أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بات القلق والخوف يسيطران على المناطق الشمالية الغربية السورية، بعد موجة إعادة العلاقات بين الحكومة في دمشق والبلدان العربية، ومساعي السعودية لإعادة دمشق إلى الجامعة العربية، حيث اعتبرت أوساط شعبية ما جرى من إعادة للعلاقات “الخيانة والطعنة بالظهر”، في وقت بات “كابوس المصالحات والتسويات” يطارد أكثر من 4 ملايين سوري يعيشون في هذه المناطق.
التطبيع مع “الضامن التركي” زاد من مخاوف المعارضة
وما زاد من المخاوف الشعبية من أي صفقة أو اتفاق قد يمد سيطرة ونفوذ الدولة السورية إلى ما تبقى من مناطق سيطرة المعارضة، المساعي الروسية لإعادة العلاقات بين دمشق وأنقرة، خاصة في وقت تتمسك دمشق ببعض المطالب كشرط لإعادة العلاقات ومنها “الانسحاب العسكري التركي” و “مكافحة الإرهاب” (كل من حمل السلاح بوجه الحكومة ويعيش ضمن مناطق سيطرة المعارضة تراه دمشق إرهابياً)، إضافة لعدم تدخل أنقرة في شؤون البلاد.
دعوات للخروج في احتجاجات “رفضاً للتطبيع” والتأكيد على “استمرار الثورة”
ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أعلنوا عن رفضهم لاستعادة العلاقات العربية السورية، متهمين دمشق بالقتل والتدمير، والعرب “بالخيانة والطعنة بالظهر”، كما دعا الناشطون إلى وقفات احتجاجية رفضاً للتطبيع العربي مع الرئيس السوري، إضافة إلى تركيا وذلك تحت مسميات مختلفة.
ويقول ناشطون “أن الحملة تهدف للتأكيد على استمرار الثورة وعلى مبادئها وثوابتها” حتى ما أسموه “إسقاط النظام”، وشددوا على عدم التنازل عن هذه المطالب حتى لو أعاد المجتمع الدولي بأكمله العلاقات مع السلطة السورية، مشيرين إلى “حقهم في تقرير مصيرهم” مع رفض أي طرف “الوصاية عليهم”.
ويتابع الناشطون في حديثهم أنهم “دفعوا أكثر من مليون شهيد ومئات الآلاف من الجرحى ومثلهم من المعتقلين والمعتقلات في السجون” إضافة إلى 13 مليون لاجئ ونازح داخل وخارج البلاد، مستغربين من تسارع خطوات التقارب بين دمشق وبعض العواصم العربية؛ ليس ذلك فحسب بل عمل بعض الدول كالسعودية والإمارات على إعادة دمشق للجامعة العربية وهو ما سيكون بمثابة “إعادة الشرعية للنظام” بحسب قولهم.
وشددوا على أن الاحتجاجات التي دعوا إليها ستكون “رفضاً لإعادة العلاقات والتطبيع مع نظام الأسد” حسب وصفهم”، وعدم “اكتراث الدول العربية بالمجازر التي وقعت في سوريا على يد هذا النظام” الذي وصفوه “بالمجرم”.
الاحتجاجات ستخرج في مناطق “الهيئة” و “الجيش الوطني”
وقال القائمون على دعوات الاحتجاج أن إدلب وريفها و الريف الشرقي والغربي لحلب الخاضع لسيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة في “الجيش الوطني” ستشهد الاحتجاجات الرافضة للتطبيع، إضافة لرفض الموقف التركي الذي اعتبروه ضامناً وحامياً لهم خلال السنوات الماضية، والدعوة لاستمرار قطع العلاقات مع الحكومة في دمشق وعدم القبول بأي صلح، وضرورة تطبيق القرارات الأممية للحل في سوريا وخاصة القرار 2254.
خلال أسبوعين.. تسارع في عودة العلاقات السورية العربية
وفي غضون أسبوعين، أجرى وزير الخارجية السوري عدة زيارات لدول عربية على رأسها الرياض و القاهرة، وتم الاتفاق على إعادة فتح القنصليات والرحلات الجوية لأول مرة منذ أكثر من 11 عاماً، إضافة لزيارة قام بها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق ولقاءه بالرئيس السوري بشار الأسد، وهي الزيارة الأولى لمسؤول سعودي رفيع المستوى لدمشق منذ بداية الأزمة.
ويكسر التواصل العربي مع سوريا، عزلة دمشق الإقليمية والعربية خاصة، والتي استمرت لأكثر من 11 عاماً، في وقت اعتبرت أوساط معارضة أن عودة دمشق إلى الجامعة العربية يعني “قبول العرب بكل المجازر والجرائم التي حصلت في سوريا خلال العقد الماضي وهو إعادة الشرعية للنظام الحاكم في سوريا”. حسب رؤيتهم.
إعداد: رشا إسماعيل