تقدم الرياض نفسها كلاعب دبلوماسي رئيسي في المنطقة بعد سنوات شهدت فيها تآكلًا لنفوذها
سافر وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق هذا الأسبوع. هذه خطوة كبيرة من جانب المملكة العربية السعودية، وهي واحدة من عدة اجتماعات رفيعة المستوى مؤخرًا مع النظام السوري تهدف إلى تطبيع علاقات النظام مع المنطقة بعد عقد من الحرب.
ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) اليوم الثلاثاء ان “الرئيس بشار الاسد التقى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان”. وزار وزير الخارجية السوري فيصل مقداد الرياض الأسبوع الماضي. المقداد كان أيضا في تونس هذا الأسبوع.
تقود المملكة العربية السعودية العديد من المبادرات الدبلوماسية في المنطقة. لقد تصالحت مع إيران وتسعى لإنهاء حرب اليمن. كما استضافت مؤخرا السناتور الأمريكي ليندسي غراهام قبل أن يأتي إلى إسرائيل، وأن يقوم بزيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. تقدم الرياض نفسها كلاعب دبلوماسي رئيسي في المنطقة بعد سنوات شهدت فيها تآكلًا لنفوذها وظهرت توترات مع إيران وقطر وغيرهما.
ماذا تأمل الرياض في سوريا؟
تقرير للعين الاخبارية يقول إنها تريد تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية. وتأمل الرياض في تحقيق ذلك قريباً، بدلاً من الانتظار طويلاً. بحثت السعودية “الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كل تداعياتها وتحقق مصالحة وطنية وتسهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي”.
الزيارة الأولى من نوعها منذ 12 عامًا
هذه هي الزيارة الأولى من هذا النوع للسعوديين إلى سوريا منذ 12 عامًا. ويأتي ذلك بعد أن استضاف السعوديون وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر والعراق. تريد الرياض عودة السوريين إلى جامعة الدول العربية. قامت دمشق أيضًا بالتواصل مع الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان.
نقلت السعودية بعض الرسائل لقائد النظام السوري. وقالت إنه من المهم أن تصل المساعدات إلى جميع المناطق في سوريا. كما ناقش السعوديون أهمية الاستقرار في سوريا.
كانت هناك محاولات سابقة لإصلاح العلاقات بين دمشق والرياض والقاهرة والمنطقة. على سبيل المثال، قاد اللواء علي مملوك هذه الجهود في الماضي. كما سعت روسيا إلى تشجيع دول المنطقة على المصالحة مع دمشق.
حتى الآن سارت المصالحة بوتيرة بطيئة لكنها تتسارع الآن. الآن هناك مناقشات لاستئناف الخدمات والرحلات القنصلية بين السعودية وسوريا. وذكر تقرير العين أن هناك أيضًا خارطة طريق شاملة لعشرة بنود تشمل مبادرات إنسانية وسياسية ودبلوماسية لإعادة سوريا إلى محيطها العربي. وأشاد التقرير بـ “الرؤية الإماراتية” التي ساعدت على تمهيد الطريق لزيارة السعودية.
المصدر: صحيفة جيروزاليم بوست
ترجمة: أوغاريت بوست