أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – شنت الطائرات الإسرائيلية غارات جوية على مواقع عسكرية بمحيط مدينة حلب وحمص، شمال ووسط سوريا، وذلك بعد ساعات قليلة من صدور بيان الاجتماع الخماسي لوزراء خارجية سوريا والسعودية ومصر والعراق والأردن في عمان، حيث جاء هذا الاجتماع في إطار المساعي لبعض الدول العربية لإعادة سوريا للحضن العربي وحل الأزمة فيها بالطرق السلمية.
استهداف إسرائيل جاء بعد ساعات من البيان الختامي “لاجتماع عمان”
اللافت في الهجوم الإسرائيلي الذي يعتبر السادس عشر خلال عام 2023، بحسب إحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان، هو التوقيت، حيث جاء بعد ساعتين أو أكثر بقليل من صدور البيان الختامي لاجتماع الأردن، ووضع رؤى واحتمالات عدة حول تزامن الحدثين.
وكانت العاصمة الأردنية عمان استضافت اجتماعاً لوزراء خارجية دول السعودية ومصر والعراق والأردن بمشاركة سورية، لبحث التسوية السياسية وكل ما سببته الحرب من قتل وخراب ودمار ومعاناة للشعب السوري، إضافة لكبح جماح تصدير المخدرات عبر الحدود السورية.
دعم الحل السياسي في سوريا ومكافحة المسلحين والإرهاب
وجاء في البيان الختامي للاجتماع، أن هذه الدول تدعم الحل والتسوية السياسية الشاملة في سوريا، والتعاون بين دمشق والعواصم المعنية والأمم المتحدة في بلورة استراتيجية شاملة لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب بجميع أشكاله وتنظيماته، وإنهاء تواجد المنظمات الإرهابية في الأراضي السورية وتحييد قدرتها على تهديد الأمن الإقليمي والدولي”.
واتفق المشاركون على “العمل على دعم سوريا ومؤسساتها لبسط سيطرتها على أراضيها وفرض سيادة القانون، وإنهاء تواجد الجماعات المسلحة والإرهابية على الأراضي السورية، ووقف التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري، وفق أحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
أمن الحدود و فريق أمني لمتابعة مخرجات اجتماع الأردن
وأكد البيان الختامي بوجوب “التوافق على خطوات فاعلة لمعالجة التحديات الأمنية المرتبطة بأمن الحدود عبر إنشاء آليات تنسيق فعالة بين الأجهزة العسكرية والأمنية السورية ونظيراتها في الدول المجاورة”.
وأضاف البيان: “تشكيل فريق فني على مستوى الخبراء لمتابعة مخرجات هذا الاجتماع وتحديد الخطوات القادمة في سياق هذا المسار الذي يستهدف حل الأزمة في سوريا”.
الأسد رفض الشروط العربية.. وإسرائيل جددت هجماتها
وبحسب مصادر دبلوماسية ومطلعة، تحدثت قبل الاجتماع، فإن الدول العربية ستضع شروطاً على دمشق لتسريع مسألة العودة، دون الحديث عن ماهية هذه الشروط او ما وصفوها “بالمطالب”.
وبعد صدور البيان بساعتين، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات جوية على مواقع عسكرية في ريفي حلب وحمص، وذلك في إطار الاستهداف الـ16 للأراضي السورية خلال عام 2023.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن صواريخ اسرائيلية استهدفت مساء الاثنين، كل من منطقة مطار حلب الدولي ومنطقة مطار النيرب العسكري، حيث دوت انفجارات عنيفة في المطارين، ما أدى لحدوث أضرار جسيمة وخروج مطار حلب الدولي عن الخدمة بشكل مؤقت.
وطالت الصواريخ أحد المستودعات التي تحتوي على ذخائر كبيرة ما أدى لتدميره بشكل كامل واشتعال النيران فيه، كما سقطت الصواريخ الإسرائيلية في منطقة معامل الدفاع الجوي التابعة للنظام بمنطقة السفيرة بريف حلب، ما أسفر عن تعرضها لأضرار مادية كبيرة، فيما حاولت الدفاعات الجوية التصدي للصواريخ إلا إنها فشلت في إيقاف الهجوم الإسرائيلي.
وبحسب المرصد فإنه خلال الاستهداف قتل 3 عناصر من “الميليشيات الموالية لإيران” من جنسية غير سورية، وضابط من قوات الحكومة السورية بقصف استهدف أحد بطاريات الدفاع الجوي، إضافة لإصابة آخرين بجراح متفاوتة.
تزامن الاستهداف الإسرائيلي باجتماع عمان.. صدفة أم رسالة ؟
توقيت الهجوم الإسرائيلي وتزامنه مع صدور البيان الختامي لاجتماع عمان أثار تساؤلات كثيرة، ورؤى عديدة، حيث قالت بعض الآراء أن “الهجوم الإسرائيلي رسالة لسوريا والعرب وإيران بشكل عام بأن التطبيع وإعادة العلاقات لن تثني تل أبيب على الاستمرار في ضرب المواقع العسكرية السورية والإيرانية”.
بينما اعتبر آخرون بأن الاستهداف الإسرائيلي هو “رسالة عربية إسرائيلية” لكل من “دمشق وطهران”، تقول بأن رفض الشروط العربية للتطبيع سيكون ثمنه استمرار القصف الإسرائيلي على المواقع العسكرية الإيرانية في سوريا، وأن التصعيد سيستمر، أما في سياق إعادة تطبيع العلاقات، فكما جرى تحويل المواقف تجاه دمشق خلال ساعات وأيام قليلة، يمكن ايقاف عملية التطبيع وإعادة دمشق وطهران للعزلة الإقليمية مجدداً.
ويمكن اعتبار ما نشرته صحيفة “فايننشال تايمز”، بأن “الأسد رفض تقديم أي تنازلات لوزراء خارجية العرب مقابل عودته إلى الجامعة العربية”، يدعم النظرية الثانية ويجعلها أقرب للواقع، على الرغم من أن إسرائيل تقوم باستهداف مواقع عسكرية بين الحين والآخر، وهو ما قالته آراء أخرى، حيث أشاروا إلى أن تزامن الحدثين مجرد صدفة لا أكثر.
إعداد: علي إبراهيم