوريين العالقين في السودان.
استقبال لاجئين سوريين مهددين بالترحيل من لبنان
وكانت الإدارة استقبلت خلال الفترة الماضية عشرات المواطنين السوريين المهددين بالترحيل القسري من لبنان، حيث وصل منهم إلى مدينة الطبقة وآخرون إلى الرقة، وأكدوا خلال مقابلات تلفزيونية، أن السلطات اللبنانية مارست بحقهم شتى أنواع الانتهاكات والضغوطات بهدف ترحيلهم، دون أي اعتبارات لوضعهم الأمني من قبل الحكومة السورية.
إعداد: ربى نجار